طلاء مضاد للخدش والتآكل من نشاء البطاطس

لتفاعله مع الأسطح المعدنية... وغير قابل للتحلل

كريستينا غابرييل تختبر طلاء البطاطس على الألمنيوم (معهد فراونهوفر)

قد يختلف البعض حول دور البطاطس في البدانة أو الرشاقة، لكن لا أحد يختلف حول فوائدها الصحية الجمة للإنسان. وعلاوة على دورها في صناعة المواد اللاصقة والورق... إلخ، يعول عليها العلماء الألمان الآن في إنتاج طلاء للمعادن ضد الخدش والتآكل.
ويقول الباحثون الألمان من معهد فراونهوفر إنهم أنتجوا طلاء ملونا ضد الخدش والتآكل للمعادن من نشاء البطاطس الطبيعية. ويعرف العالم بعض أنواع الدهان والصبغات الطبيعية المنشأ التي تستخدم في الصناعة، إلا أنها لم تثبت كفاءتها في حماية المعادن، كما أن إنتاج بعضها بالغ التكلفة. ويشير علماء معهد فراونهوفر إلى أنهم طوروا من نشاء البطاطس طلاء فعالا للمعادن، وخصوصاً للسيارات، يقاوم التآكل والخدش.
ويصلح الدهان لطلاء واجهات الأبواب الداخلية، ودواخل الأجهزة والماكينات والكومبيوترات، لأنه مقاوم للنار والحرارة العالية أيضاً، بحسب تصريح كريستينا غابرييل من معهد فراونهوفر لأبحاث البوليمر التطبيقية في بوتسدام.
وثبت أن النشاء المطور من البطاطس يمتلك قابلية كبيرة للتلون بشكل ثابت بمختلف الألوان، كما أنه يتفاعل مع السطوح المعدنية ويصبح جزءا منها. كما كان الطلاء الجديد غير قابل للتحلل بالماء، كما أنه يثبت طويلاً أمام العوامل الجوية المختلفة.
وأجريت التجارب المختبرية حتى الآن على الطلاء الجديد مع الألمنيوم، وستخصص التجارب الأخرى لتطوير الطلاء كي يناسب الحديد وسبيكة الحديد والزنك التي تدخل في الصناعة بشكل كبير.
والمهم بالنسبة للباحثة غابرييل، هو البعد البيئي للطلاء المستمد من نشاء البطاطس، إذ إن المستقبل يعد ببديل طبيعي للدهانات المستمدة من النفط الخام في الصناعة. ويستخدم في ألمانيا وحدها مائة ألف طن من الطلاء المستمد من النفط في طلاء السيارات.
ومعروف أن البطاطس الاعتيادية تحتوي على نوعين من النشاء وهما «أميلوبكتين» و«أميلوس»، والأول هو الوحيد المفيد صناعياً.
وبدأت في ولايتي سكسونيا انهالت وبراندنبورغ الشرقيتين زراعة أول بطاطس صناعية غير مخصصة للأكل. وأعلن عملاق الصناعة الكيمياوية «باسفBASF»، الذي يتخذ من لودفيغسهافن مقراً له، أنه سيبدأ زراعة نوع من البطاطس تحتوي على نشاء «أميلوبكتين» فقط، وينتظر أن تستخدم في صناعة مواد البناء المتينة.