اتجهت الأنظار في الأيام القليلة الماضية إلى حزب الوفد المصري، وسط توقعات بأن يدفع بمرشح ينافس الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس (آذار) المقبل.
وذكرت تقارير محلية أن رئيس الحزب الدكتور السيد البدوي قد تقدَّم بطلب، اليوم (الجمعة)، لإجراء الكشف الطبي اللازم لخوض السباق الرئاسي في مصر، علماً بأن الجمعة آخر موعد لإجراء الفحص الطبي، بينما تواصل الهيئة العليا للانتخابات تلقي طلبات الترشح حتى الاثنين المقبل، وفق الجدول الزمني المعلن.
وأكد عماد كاظم رئيس المجالس الطبية المتخصصة التي تجري الفحوص لـ«رويترز» تلقي طلب الكشف الطبي من رئيس حزب الوفد.
ومن جانبه، قال حسان مساعد رئيس الحزب ورئيس لجنة الإعلام إن الهيئة العليا للحزب ستعقد اجتماعاً غداً السبت لاتخاذ قرار ترشيح البدوي لانتخابات الرئاسة.
وتقول وسائل إعلام مصرية أن البدوي حصل على تزكية أكثر من 20 نائباً في مجلس النواب المصري، اللازمة لترشحه في الانتخابات الرئاسية. وبحسب الدستور المصري فإنه «يُشترط لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يزكّي المترشحَ عشرون عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في خمس عشرة محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها. وفى جميع الأحوال، لا يجوز تأييد أكثر من مترشح، وذلك على النحو الذي ينظمه القانون».
وكان سياسيون قد دعوا الحزب إلى الدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية التي لم يترشح فيها رسمياً سوى الرئيس عبد الفتاح السيسي المرجح فوزه على نطاق واسع. وتساءل السياسي المصري مصطفى بكري: هل عجز الوفد عن تقديم مرشح للانتخابات؟! وغرّد: «من حقي أن أسال، أين حزب الوفد من الانتخابات الرئاسية، هل عجز الحزب أن يقدم مرشحاً للانتخابات الرئاسية، لقد فعلها قبل ذلك، والآن يقف صامتاً، فقط يتابع الأحداث وكأنه على الحياد... ثم أين بقية الأحزاب... إنني أدعوكم إلى اللحاق بالسباق الانتخابي الرئاسي، فالفرصة لا تزال سانحة».
وكان رئيس الحزب الراحل الدكتور نعمان جمعة قد ترشح للانتخابات الرئاسية المصرية في عام 2005، التي فاز بها الرئيس الأسبق حسني مبارك، في أول انتخابات تعددية مباشرة تشهدها مصر بعد تعديل الدستور، وكان اختيار رئيس الجمهورية يتم قبل ذلك عبر تزكية ثلثي أعضاء مجلس الشعب له ثم استفتاء الشعب عليه. وفي تلك الانتخابات التي شارك فيها عشرة مرشحين، حل جمعة ثالثاً في الانتخابات بعد مبارك الذي فاز بـ88.6 في المائة من إجمالي الأصوات، وأيمن نور رئيس حزب الغد.
ويعد حزب الوفد ذو التوجه الليبرالي أحد أعرق الأحزاب المصرية، فقد تأسس في عام 1918، وظل حزب الأغلبية حتى قيام ثورة 23 يوليو (تموز) 1952، التي ألغت النظام الملكي، وأعلنت الجمهورية، وحلَّت جميع الأحزاب السياسية. وتعود تسمية الحزب إلى الوفد الذي شكله الزعيم المصري الراحل سعد زغلول، وضم أيضاً عبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد ومكرم عبيد وآخرين، وذلك للمطالبة باستقلال مصر الواقعة تحت الاحتلال البريطاني.
وعاد الحزب لنشاطه السياسي في 1978، في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، الذي سمح بالتعددية الحزبية، تحت اسم «حزب الوفد الجديد». ومن أبرز رموز الحزب، بخلاف سعد زغلول، في العهد الملكي، عبد الخالق ثروت رئيس وزراء مصر الأسبق، ومصطفى النحاس زعيم الحزب، ورئيس وزراء مصر لفترات طويلة، وفؤاد سراج الدين الذي تولى كثيراً من الوزارات من بينها المالية والداخلية، ثم اختير رئيساً للحزب بعد عودته للحياة السياسية.
ويترأس السيد البدوي حزب الوفد منذ عام 2010، بعد فوزه بالانتخابات أمام محمود أباظة، ويعد ثالث الأحزاب تمثيلاً في مجلس النواب المصري المنتخَب في 2015.
وسيطر حزب الوفد على اهتمامات المصريين على مواقع الاجتماعي في مصر بعد الأنباء عن إمكانية دفعه بمرشح رئاسي، وتداول بعض المستخدمين صور زعيمه الراحل سعد زغلول، بينما حل هاشتاغ #السيد_البدوي بيت الأكثر تداولاً على موقع «تويتر».
وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، مطلع الشهر الحالي الجدول الزمني المقرر للانتخابات الرئاسية لعام 2018، حيث تجري في الخارج أيام 16 و17 و18 مارس وفي الداخل أيام 26 و27 و28 من الشهر ذاته، على أن تُعلَن النتيجة في 2 أبريل (نيسان). والاثنين هو آخر أيام تلقِّي طلبات الترشح، بينما لم يتقدم سوى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي فاز في انتخابات 2014 بنسبة 96.9 في المائة مقابل 1.4 لمنافسه حمدين صباحي.
ويتيح الدستور المصري لرئيس الجمهورية شغل المنصب فترتين كل منهما أربع سنوات. وتنتهي فترة الرئاسة الحالية للسيسي في يونيو (حزيران) المقبل.
حزب الوفد يعود لصدارة المشهد السياسي بمصر
وسط توقعات بترشح زعيمه في الانتخابات الرئاسية
حزب الوفد يعود لصدارة المشهد السياسي بمصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة