الاتحاد الأفريقي ينتخب اليوم 10 أعضاء جدد لمجلس السلم والأمن

المغرب المرشح الوحيد عن شمال أفريقيا... وقمة الرؤساء الأحد

صورة جماعية للمشاركين في اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا أمس ({الشرق الأوسط})
صورة جماعية للمشاركين في اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا أمس ({الشرق الأوسط})
TT

الاتحاد الأفريقي ينتخب اليوم 10 أعضاء جدد لمجلس السلم والأمن

صورة جماعية للمشاركين في اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا أمس ({الشرق الأوسط})
صورة جماعية للمشاركين في اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا أمس ({الشرق الأوسط})

بدأت أمس في أديس أبابا أشغال الدورة العادية الـ32 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، بمشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، وذلك استعدادا للقمة الأفريقية الـ30 التي ستلتئم يومي الأحد والاثنين 28 و29 يناير (كانون الثاني) الجاري.
ويجري اليوم الجمعة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا انتخاب 10 أعضاء جدد بمجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي من مجموع 15 عضوا، لمدة سنتين، نظرا لانتهاء ولاية الأعضاء السابقين يوم 31 يناير (كانون الثاني) الجاري. بينما سيتم انتخاب الأعضاء الخمسة الآخرين في 2019، لولاية تمتد ثلاث سنوات. ويجب على أي مرشح لعضوية المجلس أن يحصل على أصوات ثلثي أعضاء المجلس التنفيذي (وزراء الخارجية) للاتحاد الأفريقي. وسيجري انتخاب أعضاء المجلس على قاعدة منصفة لمختلف المجموعات التي تتكون منها القارة الأفريقية.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة شمال أفريقيا خصص لها مقعد واحد في المجلس، ظلت تشغله الجزائر حتى الآن، بينما خصص لغرب أفريقيا 3 مقاعد، ولشرقها مقعدان، ولأفريقيا الوسطى (2).
وحتى مساء أمس بدا أن المغرب هو المرشح الوحيد عن منطقة شمال أفريقيا، بعد انسحاب الجزائر التي يروج أنها تستعد للترشح مستقبلا لعضوية المجلس ضمن الأعضاء الخمسة الذين تدوم ولايتهم ثلاث سنوات. وتجدر الإشارة إلى أن مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي يرأسه الجزائري إسماعيل شركي التي تنتهي ولايته عام 2021.
وقال موسى فكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في الجلسة الافتتاحية أمس، إن القمة مدعوة إلى اتخاذ قرارات حاسمة ضمنها الإصلاح المؤسساتي للاتحاد. وبدا أن رئيس رواندا بول كاغامي هو من سيخلف رئيس غينيا كوناكري ألفا كوندي على رأس الاتحاد الأفريقي. ويتوقع المراقبون أن تنطلق تحت رئاسة كاغامي عملية إصلاح مؤسسة الاتحاد الأفريقي. وهو الإصلاح الذي يجري الحديث عنه منذ سنة ونصف سنة.
وكان الرئيس كاغامي قد ترأس في يوليو (تموز) 2016 لجنة خصصت لدراسة ذلك. ويقوم الإصلاح على ثلاث نقط رئيسة هي أولا: عقلنة مجال تدخل الاتحاد الأفريقي لا سيما بشأن السلم والأمن، والشؤون السياسية، والتكامل الاقتصادي، ووسائل تمكين أفريقيا من إيصال صوتها إلى الساحة الدولية. ثانيا، إعادة تعديل مؤسسات الاتحاد وتحسين تقسيم العمل بين الاتحاد الأفريقي والمنظمات والمؤسسات الإقليمية، والاكتفاء بتنظيم مؤتمر قمة سنوي واحد بدل تنظيم قمتين في السنة. ثالثا، التمويل الذاتي للاتحاد الأفريقي من خلال فرض ضريبة نسبتها 0.2 في المائة على الواردات الأهلية التي لا تخضع لقواعد منظمة التجارة العالمية.
وتنعقد قمة الاتحاد الأفريقي الـ30 تحت شعار «الانتصار في مكافحة الفساد: نهج مستدام لتحويل أفريقيا». وحول اختيار موضوع سنة 2018 الذي يتمحور حول مكافحة الفساد، أكد موسى فكي محمر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي أن «وجاهة هذا الخيار بديهية، نظرا لجسامة آفة الفساد في القارة وآثارها المدمرة على التنمية الاقتصادية، والتماسك الاجتماعي والاستقرار السياسي».



للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
TT

للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

سحب الفرنسيون من تشاد، الثلاثاء، مقاتلات عسكرية من طراز «ميراج 2000»، ليصبح البلد الأفريقي مترامي الأطراف والحبيس في قلب القارة السمراء، خالياً من أي مقاتلات فرنسية لأول مرة منذ أن نال استقلاله عن باريس قبل 6 عقود.

اليوم، أصبحت سماء تشاد هادئة من أزيز «الميراج» الفرنسية، وأغمضت العين الفرنسية التي ظلّت لعقود طويلة رقيباً لا يغفل على أرض تشاد الشاسعة، الممتدة من صحراء أوزو الحارقة شمالاً، وصولاً إلى أحواض بحيرة تشاد الرطبة في أقاصي الجنوب.

الطائرة التي تُمثّل فخر الصناعة العسكرية الفرنسية، ظلّت لسنوات طويلة صاحبة الكلمة الأولى في السماء التشادية، والسلاح الحاسم الذي تدخّل لقلب موازين السياسة أكثر من مرة، خصوصاً حين حاصر المتمردون القادمون من الشمال الرئيسَ الراحل إدريس ديبي في 2006 و2019.

بداية الرحيل

طائرة «ميراج» فرنسية وهي تغادر قاعدة «غوسي» التشادية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

في حدود منتصف نهار الثلاثاء، كان الجنود الفرنسيون في قاعدة «غوسي» العسكرية في عاصمة تشاد إنجامينا، يتبادلون الابتسامات الباهتة مع أقرانهم التشاديين، فطغت على أجواء الوداع حميمية مصطنعة، وهم يستعدون لركوب طائرات «الميراج»، في رحلة ذهاب دون عودة، نحو فرنسا.

رفع الطيار العسكري الفرنسي يده بتحية عسكرية صارمة، من وراء زجاج طائرته النفاثة، وألقى نظرة أخيرة، ثم حلّق عالياً لتكون بذلك بداية انسحاب فرنسي من بلد دخله أجداده مستعمرين مطلع القرن العشرين، أي قبل 120 عاماً.

الجيش الفرنسي قال في بيان مقتضب تعليقاً على سحب طائراته العسكرية، إن القرار جاء بعد أن قررت تشاد إنهاء العمل باتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع فرنسا، يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف أن «وجود هذه الطائرات كان تلبية لحاجة سبق أن عبّر عنها الشريك (التشادي)».

فيما قال مصدر فرنسي إن وجود المقاتلات الفرنسية في تشاد لم يعُد مبرّراً بعد إنهاء التعاون العسكري بين البلدين، وأضاف أن «فرنسا تنهي نشر مقاتلاتها في قاعدة (غوسي) الجوية في إنجامينا. والجيش الفرنسي اتخذ قراراً بسحب طائراته الحربية».

رحيل تدريجي

وزير خارجية تشاد، عبد الرحمن كليم الله، نشر تغريدة مقتضبة على موقع «إكس»، قال فيها: «إنه بعد الانسحاب النهائي لمقاتلات (الميراج) الفرنسية وطائرة الدعم والإسناد، نفذت المرحلة الأولى من سحب القوات الفرنسية في تشاد».

كما نشرت الخارجية التشادية بياناً قالت فيه: «إن هذا الحدث يُمثل خطوة كبيرة في تنفيذ الجدول الزمني المتفق عليه بين الطرفين» بخصوص مغادرة القوات الفرنسية، قبل أن تشير إلى أنه «سيتم الترحيل التدريجي للقوات البرية خلال الأسابيع المقبلة».

ويوجد في تشاد نحو ألف جندي فرنسي، كانوا موجودين بموجب اتفاق تعاون عسكري موقع منذ عقود، وجرى تجديده عام 2019، ولكن تشاد قررت الشهر الماضي أن تنهيه من جانب واحد من أجل «تجسيد السيادة» على أراضيها.

وفي هذا السياق، قالت الخارجية التشادية إن الشعب التشادي «يتطلّع إلى مستقبل تحظى فيه السيادة الوطنية بالاحترام الكامل، وتتولى فيه القوات المسلحة الوطنية بشرف وكفاءة الدفاع عن أراضيها وأمن مواطنيها».

ولكنها في الوقت نفسه، شدّدت على «فكّ الارتباط (مع فرنسا) يتم بروح من الاحترام المتبادل والحوار البنّاء للحفاظ على العلاقات الثنائية بين تشاد وفرنسا في المجالات الاستراتيجية الأخرى ذات الاهتمام المشترك».

لجنة مشتركة

جنديان تشاديان خلال مناورات مع سلاح الجو الفرنسي (أرشيف الجيش الفرنسي)

ورغم أن البلدين لم يُعلنا أي تفاصيل حول الجدول الزمني لسحب القوات الفرنسية، فإن المصادر تؤكد تشكيل «لجنة مشتركة» تتولّى الإشراف على العملية، وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعها الأول يوم الجمعة الماضي، دون إعطاء أي تفاصيل.

في هذه الأثناء، وصفت صحف فرنسية واسعة الانتشار من بينها «لوموند» ما يجري بأنه «صفعة موجعة» تتلقّاها فرنسا في بلد ظلّ لعقود يمثل حليفاً استراتيجياً في أفريقيا، واليوم يُعدّ آخر مركز نفوذ لفرنسا في منطقة الساحل الأفريقي، حيث سبق أن انسحبت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ويصر الفرنسيون على أن ما يحدث في تشاد مختلف عما جرى في دول الساحل الأخرى؛ حيث وقعت قطيعة تامة مع باريس.

ويقول مصدر وصفه الإعلام الفرنسي بأنه قريب من الملف: «إن التشاديين لم يطلبوا سحب القوات بشكل فوري، وبهذه السرعة»، وأضاف: «نحن من أراد التحكم في الانسحاب» تفادياً لأي مفاجآت.