إردوغان: تطهير حدودنا سيبدأ من منبج

جاويش أوغلو: واشنطن تقبل بمنطقة أمنية عمقها 30 كيلومتراً

جنود أتراك على عرباتهم العسكرية في هاتاي قرب الحدود السورية ضمن عملية «غصن الزيتون» (إ.ب.أ)
جنود أتراك على عرباتهم العسكرية في هاتاي قرب الحدود السورية ضمن عملية «غصن الزيتون» (إ.ب.أ)
TT

إردوغان: تطهير حدودنا سيبدأ من منبج

جنود أتراك على عرباتهم العسكرية في هاتاي قرب الحدود السورية ضمن عملية «غصن الزيتون» (إ.ب.أ)
جنود أتراك على عرباتهم العسكرية في هاتاي قرب الحدود السورية ضمن عملية «غصن الزيتون» (إ.ب.أ)

مع دخول عملية «غضن الزيتون» العسكرية التركية في عفرين يومها الخامس أمس (الأربعاء) لمّح الرئيس رجب طيب إردوغان، إلى أن مرحلة تالية للعملية ستنطلق في منبج، في حين رشح مقترح أميركي تقدم به وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بإقامة منطقة أمنية بعمق 30 كيلومترا على الحدود التركية السورية، بحسب ما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا ستحبط اللعبة على حدودها بداية من منطقة منبج السورية، لافتا إلى أن الإدارة الأميركية السابقة برئاسة باراك أوباما خدعت تركيا، فيما يتعلق بإخراج وحدات حماية الشعب الكردية من منبج إلى شرق الفرات.
وأضاف إردوغان في كلمة أمام الاجتماع 44 للرؤساء الأحياء وعمد القرى (المخاتير) بالقصر الرئاسي في أنقرة أمس: «نواصل العملية العسكرية في عفرين وسوف ننطلق من منبج لتطهير جميع حدودنا بشكل نهائي من (هذا التنظيم الإرهابي)» (في إشارة لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور).
وتابع إردوغان: «سوف ننزع جذور الإرهاب في عفرين ومن ثم سنحولها إلى منطقة قابلة للحياة يعود إليها سكانها الأصليون»، مؤكداً أن عملية «غصن الزيتون» تسير بنجاح وستتواصل حتى تطهير عفرين من «آخر إرهابي».
وقال إن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خدعت تركيا ولم تف بوعودها في سوريا، ولم تنفذ مطالبات تركيا بترك منبج إلى أصحابها الشرعيين (العرب)... لا يوجد أكراد في منبج، 95 في المائة منها يتكون من العرب. كما فعلوا الشيء نفسه في مدينة عين العرب (كوباني) السورية».
وأضاف: «كانت هناك عملية خلال إدارة أوباما. تهدف إلى إبعاد (الإرهابيين) لكن لم يستطع الوفاء بوعده وخدعنا... لقد قمنا بدورنا لكنهم لم يفعلوا ذلك. وعدوا بأنهم سيرسلون (الإرهابيين) في هذه المنطقة إلى شرق نهر الفرات وترك منبج إلى أصحابها الشرعيين. لكنهم لم يحافظوا على وعدهم».
وأشار إردوغان إلى أن الجيش التركي والجيش السوري الحر لم يفقدا سوى 7 أو 8 جنود في عملية «غصن الزيتون»، لكن بالمقابل تمكنا من قتل 268 «إرهابياً» في عفرين، مضيفا أن الميليشيات الكردية منعت المدنيين من الخروج إلى مناطق آمنة وتعمل على اتخاذهم دروعا بشرية.
ودعا المنظمات غير الحكومية الدولية إلى دعم عملية تركيا ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، قائلا: «لدي شكوك في إنسانية من يساندون هذا التنظيم (وحدات حماية الشعب الكردية) ويصفون تركيا بالغازية».
في السياق ذاته، كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن أن نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، اقترح إقامة خط أمني بعمق 30 كيلومترا في منطقة عفرين وذلك خلال اللقاء الذي جمع بينهما مساء أول من أمس، في العاصمة الفرنسية باريس، على هامش مؤتمر «شراكة دولية ضد الإفلات من العقاب».
وقالت مصادر دبلوماسية، إن تيلرسون اقترح خلال اللقاء إقامة منطقة أمنية بعمق 30 كلم، بما يلبي المخاوف الأمنية لأنقرة، بعد أن اقترحت واشنطن إقامة المنطقة بعمق 10 كيلومترات فقط.
وفي السياق ذاته، أجرى إردوغان اتصالين هاتفيين أول من أمس مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث الأوضاع في سوريا وعلى رأسها عملية عفرين والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني السوي في سوتشي، وأكد إردوغان أن عملية عفرين لن تستهدف وحدة وسيادة الأراضي السورية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن عملية «غصن الزيتون» مستمرة كما هو مخطط لها ونجحت في تدمير 214 هدفاً للتنظيمات الإرهابية. وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره رئيس وزراء النيجر بريجي رافيني في أنقرة، أمس، إن بلاده تكافح جميع أشكال الإرهاب بلا هوادة، مشيرا إلى أن عملية غصن الزيتون تهدف لتحقيق وحدة التراب السوري، والقضاء على التشيكلات الإرهابية في المنطقة، ورفع الظلم عن العرب والأكراد والتركمان فيها.
وتواصل القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر المشاركة في عملية غصن الزيتون تقدمها في عفرين تزامنا مع قصف جوي ومدفعي تركي، وتمكنت من تحييد 8 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية خلال محاولتهم استهداف عناصر الجيش التركي أمس. وفي وقت سابق، مساء أول من أمس، أعلنت رئاسة هيئة الأركان التركية، تحييد 260 من المسلحين الأكراد فيما قتل جندي تركي في اشتباك بقرية «عمر أوشاغي» التي سيطر عليها الجيش السوري الحر المدعوم من القوات التركية بناحية «راجو»، غرب عفرين.
وأصيب عدد غير محدد مساء أمس الأربعاء في قصف من الوحدات الكردية على مركز مدينة كيليس جنوب تركيا.
وقال رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي أكار، إن جميع الإرهابيين سيتلقون الرد المناسب الذي يستحقونه، وسيدفعون ثمن الدماء التي أراقوها.
وواصل الجيش التركي أمس إرسال تعزيزاته العسكرية إلى عفرين في إطار عملية غصن الزيتون التي أطلقها السبت الماضي، ووصلت شاحنات تحمل دبابات وناقلات جنود مدرعة قادمة من مختلف الولايات التركية إلى ولاية هطاي المحاذية للحدود مع سوريا، بهدف تعزيز الوحدات العسكرية المنتشرة على الخط الحدودي. وتوجهت بعض المركبات العسكرية، إلى عفرين عقب إجراء آخر الفحوصات عليها عند الحدود، لتنضم إلى الوحدات العسكرية هناك.
في السياق ذاته، استبعد بكر بوزداغ نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية، حدوث مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة خلال عملية عفرين، قائلا إن هناك احتمالا ضئيلا لأن يحدث ذلك في منطقة منبج.
وأضاف في مقابلة مع «رويترز» أمس، أن تركيا ستواصل استخدام المجال الجوي فوق منطقة عفرين السورية عند الضرورة، وذلك مع دخول عمليتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن يومها الخامس. وذكر بوزداغ أن تركيا مستعدة لكل أشكال التعاون مع الولايات المتحدة وروسيا إذا كان سيجلب السلام للمنطقة.
في سياق مواز، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أن تواصل بلاده مع نظام الأسد أمر غير وارد، مشددا على أنه «لا يمكن لظالم أراق دماء شعبه أن يساهم في إنشاء مستقبل لسوريا». جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج على قناة «سي إن إن» التركية الليلة قبل الماضية. وأضاف: «عندما نتحدث عن مرحلة انتقال سياسي، تظل مسألة بقاء الأسد خارج هذا المشهد، وقد أكّد ذلك رئيسنا (رجب طيب إردوغان) مرات عدة». وأشار إلى أن اختلاف تركيا مع روسيا وإيران حول مستقبل الأسد، لا يعني عدم وجود إمكانية للعمل في القضايا الأخرى التي تم التفاهم عليها خلال الآونة الأخيرة.
وشدّد المتحدث باسم الرئاسة التركية على أن الشعب السوري هو الذي سيتخذ القرار النهائي بشأن مستقبل بلاده، وقد باتت إرادته واضحة في هذا الإطار، منذ بداية الحرب.
وحول تصريحات وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس التي قال فيها إن عملية «غصن الزيتون» أثرت سلبا على الحرب ضد «داعش»، أكد كالن أن تلك التصريحات لا تعكس الحقائق على الأرض.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.