ارتفاع حصيلة تفجيري بنغازي إلى 34 قتيلاً

موقع انفجار السيارتين المفخختين أمام مسجد في بنغازي شرق ليبيا (أ.ف.ب)
موقع انفجار السيارتين المفخختين أمام مسجد في بنغازي شرق ليبيا (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع حصيلة تفجيري بنغازي إلى 34 قتيلاً

موقع انفجار السيارتين المفخختين أمام مسجد في بنغازي شرق ليبيا (أ.ف.ب)
موقع انفجار السيارتين المفخختين أمام مسجد في بنغازي شرق ليبيا (أ.ف.ب)

ارتفعت حصيلة انفجار سيارتين مفخختين أمام مسجد في بنغازي في شرق ليبيا مساء أمس (الثلاثاء)، إلى 34 قتيلا على الأقل وعشرات المصابين، حسبما ذكرت مصادر طبية اليوم (الأربعاء).
ووقع الاعتداء في وسط ثاني مدن ليبيا التي تشهد فوضى وتنافسا سياسيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 إثر انتفاضة شعبية ومقتله.
وانفجرت سيارة مفخخة عند خروج المصلين من مسجد في حي السليماني بحسب مصدر في أجهزة الأمن. ثم انفجرت سيارة ثانية بعد نصف ساعة في المنطقة ذاتها موقعة قتلى في صفوف قوات الأمن والمدنيين.
وقالت المتحدثة باسم مستشفى الجلاء في بنغازي فاديا البرغثي إن المستشفى تسلم 25 جثة واستقبل 51 جريحا بعد الاعتداء.
ونقلت تسع جثث أخرى و36 جريحا إلى مستشفى آخر هو مركز بنغازي الطبي، بحسب الناطق باسمه خليل قويدر.
وكانت الحصيلة السابقة تشير إلى مقتل 22 شخصا.
ويمكن أن ترتفع الحصيلة بشكل إضافي لأن الكثير من الجرحى في حالة حرجة وقد يكون ضحايا آخرون أدخلوا إلى مستشفيات خاصة.
والمسجد الذي وقع الاعتداء قربه معروف بأنه معقل للجماعات السلفية التي قاتلت المتطرفين في بنغازي إلى جانب قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وبنغازي التي كانت معقل الثورة أصبحت معقلا للجماعات المتطرفة. وشهدت المدينة أعمال عنف استهدفت خصوصا الدبلوماسيين وقوات الأمن.
وقال الناطق باسم القوات الخاصة في بنغازي العقيد ميلود الزوي إن أحمد الفيتوري آمر سرية القبض والتحري الخاصة التابعة للقيادة العامة لقوات حفتر قتل في الاعتداء.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.