ثيو والكوت... رحل بعد إدراكه أن البقاء في «منطقة الراحة» ليس مريحاً

والكوت انضم إلى ألاردايس في إيفرتون بحثاً عن أمل جديد («الشرق الأوسط») - والكوت وجد نفسه خارج حسابات فينغر في آرسنال فقرر الرحيل («الشرق الأوسط»)
والكوت انضم إلى ألاردايس في إيفرتون بحثاً عن أمل جديد («الشرق الأوسط») - والكوت وجد نفسه خارج حسابات فينغر في آرسنال فقرر الرحيل («الشرق الأوسط»)
TT

ثيو والكوت... رحل بعد إدراكه أن البقاء في «منطقة الراحة» ليس مريحاً

والكوت انضم إلى ألاردايس في إيفرتون بحثاً عن أمل جديد («الشرق الأوسط») - والكوت وجد نفسه خارج حسابات فينغر في آرسنال فقرر الرحيل («الشرق الأوسط»)
والكوت انضم إلى ألاردايس في إيفرتون بحثاً عن أمل جديد («الشرق الأوسط») - والكوت وجد نفسه خارج حسابات فينغر في آرسنال فقرر الرحيل («الشرق الأوسط»)

انتقل النجم الإنجليزي ثيو والكوت من آرسنال لنادي إيفرتون، بعدما أدرك مؤخرا أن البقاء في «منطقة الراحة» ليس مريحا على الإطلاق. وربما يكون الشيء الأكثر إثارة للدهشة في رحيل والكوت يكمن في أنه قد رحل بصورة دائمة وليس على سبيل الإعارة، بعدما قضى أكثر من عقد من الزمان مع «المدفعجية»، ووقع على أكثر من عقد مع النادي. وفي الحقيقة، يعد والكوت بطريقة أو بأخرى رمزا مثاليا لسنوات المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر مع آرسنال، فهو موهبة لا يمكن لأحد أن ينكرها، لكن لا يعتمد عليه الفريق بشكل أساسي، في ظل عدم تطوير اللاعب من قدراته وإمكانياته ولعبه بطريقته المعتادة.
وكان والكوت يبدو دائما وكأنه آخر لاعب يرغب في الرحيل عن آرسنال، فقد كانت الحياة جيدة له ولعائلته، علاوة على أن شخصيته المهذبة تجعله يبحث عن الآمان وليس التنقل كثيرا، لكنه تلقى رسالة ضمنية خلال الموسم الحالي جعلته يفكر في الرحيل والبحث عن تحد جديد، حيث لم يشارك مع فريقه في الدوري الإنجليزي الممتاز سوى في 63 دقيقة فقط، رغم أن الفريق يعاني من غيابات كثيرة. وخلال مباراة آرسنال أمام بورنموث في نهاية الأسبوع الماضي، افتقد آرسنال لخدمات التشيلي أليكسيس سانشيز والألماني مسعود أوزيل والفرنسي أوليفر جيرو، لكن فينغر فضل الاعتماد على داني ويلبيك والنيجيري أليكس أيوبي لمساعدة الفرنسي ألكسندر لاكازيت في خط الهجوم. وخلال الموسم الماضي، سجل كل من ويلبيك وأيوبي أربعة أهداف فقط، في حين سجل والكوت 19 هدفا. ومع ذلك، نال ويلبيك وأيوبي ثقة فينغر، على عكس ما حدث مع والكوت، الذي لم يعد يشعر بالراحة من جلوسه المستمر على مقاعد البدلاء.
ويبدو أن فترة الانتقالات الشتوية الحالية تركز بصورة كبيرة على المهاجمين الذين وصلوا لنهاية العشرينات من عمرهم، كما أن انتقال والكوت مقابل 20 مليون جنيه إسترليني يبدو أمرا مثيرا للانتباه، حيث سيدخل عامه التاسع والعشرين بعد عدة أشهر، فهو أصغر من أليكسيس سانشيز بثلاثة أشهر، وأكبر من لاعب بوروسيا دورتموند الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ بثلاثة أشهر. لقد انتقل والكوت في سن غالبا ما يكون فيها اللاعبون في أوج عطائهم الكروي، لكننا سننتظر لنرى ما إذا كان اللعب في مكان جديد وفي ظل تحد جديد والتعامل مع مدير فني جديد سوف يساعد والكوت على تطوير قدراته وفنياته، حتى لو كان ذلك في مرحلة متأخرة من حياته الكروية.
ولعل السؤال الذي يطرح دائما في هذا الأمر هو: هل كان والكوت عند مستوى التوقعات بأنه سيكون لاعبا كبيرا؟ لقد برزت هذه الفكرة بقوة عندما قرر المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي سفين غوران إريكسون، ضم اللاعب الشاب آنذاك لصفوف المنتخب الإنجليزي المشارك في نهائيات كأس العالم 2006، بعد حديث قصير مع فينغر، وربما متأثرا بسمعة المدير الفني الفرنسي خلال هذه الفترة من حيث قدرته على اكتشاف وتطوير اللاعبين الشباب الواعدين. وزاد حجم التوقعات أكثر عندما ارتدى والكوت القميص رقم 14، الذي كان يرتديه اللاعب الفرنسي الكبير تيري هنري.
في الحقيقة، يبدو من الصعب للغاية الآن تقييم الـ12 عاما التي قضاها والكوت مع آرسنال، بسبب المعضلة المتمثلة في الحكم على الأشياء الجيدة التي قام بها في مقابل ما كان يمكنه القيام به في ضوء إمكانياته والتوقعات التي كانت تحيط به. فعلى الصعيد الإيجابي، حصل اللاعب على ثلاث بطولات لكأس الاتحاد الإنجليزي، وقدم لمحة فنية رائعة عندما أحرز الهدف الأول في المباراة النهائية للبطولة عام 2015 على ملعب ويمبلي الشهير. وعلاوة على ذلك، سجل والكوت أكثر من 100 هدف لواحد من أعرق الأندية الإنجليزية، كما خاض 47 مباراة دولية مع المنتخب الإنجليزي. وتأتي الانتقادات التي يتعرض لها والكوت من منطلق أن العديد كانوا يتوقعون الكثير من لاعب بمثل هذه المهارات والإمكانيات.
وسوف ينتظر إيفرتون الآن أن يقدم له والكوت الإضافة واللمحات الفنية التي تليق بلاعب مثله. وما زلنا نتذكر جميعا حتى الآن الانطلاقة المذهلة لوالكوت وصناعته الهدف الرائع لإيمانويل أديبايور في إحدى مباريات دوري أبطال أوروبا على ملعب ليفربول آنفيلد، لكن يجب أن ندرك أن ذلك كان قبل 10 سنوات من الآن! صحيح أننا نتذكر لمحات وومضات رائعة لوالكوت تعطي انطباعا بأنه لاعب ذو قدرات وفنيات هائلة، لكن هناك صعوبة في حقيقة الأمر في ترجمة هذه اللمحات إلى مسيرة طويلة وحافلة للاعب بهذه القدرات مع آرسنال. لقد انضم والكوت للنادي عندما كان فينغر يتمتع بسمعة كبيرة فيما يتعلق بتطوير اللاعبين الشباب، وكان انضمامه للمدفعجية يبدو طبيعيا ومنطقيا بالنسبة للاعب شاب يريد أن يتعلم ويطور قدراته وإمكانياته، على غرار العديد من الأمثلة، لعل أبرزها في الآونة الأخيرة سيسك فابريغاس وروبن فان بيرسي وغايل كليشي وكولو توريه.
لقد أصبح والكوت رمزا لمجموعة اللاعبين الموهوبين الذين لم يقدموا الأداء المتوقع منهم. ويضم آرسنال في الوقت الحالي مجموعة من اللاعبين الذين كان ينتظر أن يقدموا أداء أفضل عند التعاقد معهم، مثل هيكتور بيليرين وروب هولدينغ وأيوبي. إن السلوك الراقي الذي أظهره والكوت خلال الفترة الطويلة التي قضاها مع نادي آرسنال جعله ينتقل إلى إيفرتون والجميع في آرسنال يتمنون له مسيرة موفقة في تجربته الجديدة، وسيلقى تحية حارة وترحيبا قويا من جمهور آرسنال عندما يلعب مع ناديه الجديد أمام المدفعجية في غضون أسابيع قليلة. أما الشيء الذي يجب على المدير الفني لإيفرتون سام ألاردايس أن يعمل عليه سريعا فهو إعادة الثقة إلى والكوت، بعدما تأثرت كثيرا بغيابه عن الملاعب خلال هذا الموسم. لقد قرر والكوت أخيرا أن يخوض تجربة جديدة وتحديا جديدا بعيدا عن «منطقة الراحة» مع آرسنال.
وقال والكوت لموقع إيفرتون على الإنترنت: «أنا طموح جدا، وأتيت إلى هنا، لأنني أريد دفع النادي إلى مستويات أخرى». وأضاف: «وفي وجود اللاعبين الحاليين أؤمن بقدرتنا على الوصول إلى مكانة أخرى». وفاز إيفرتون بالدوري تسع مرات آخرها في 1987، وكان آخر لقب كبير له عندما توج بكأس الاتحاد الإنجليزي للمرة الخامسة في 1995.
وتابع: «فاز النادي بألقاب في السابق، لكن أريد أن يفوز بألقاب الآن. المدرب (سام ألاردايس) متعطش للغاية... تواصلت معه وشعرت على الفور بالنهم والرغبة، وهذا ما أحتاجه وأريده». وشارك والكوت، الذي كان موهبة واعدة عندما ضمه آرسنال من ساوثهامبتون في 2006 وهو يبلغ من العمر 16 عاما، في ست مباريات بديلا في الدوري هذا الموسم ولعب إجمالي 16 مباراة بجميع المسابقات.
وواصل: «شعرت أن الوقت حان للرحيل عن آرسنال. كان أمرا حزينا، لكن الخطوة مشوقة في الوقت نفسه، وأود أن أحيي مسيرتي، وأن أحفز إيفرتون على الفوز بأشياء لم يفز بها من قبل». ويتطلع والكوت للعودة للعب أساسيا ليحجز مكانا مع إنجلترا في كأس العالم في روسيا، حيث خاض 47 مباراة مع منتخب بلاده وسجل ثمانية أهداف. وعزز إيفرتون هجومه بضم التركي جينك طوسون في وقت سابق هذا الشهر.
وأكد والكوت أن زميله الجديد واين روني لعب دورا كبيرا في إقناعه بالانتقال إلى غوديسون بارك. وقال والكوت لمحطة تلفزيون إيفرتون: «لقد أجريت مناقشات كثيرة مع واين، ولعب هذا الأمر دورا كبيرا في قدومي إلى إيفرتون». وأضاف: «لقد أخبرني أنه مكان رائع لممارسة كرة القدم، وأن النادي في تطور مستمر». وأشار: «هذا النادي صاحب تاريخ عظيم، جماهير رائعة، الجميع هنا يشعر بالحب والحماس».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».