الحوثيون يستبقون انعقاد البرلمان في عدن باستئناف جلسات مجلسهم

TT

الحوثيون يستبقون انعقاد البرلمان في عدن باستئناف جلسات مجلسهم

استبقت ميليشيات جماعة الحوثي الانقلابية أمس الانعقاد المرتقب لمجلس النواب اليمني (البرلمان) في مدينة عدن الشهر المقبل، وأعلنت أن المجلس سيستأنف عقد جلساته يوم السبت في صنعاء برئاسة يحيى الراعي، وذلك في سياق محاولة الجماعة فرض نسخ موالية لها من مؤسسات التشريع اليمنية.
وكان رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر كشف خلال خطاب إعلان ميزانية الدولة للسنة الجديدة قبل أيام أن البرلمان سينعقد الشهر المقبل في مدينة عدن لإقرار الميزانية، في حين سيكون هذا الاجتماع هو الأول للبرلمان بعد أن انضم غالبية أعضائه إلى صف الحكومة الشرعية.
ولا تزال الجماعة الموالية تفرض رقابة شديدة على النواب الموجودين في مناطق سيطرتها بمن فيهم يحيى الراعي الذي تحتجز ثلاثة من أقاربه رهائن لديها، وذلك خشية التحاقهم باجتماع عدن المرتقب، كما هددت بمصادرة أموالهم في حال قرروا المغادرة، وأغلبهم ممثلون عن حزب «المؤتمر الشعبي» لكنهم لا يشكلون نصابا قانونيا للانعقاد بحسب ما أفادت مصادر برلمانية في صنعاء.
وتسعى الميليشيات الحوثية إلى منح تصرفاتها الانقلابية غطاء قانونيا من خلال وجود نسخ موالية لها من مجلسي النواب والشورى بخاصة أنها تستعد لإصدار جملة من القوانين الجديدة التي تخدم أجندتها على الصعيدين العسكري والاقتصادي طبقا لما أفادت مصادر سياسية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط».
وقالت النسخة الحوثية من وكالة (سبأ) أمس إن «مجلس النواب سيستأنف أعماله السبت المقبل، بعقد جلسات أعمال الفترة الثالثة من الدورة الثانية من دور الانعقاد السنوي الثاني عشر برئاسة رئيس المجلس الأخ يحيى علي الراعي للوقوف أمام عدد من القضايا والموضوعات المهمة ذات الصلة بمهامه وأنشطته التشريعية والرقابية إلى جانب ما يستجد من أعمال».
وكان رئيس مجلس الانقلاب الحوثي صالح الصماد استدعى قبل أيام رئيس البرلمان يحيى الراعي ووجه له «إهانات لفظية» واتهمه بعدم الإخلاص للجماعة، لجهة تأخره في دعوة البرلمان للانعقاد مجدداً في صنعاء وكذا عدم حض النواب على المساهمة في حشد المقاتلين ضمن حملة التجنيد التي تنفذها الجماعة في مختلف مناطق سيطرتها.
وأمس، عقد الصماد لقاءات مع «وزيري» الداخلية والدفاع في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دوليا وأقر الخطط العسكرية والأمنية المقدمة منهما للسنة الجديدة، والتي تضمنت بحسب المصادر الرسمية للجماعة «خطة أمنية للطوارئ في صنعاء والمحافظات الأخرى»، وهو ما يشير - وفق مراقبين - إلى القلق البالغ في صفوف الميليشيات من الانتصارات المتلاحقة لقوات الجيش اليمني وتقدمها المستمر نحو صنعاء وتوغلها في محافظة صعدة من ثلاثة محاور، بالتزامن مع انهيار صفوف الميليشيات في مختلف الجبهات وتدني الاستجابة بين المواطنين لدعوات التجنيد التي تحاول الجماعة أن تعوض من خلالها تناقص أعداد مقاتليها.
وذكرت وكالة (سبأ) الحوثية أن الصماد ناقش أمس مع «وزير» الدفاع «مستوى تنفيذ حملة التجنيد التطوعي»، التي دعت إليها الجماعة مؤخرا «وسبل التنسيق لاستقبال المتطوعين الراغبين في الانخراط في صفوفها للالتحاق بمعسكرات التدريب».
وقالت الوكالة الحوثية إن الصماد طلب «استكمال ملفات العسكريين الموقوفين» الذين تتهمهم الجماعة بمساندة الانتفاضة التي دعا إليها الرئيس السابق علي صالح الشهر الماضي وانتهت بمقتله والتنكيل بأقاربه وأنصاره والمئات من أعضاء حزبه، وذلك في مسعى يرجح أنه لإطلاق سراح من وافق منهم على إعلان ولائه للجماعة وإحالة من يرفض إلى المحاكمة بتهمة «الخيانة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.