بعد العرائض التي وقعها مئات الأدباء والمحاضرين الجامعيين، أعرب عشرات الطيارين في شركة الطيران الإسرائيلية «إل - عال» معارضتهم لترحيل اللاجئين إلى أفريقيا. وقال بعضهم بشكل صريح، إنهم سيتمردون على الأوامر وسيرفضون نقل طالبي اللجوء إلى «الدولة الثالثة» في أفريقيا التي ستستوعبهم.
وجاء ذلك في وقت، تظاهر فيه مئات من طالبي اللجوء أمام السفارة الرواندية في هرتسليا (شمال تل أبيب)، الليلة قبل الماضية، ضد نية طردهم. وقال هالتوم سلطان، أحد المنظمين: «ندعو رواندا إلى وقف الاتفاقات والطرد». وأضاف «إن الناس سيخسرون حياتهم، نحن لسنا روانديين، نحن إريتريون، إذا أرادوا طردنا فليعيدونا إلى إريتريا، في كلا البلدين الوضع خطير».
وعلى أثر ذلك نفت حكومة رواندا أن تكون قد وقعت على اتفاق سري مع إسرائيل لاستيعاب طالبي اللجوء الأفارقة، وأوضحت أن أبوابها مشرعة أمام من يصل إلى حدودها بإرادته ولكن ليس بالإكراه. ونشرت الحكومة بيانا رسميا، قالت فيه إنه في ظل الشائعات التي نشرت مؤخرا في وسائل الإعلام، فإن حكومة رواندا تعلن أنها لم توقع أبدا على أي اتفاق سري مع إسرائيل بشأن توطين مهاجرين أفارقة.
وأضاف البيان أن «موقف رواندا من المهاجرين، مهما كانت أصولهم، قد تمت بلورته وتغذيته بمشاعر التعاطف مع الأخوة الأفارقة الذين يلقون حتفهم في أعماق البحار أو يباعون في الأسواق كالأبقار أو يتم طردهم من الدول التي طلبوا اللجوء إليها. وحكومة رواندا على استعداد للمساعدة بقدراتها المحدودة في استقبال كل من يصل حدودها وبحاجة إلى سقف يأوي تحته، برغبته وليس غصبا عنه. وأنه في هذا السياق فإن سياستها تجاه الأفارقة الذين هم بحاجة إلى مأوى، مؤقت أو دائم، ستبقى سياسة (الأبواب المفتوحة)».
ويعتبر هذا البيان بمثابة تراجع عن موقف سابق، كان رئيس رواندا، بول كغامي، قد أعلنه في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في شهر أبريل (نيسان)، وأكد فيه: «لقد وافقنا على أن يكون لنا دور، ليس من أجل مساعدة إسرائيل فقط، وإنما لمساعدة الناس أنفسهم، وفي محاولة لمنع تحول هذا الموضوع إلى قضية أكبر». كما يتناقض مع تصريح لوزيرة خارجية رواندا، لويز موشيكوابو، التي قالت، قبل نحو شهرين، إن بلادها على استعداد لاستيعاب نحو 10 آلاف طالب لجوء أفريقي في إسرائيل.
المعروف أن حملة التضامن مع اللاجئين في إسرائيل تتسع بشكل كبير. فقد خرج مئات الأدباء والمحاضرين الجامعيين بحملة ضد طردهم. واستجاب عدد كبير من الطيارين لنداء حركة «نتحرك - مجتمع ينشط» - وهي منظمة تعمل من أجل التغيير الاجتماعي والسياسي، بدعوة الطيارين وموظفي المطار إلى رفض المشاركة في طرد اللاجئين. وحتى يوم أمس، وقع أكثر من 7800 شخص على العريضة. ومن بين الموقعين طيارون في «إل - عال». ونشر ثلاثة من الطيارين منشورات على «فيسبوك» يشرحون فيها سبب رفضهم المشاركة في الطرد الجماعي من إسرائيل. وقال شاؤول بيتسر، وهو ضابط كبير في أسطول طائرات جمبو في «إل - عال»، على صفحته في «فيسبوك»: «في مثل هذه المهمة ليست هناك حاجة لشجاعة كبيرة، ولكن لا أستطيع أن أعمل بشكل صحيح كطيار وكإنسان». وكتب الكابتن يوئيل بيتربيرغ: «صحيح أن دولة إسرائيل تحتاج إلى حدود واضحة ومغلقة، ويجب السيطرة على الهجرة. ولكن اللاجئين الذين باتوا يعيشون بيننا لا يمكن الإلقاء بهم مثل الكلاب الضالة والحمقى في بلدانهم، حيث تنتظرهم المعاناة واغتصاب النساء والفتيات والموت تعذيبا».
يذكر أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد أعلنت عن بداية حملة طرد للاجئين في مطلع الشهر الحالي. وفي المرحلة الأولى من الحملة، بدأت سلطة السكان والهجرة باستدعاء طالبي اللجوء المحتجزين في «حولوت» لمحادثات قبل طردهم، حيث أبلغوا أنه يجب عليهم مغادرة البلاد إلى رواندا، وإلا سيظلون في السجن من دون تحديد مدة زمنية.
رواندا تنفي أنها توصلت إلى اتفاق مع نتنياهو لاستقبال المطرودين
طيارو «إل - عال» يرفضون نقل اللاجئين الأفارقة إذا تقرر طردهم من إسرائيل
رواندا تنفي أنها توصلت إلى اتفاق مع نتنياهو لاستقبال المطرودين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة