تمكنت المهندسة السودانية سندس مصطفى سيد أحمد من كسر احتكار الرجال لمهنة ميكانيكي سيارات، التي ظلت لعقود طويلة حكراً للرجال، بصفتهم الأقدر على الأشغال الشاقة. ووفقاً للمهندسة سندس: «المرأة تستطيع النجاح في أي مجال تختاره شرط أن تحبه».
وبعكس ما كان يتوقع المجتمع، صمدت سندس في ورشة صيانة السيارات التي أنشأتها من عام 2012.
تقول المهندسة سندس إنها الوحيدة التي افتتحت ورشة لصيانة السيارات بعد أربع سنوات من تخرجها، قضتها في العمل ما بين شركة «سودان إيرويز» وشركة صيانة سيارات تركية، حتى افتتحت ورشتها الخاصة.
وتشير سندس إلى أن معظم زميلاتها يعملن أستاذات بالجامعات، أو مشرفات بشركات سيارات، حيث فضلن العمل المكتبي على ممارسة المهنة.
وعن مدى تقبل الزبائن لكونها امرأة تعمل بمهنة ميكانيكي سيارات، شرحت سندس تعقيدات الوضع، قائلة: «لاحظتُ أن الشباب يثقون في المهندسة أكثر، لأنها تكون حريصة وأمينة، رغم رفض المجتمع لطبيعة المهنة».
وتؤكد سندس أن في مجال صيانة السيارات دائماً هناك مشكلة ما بين المهندس والفني، لكنها تأخذ منحى آخر إذا كانت المهندسة فتاة، وتحاول توجيه الفنيين، وربما تصل الأمور إلى الحدة، فيكون الرد أنهم لا يتلقون أوامرهم من امرأة. وتشرح سندس أن «هذا الاختلاف تسبب في طردها العديد من العمال الذين يرفضون توجيهها لهم كونها امرأة، ولا يتقبلون نقدها لهم في مجال العمل، ولكن مع مرور الوقت بدأوا يتقبلون الأمر».
وتابعت: «العمل في هندسة إدارة النقل صعب جداً، لكنني أحببت الميكانيكا، ومتأكدة من أن نظرة المجتمع ستتغير لمن يرغبن في افتتاح ورش مماثلة».
وأفادت المهندسة سندس بأنها تولي السيارات التي تقودها نساءٌ اهتماماً كبيراً من حيث مساعدتهن في إحضار قطع الغيار بنفسها، بسبب صعوبة الحصول على القطعة المطلوبة من المنطقة الصناعية.
وشكلت انتقادات واسعة، وُجهت لسندس بعد الفيديوهات التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تمارس عملها من داخل الورشة، دافعاً أساسياً لتغيير نظرة المجتمع لامتهان المرأة لبعض الوظائف التي ظلت حكراً على الرجال. وقد عبرت سندس عن صدمتها الشديدة ممن اعتبروها «مسترجلة»، وشرحت أن فكرة الفيديوهات كانت لدعمها في مجال العمل، ولتوضيح قدرة المرأة على التعامل مع هذا النوع من الأعمال.
بعد خمس سنوات من العمل في مجال ميكانيكا السيارات، تقول سندس إنها تعلمت طول البال والصبر والمرونة في القرارات، والقدرة على التفاهم مع جميع الفئات وأمزجة الناس.
أما ما تتمناه المهندسة سندس في مستقبل الأيام هو ألا تتردد أي مهندسة ميكانيكا في اقتحام هذا المجال. وعلى المستوى الشخصي تحلم بتطوير مجال عملها بمعدات حديثة، وبعمالة متخصصة، ومساحة كبيرة لورشتها مع قسم خاص بقطع غيار السيارات.
سودانية تكسر احتكار الرجال لمهنة ميكانيكي سيارات
المرأة تستطيع النجاح في أي مجال تختاره شرط أن تحبه
سودانية تكسر احتكار الرجال لمهنة ميكانيكي سيارات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة