3 أحزاب تونسية معارضة تشكو «النداء» إلى هيئة الانتخابات

تخشى استغلاله إمكانات الدولة لمصلحته في اقتراع البلديات

مارة يعبرون أمام فرقة موسيقية تؤدي عرضاً في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة التونسية الأربعاء الماضي (رويترز)
مارة يعبرون أمام فرقة موسيقية تؤدي عرضاً في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة التونسية الأربعاء الماضي (رويترز)
TT

3 أحزاب تونسية معارضة تشكو «النداء» إلى هيئة الانتخابات

مارة يعبرون أمام فرقة موسيقية تؤدي عرضاً في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة التونسية الأربعاء الماضي (رويترز)
مارة يعبرون أمام فرقة موسيقية تؤدي عرضاً في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة التونسية الأربعاء الماضي (رويترز)

أكد محمد التليلي المنصري، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، أن مجلس الهيئة سيجتمع الأسبوع المقبل للنظر في شكاوى رفعتها ثلاثة أحزاب سياسية، هي «حركة الشعب» و«الحزب الجمهوري» و«حركة تونس أولاً»، ضد قرار تعيين أعضاء من حكومة يوسف الشاهد للإشراف على مختلف مراحل الانتخابات البلدية في الجهات، وإعداد القوائم الانتخابية، وحضور الاجتماعات المخصصة لتنسيق المواقف السياسية.
وقال المنصري إن الأحزاب الثلاثة استندت في شكواها إلى مبدأ حياد الإدارة وعبّرت عن مخاوفها على نزاهة الاستحقاق الانتخابي المقبل في ظل القائمة التي طرحها حزب «النداء» (الذي يهيمن على الحكومة بالتحالف مع حزب «النهضة») استعداداً للبلديات. وتتخوّف الأحزاب الثلاثة من استغلال «النداء» لإمكانيات الدولة وتطويعها في حملة الحزب الانتخابية والتأثير على المسار الانتخابي وإعادة تكرار السيناريو الذي استخدمه نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في السيطرة على الحياة السياسية من خلال التداخل بين أجهزة الحزب الحاكم (آنذاك) وأجهزة الدولة.
وأشار المنصري، في تصريح إعلامي، إلى عدم وجود نص قانوني يمنع أعضاء حكومة الشاهد المنتمين إلى «النداء» من الالتحاق بهذا الحزب والمشاركة في إعداد الانتخابات المقبلة، واعتبر أن هذه مسألة تعني كل الأطراف المهتمة بالانتخابات البلدية وليس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وحدها.
وتضم قائمة الوزراء المتفرغين لخدمة حزب «النداء» 29 بينهم 21 يشغلون مناصب في الدولة، على غرار نور الدين بن تيشة وسليم العزابي مستشاري رئيس الجمهورية، وسعيدة قراش المتحدثة باسم الرئاسة، فضلاً عن وزراء في حكومة الشاهد منهم وزيرة الرياضة ووزير النقل ووزيرة السياحة ووزير الخارجية ووزير المالية ووزير الثقافة ووزير التربية.
على صعيد متصل، كشف عادل البرينصي، عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، عن الانتهاء من تركيز مختلف الهيئات والإدارات الفرعية التابعة لهيئة الانتخابات إضافة إلى إعدادها برنامجاً لتأمين عدد كبير من الأعضاء والأعوان استعداداً للانتخابات البلدية المقررة في السادس من مايو (أيار) المقبل. وأشار البرينصي، في تصريح إلى «الشرق الأوسط»، إلى بداية التعاقد خلال الأسبوع المقبل مع 2045 من الأعوان المختصين لتأمين عملية مراقبة الحملات الانتخابية، على أن تستكمل عملية التعاقد مع مختلف الأعوان المختصين تباعاً. وأكد على أن هيئة الانتخابات ستجنّد نحو 52 ألفاً من المتعاقدين ليشغلوا مهمات رؤساء وأعضاء مراكز ومكاتب الاقتراع. ولفت إلى أن نسبة تتجاوز 90 في المائة من هؤلاء المتعاقدين شاركوا في انتخابات 2014 وأصبحت لهم الخبرة الكافية لإنجاح العملية الانتخابية المقبلة.
وقال البرينصي إن قبول طلبات الترشح سينطلق يوم 15 فبراير (شباط) المقبل وإن الهيئة قررت توجيه 108 أعضاء نحو 27 هيئة فرعية، وتوجيه أكثر من 244 عوناً نحو الإدارات الانتخابية الفرعية، و391 من المنسقين المحليين، علاوة على تسخير 780 من الأعوان وتكليفهم مهمة قبول الترشحات للانتخابات البلدية.
وتقدّر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كلفة الانتخابات البلدية المقبلة بنحو 68 مليون دينار تونسي (نحو 27 مليون دولار أميركي)، ومن المنتظر انتخاب أعضاء المجالس البلدية في 350 دائرة بلدية بينها 86 بلدية حديثة العهد و24 مجلساً جهوياً (تابعاً للولاية) موزعاً على مختلف الولايات (المحافظات). وسينتخب أكثر من خمسة ملايين تونسي مسجلين في هذه الانتخابات نحو 7342 عضواً يمثلونهم في الحكم المحلي.
على صعيد آخر، كشفت الحكومة التونسية عن نتائج حملة مكافحة الفساد التي قادتها منذ مايو (أيار) 2017 ضد رجال الأعمال الفاسدين والمهربين. وأكدت أن 22 متهماً يخضعون حالياً للإقامة الإجبارية وأن 11 منهم صدرت بحقهم بطاقات إيداع بالسجن، كما تم إيقاف 33 موظفاً في هذه الحملة. وبلغت قيمة الطلبات المالية في مجمل القضايا المرفوعة ضد المتهمين بالفساد نحو 3600 مليون دينار تونسي (نحو 1400 مليون دولار). ووفق مصادر حكومية، فقد أفرزت حملة مكافحة الفساد إيقاف مسؤولين وموظفين في عدد كبير من الوزارات.
وفي هذا الشأن، انتقد محمد عبو، القيادي في «حزب التيار الديمقراطي» المعارض، سياسة الحكومة في تعاملها مع ملف الفساد، وقال إن رئيس الحكومة استثمر صورة الحرب على الفساد «ثم تراجع واختبأ»، على حد تعبيره. وأضاف في تصريح صحافي أنه لا يستبعد وجود «يد» للفاسدين في تأجيج الاحتجاجات الاجتماعية التي عرفتها تونس خلال الأسابيع الماضية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.