الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بعرقلة مبادرة لتبادل الأسرى

ولد الشيخ يلمّح لقرب استئناف المفاوضات

TT

الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بعرقلة مبادرة لتبادل الأسرى

اتهمت الحكومة اليمنية أمس الحوثيين بعرقلة مبادرة لتبادل الأسرى. وقال رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، خلال استقباله في عدن رئيس بعثة الصليب الأحمر في اليمن ألكسندر فيت، إن جماعة الحوثيين رفضت عرضا لتبادل الأسرى بنسبة 100 في المائة، مؤكداً أن الحكومة اليمنية «تولي ملف المُعتقَلين أولوية كبيرة». وأوضح بن دغر أن حكومته «أطلقت سراح ما يزيد عن ثلاثمائة سجين، منذ أن فعّلت الدولة عمل المحاكم والنيابات العامة والقضاء، للقيام بدورها القضائي في المحافظات المحررة التي دمرتها ميليشيات الحوثي بحربها على الدولة». وقال إن حكومته «عرضت للوكالة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات دولية أخرى عملية تبادل الأسرى بنسبة 100 في المائة ودون تحفظ، إلا أن ميليشيات الحوثي لم تكترث للقيمة النفسية والفعلية لنتيجة ذلك على المجتمع، وأسر المعتقَلين»، متهما الجماعة الموالية لإيران بـ«ارتكاب جرائم تتعارض مع قانون الإنسان الدولي».
وفي صنعاء، أعلنت الميليشيات الانقلابية أنها أطلقت سراح 118 معتقلاً من أنصار الرئيس الراحل علي عبد الله صالح وأعضاء حزبه (المؤتمر الشعبي العام) يومي الأحد والاثنين، 106 منهم في صنعاء، والبقية في محافظة حجة (شمال غرب).
وبحسب مصادر في حزب «المؤتمر العام»، كانت الجماعة قد اعتقلت نحو 3 آلاف شخص من الموالين للرئيس السابق بين مدنيين وعسكريين، عقب أن قامت بتصفيته في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مع مجموعة من معاونيه وحراسه.
وأصدرت الجماعة في وقت لاحق «عفواً عاماً» تحت ضغوط المنظمات الدولية استثنت فيه العسكريين، كما أنها لا تزال تعتقل أربعة أشخاص على الأقل من أقارب صالح، من بينهم نجلاه صلاح ومدين، وسط أنباء أنها ستظل تحتجزهم لديها باعتبارهم «ورقة سياسية» في مواجهة تحركات أقارب صالح الموجودين خارج البلاد.
في سياق متصل، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، موافقة الأطراف اليمنية على استئناف المفاوضات. وقال ولد الشيخ في بيان: «إن جميع أطراف النزاع اليمني تجاوبت» مع جهوده الرامية إلى استئناف المسار السياسي المتعثر منذ أكثر من سنة، دون أن يشير إلى تفاصيل أخرى. ودعا ولد الشيخ الأطراف اليمنية (الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين) إلى «اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان الظروف السانحة للانخراط بشكل تام في العملية السياسية وبنوايا حسنة»، وأعرب عن «قلقه البالغ من الوضع الإنساني في اليمن»، وقال إنه «من غير المقبول أن يستمر الوضع كما هو عليه».
ورحب ولد الشيخ أحمد بفتح التحالف العربي ميناءي الحديدة والصليف (غرب)، مطالبا بتعاون الجميع لإبقاء الميناءين مفتوحين، لتأمين إيصال المساعدات والمواد الأخرى للشعب اليمني الذي هو بأمسّ الحاجة إليها.
ومن غير المعروف حتى الآن مكان وزمان انطلاق المفاوضات المزمع عودتها برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة الشرعية والحوثيين، إلا أن مصادر قريبة من المبعوث الأممي ترجح أن تستضيفها الكويت التي كانت قد استضافت آخر جولة من المفاوضات قبل أكثر من سنة.
وزار نائب المبعوث الأممي إلى اليمن معين شريم صنعاء الشهر الجاري، وعقد مشاورات مع قيادات الانقلاب الحوثي استمرت خمسة أيام، بعدما رفضت الجماعة استقبال ولد الشيخ لجهة أنها تتهمه بـ«الانحياز»، في وقت أجرى فيه الأخير سلسلة لقاءات في الرياض، شملت كبار المسؤولين اليمنيين وسفراء الدول الراعية لعميلة السلام في اليمن.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.