واشنطن تطلب من فرنسا تسليم «إرهابي كنيس جربا»

كان مسؤولاً عن صيانة وتشفير شبكات اتصال تابعة لتنظيم «القاعدة»

رسم لكريستيان غانزارسكي خلال مثوله أمام محكمة فرنسية عام 2009 (غيتي)
رسم لكريستيان غانزارسكي خلال مثوله أمام محكمة فرنسية عام 2009 (غيتي)
TT

واشنطن تطلب من فرنسا تسليم «إرهابي كنيس جربا»

رسم لكريستيان غانزارسكي خلال مثوله أمام محكمة فرنسية عام 2009 (غيتي)
رسم لكريستيان غانزارسكي خلال مثوله أمام محكمة فرنسية عام 2009 (غيتي)

قال المدعي الفيدرالي الأميركي في نيويورك، أمس الاثنين، إن اتصالات بدأت، عن طريق وزارة الخارجية الأميركية، لنقل إرهابي ألماني مسلم، من فرنسا إلى الولايات المتحدة لمحاكمته. قال ذلك رغم أن الحكومة الفرنسية قالت، في الأسبوع الماضي، إنها ستحاكم الإرهابي في فرنسا بتهم جديدة.
وقالت أمس صحيفة «نيويورك بوست» إن الحكومة الأميركية صارت تعد الإرهابي «واحدا من أهم الإرهابيين المعاصرين... قليل منهم كان مقربا من بن لادن مثله».
كان كريستيان غانزارسكي (51 عاما) أدين في فرنسا بتهمة التواطؤ في الاعتداء على كنيس جربا في تونس، في عام 2002، الذي قتل فيه نحو 20 شخصا. وكان سقوط قتيلين فرنسيين ضنهم هو الذي دفع بالحكومة الفرنسية لاعتقاله ومحاكمته.
وكان غانزارسكي، وهو من أصل بولندي، اعتنق الإسلام قبل نحو 16 عاما، وكان المسؤول عن صيانة وتشفير شبكات اتصال تابعة لتنظيم القاعدة.
في عام 2003 اعتقلته الشرطة الفرنسية. وحاكمه القضاء الفرنسي في عام 2009 بالسجن 18 عاما. وكان مقررا أن يرسل إلى الولايات المتحدة، لكن وجهت إليه الحكومة الفرنسية تهما جديدة، مما قد يعرقل نقله إلى الولايات المتحدة.
في الأسبوع الماضي، هاجم غانزارسكي حراسا في سجن «فاندان لو فييه» في فرنسا، واستخدم مقصاً وشفرة حلاقة، وأصاب 3 منهم بجروح طفيفة.
ثم مثل أمام قاض في باريس وجه إليه تهمة محاولة الاغتيال. يعني هذا إدانته مجددا، وبداية محاكمته مرة أخرى، وبالتالي إرجاء نقله إلى الولايات المتحدة.
في الأسبوع الماضي، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن المدعي الفيدرالي الأميركي في نيويورك اتهمه بعضوية تنظيم القاعدة، وتعاونه مع بن لادن وآخرين في التنظيم في عام 2000، وبأنه قدم دعما لوجيستيا للتنظيم، وكان يعلم بالتحضير لهجوم على نطاق واسع قبل هجمات سبتمبر عام 2001 على نيويورك وواشنطن.
نفذ هجوم تونس عام 2002 إرهابيون منتمون إلى تنظيم القاعدة. حملوا شاحنة لنقل الغاز الطبيعي بكمية من المتفجرات. وتخطت الحافلة الحواجز الأمنية في كنيس يهودي بجزيرة جربة التونسية يعود تاريخ بنائه إلى عام 566 قبل الميلاد.
انفجرت الشاحنة أمام الكنيس، وأدى الانفجار إلى قتل نحو 20 شخصاً؛ منهم 6 ألمان و6 تونسيين وفرنسيين، وجرح ما يزيد على 30 شخصا. في وقت لاحق، اعتقل 5 أشخاص في إسبانيا للاعتقاد بأنهم مولوا الهجوم. ثم اعتقل غانزارسكي لعلاقته بالتفجير.
في حدث له صلة، قالت أمس الاثنين إذاعة «إن بي آر» الأميركية إن حراس كثير من السجون في فرنسا أضربوا احتجاجا على عدم حماية الحكومة لهم حماية كافية ضد اعتداءات السجناء. وأشاروا إلى ما فعل غانزارسكي في الأسبوع الماضي عندما اعتدى على بعض حراس السجن الذي يعتقل فيه.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».