دول غرب المتوسط تشدد على التنمية لحل مشكلات الأمن والهجرة

مجموعة «5+5» تدعو إلى التعاون مع أوروبا لتعزيز سياسة الجوار

وزراء خارجية مجموعة «حوار 5+5» لدى اجتماعهم في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
وزراء خارجية مجموعة «حوار 5+5» لدى اجتماعهم في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
TT

دول غرب المتوسط تشدد على التنمية لحل مشكلات الأمن والهجرة

وزراء خارجية مجموعة «حوار 5+5» لدى اجتماعهم في الجزائر أمس (أ.ف.ب)
وزراء خارجية مجموعة «حوار 5+5» لدى اجتماعهم في الجزائر أمس (أ.ف.ب)

اعتبر وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة «حوار 5+5» أمس، بالجزائر، أن التنمية هي مفتاح حل المشكلات المتعلقة بالأمن والهجرة في منطقة غرب حوض البحر الأبيض المتوسط.
وأشار وزراء خارجية كل من الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس وليبيا في الضفة الجنوبية، وفرنسا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا ومالطا من الضفة الشمالية، إلى «الترابط الوثيق بين الهجرة والتنمية» وإلى ضرورة «العمل من أجل هجرة آمنة وقانونية ومتحكم فيها». وأضاف البيان أن الوزراء «أشاروا إلى أهمية ترقية المشروعات التي تخلق مناصب العمل وتدعم المكانات الوطنية، إضافة إلى معالجة الأسباب العميقة للهجرة غير القانونية». ودعا المشاركون في الاجتماع إلى تسيير تدفق المهاجرين بالتوفيق بين الحق في التنقل ومحاربة الهجرة غير الشرعية، مع الأخذ بعين الاعتبار «بعدي الأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك احترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية».
واتفق المشاركون في الاجتماع، من جهة أخرى، على «التعاون الوثيق مع الاتحاد الأوروبي من أجل تعزيز فعالية سياسة الجوار وضمان استمراريتها»، مؤكدين أهمية المساهمة أكثر في الاندماج الإقليمي بين البلدان المغاربية. ودعوا إلى «مواصلة وتعميق الحوار والتشاور حول مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، من أجل تقارب المواقف وانسجامها أكثر في المحافل الدولية والإقليمية».
وأكد وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، الذي ترأس الاجتماع مناصفة مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، أن «البحر المتوسط كان لوقت طويل منطقة شقاق، واليوم تدفعنا التحديات التي نواجهها إلى العيش المشترك والعمل المشترك». وذكر أن «مشكلة الهجرة تعنينا جميعاً»، داعياً إلى النظر إلى معالجة المشكلة بأبعادها الثلاثة «التنمية والهجرة والأمن».
وتسعى الدول العشر إلى «تنسيق الجهود» مقابل «الخطر الإرهابي الذي يزداد» في المنطقة «منذ عودة المقاتلين الأجانب» من العراق وسوريا، كما أوضح مساهل.
من جهته، أشار لودريان إلى إجماع الدول المعنية من أجل تنسيق «الإرادة السياسية للتعاون المشترك (...) والبعد الأمني لمكافحة كل أشكال الإرهاب و(...) بعد التنمية». وألح على «ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الثلاثة معاً». وأضاف الوزير الفرنسي أن الشباب في الدول التي تعاني البطالة يجب أن يعرفوا كيف يوفقوا بين «التنقل (إلى دول أخرى) والحصول على تدريب في بلدانهم الأصلية».
وشدد البيان الختامي على ضرورة وضع «برامج في صالح الشباب في ضفتي حوض المتوسط» لمواجهة «التطرف والعنصرية والكراهية وعدم التسامح الديني».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.