لبنان: اللمسات الأخيرة للثنائي الشيعي اللبناني في حلفهما الانتخابي

ترقب خرقين للمعارضة الشيعية في البقاع والجنوب

TT

لبنان: اللمسات الأخيرة للثنائي الشيعي اللبناني في حلفهما الانتخابي

شارفت المفاوضات الناشطة على خط حزب الله - حركة أمل، أو ما يُعرف بـ«الثنائي الشيعي»، على الانتهاء بعد توصل الحليفين إلى تفاهم عام على تقاسم المقاعد الشيعية بالتراضي، وبالتالي خوض الانتخابات المقبلة في شهر مايو (أيار) بإطار حلف ثنائي سيترك أبوابه مفتوحة لإتمام تفاهمات انتخابية مع فرقاء آخرين، على أن يتم ذلك على القطعة، ووفقاً لما تقتضيه مصالحهما المناطقية.
ورشح عن عملية توزيع المقاعد، الاتفاق على تقاسم الثنائي المقعدين الشيعيين في دائرة بيروت الثانية، كما في دائرة بعبدا، على أن يكون المقعد الشيعي الوحيد في منطقة جبيل من حصة حزب الله الذي يتجه للتفاهم عليه مع «التيار الوطني الحر». أما في دائرة بعلبك - الهرمل، فيتحدث الاتفاق عن إعطاء مقعد للحركة مقابل ٤ للحزب، على أن تتولى «أمل» تسمية المرشح الشيعي الوحيد في البقاع الغربي، مقابل تولي «الحزب» تسمية مرشح زحلة. ومن المتوقع أن يبقى الوضع في الجنوب على ما هو عليه من حيث تقسيم عدد النواب بين الطرفين، أي 5 نواب لحزب الله مقابل 8 لحركة أمل.
ومنذ صدور قانون الانتخاب الجديد، الذي يعتمد النظام النسبي، سارع الخبراء الانتخابيون، كما القوى والأحزاب المعارضة للثنائي الشيعي، للتأكيد على أن «الحزب» و«أمل» هما أبرز المستفيدين منه، وإن كان سيسمح بخرق هذه الثنائية بمقعدين نيابيين بأحسن الأحوال، ما يعني تمثيل المعارضة الشيعية، وللمرة الأولى في المجلس النيابي، بعدما كان الثنائي يحتكر هذا التمثيل، فيما يتولى تيار «المستقبل» تحديد هوية 3 نواب شيعة هم عقاب صقر وأمين وهبي وغازي يوسف.
ويعتبر الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين أن القانون الانتخابي الجديد، «فُصّل على قياس الثنائي الشيعي»، معتبراً أن تكتل حزب الله - أمل - الحزب القومي وحزب البعث سيحافظ على حجمه في المجلس النيابي المقبل، كما أنه قد يزيد مقعداً، ليصبح عدد نوابه نحو 31 نائباً. وأشار شمس الدين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الخروقات التي قد تنجح المعارضة الشيعية بتحقيقها تقتصر على دائرتين، دائرة بعلبك - الهرمل، حيث من المتوقع أن تنجح هذه المعارضة بتأمين الحاصل الانتخابي البالغ نحو 18 ألف صوت، وبالتالي حصد مقعد شيعي من أصل 6 مقاعد للشيعة، و2 للسنة، وواحد للكاثوليك، وواحد للموارنة في الدائرة المكورة. وأضاف: «أما الخرق الثاني فمتوقع في دائرة النبطية - بنت جبيل - الزهراني. ففي حال اتحدت قوى المعارضة ستكون قادرة على كسب مقعد شيعي من أصل 11 مقعداً في الدائرة».
ورجّح شمس الدين أن تشهد دائرة الزهراني - صور معركة انتخابية من دون أن تتمكن قوى المعارضة من خرق الثنائي الشيعي، لكون الحاصل الانتخابي هناك يتراوح ما بين 22 و25 ألف صوت، سيكون من الصعب على هذه القوى تأمينها. وقال: «كذلك سينجح حزب الله باستعادة المقعد الشيعي في زحلة الذي كان من حصة تيار المستقبل، كما هي الحال في البقاع الغربي».
ووفقاً للاتفاق الذي رشح بين «أمل» وحزب الله حول تقاسم المقاعد الشيعية، يبدو واضحاً أنه تم إسناد المقاعد في مناطق الاحتكاك مع «التيار الوطني الحر» إلى الحزب على أن يتفق الطرفان على الأسماء التي ستشغل هذه المقاعد، كما سيحصل في جبيل على سبيل المثال، على أن يبقى الاحتكاك قائماً على بعض المقاعد غير الشيعية كما هو الحال في جزين.
وبالتوازي مع استعدادات الثنائي الشيعي للانتخابات، انطلق معارضون له في حركة سواء في الجنوب أو في البقاع بمحاولة لتوحيد صفوفهم والتلاقي مع قوى وأحزاب أخرى سعياً لإحداث خرق، ولو رمزي، في لوائح «حزب الله - أمل». وفي هذا السياق، تحدث علي الأمين، الباحث السياسي والمعارض البارز لحزب الله عن «حركة لا تزال خجولة وقد تكون أكثر فعالية وجدية في البقاع، وبالتحديد في دائرة بعلبك - الهرمل»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التنوع في هذه الدائرة، إضافة إلى النمط الاجتماعي العشائري، يساعدان الأطراف الشيعية المعارضة في التحرك والتواصل مع الناخبين، الأمر الذي يتيح فرصاً جدية بالخرق، سواء عبر مقعد شيعي أو سني أو حتى مسيحي. وأضاف الأمين: «الناخب الشيعي، سواء في الجنوب أو البقاع بحاجة لتطمينات من السلطات الرسمية بأنّه وفي حال لم يصوت للثنائي، فهو لن يدفع الثمن أمنياً أو اجتماعياً أو حتى في عمله»، مشدداً على أن «السير بالاقتراع في مكان السكن، الذي يطالب به وزير الخارجية جبران باسيل، أساسي جدا في هذا المجال، بحيث يشعر الناخب بحرية أكبر بالانتخاب ضد حزب الله و(أمل)، خصوصاً أن نحو 50 في المائة من أبناء الجنوب والبقاع يعيشون أصلا في بيروت».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.