جحا وحماره... رحلة يتقاسمها الشرق والغرب

باحث مصري يرصد أقنعته المتعددة ثقافياً

جحا وحماره... رحلة يتقاسمها الشرق والغرب
TT

جحا وحماره... رحلة يتقاسمها الشرق والغرب

جحا وحماره... رحلة يتقاسمها الشرق والغرب

منذ مدة طويلة وعلى مدى سنوات بذل باحثون مصريون جهوداً كبيرة لإثبات أن جحا مصري، ودخلوا في سجالات ونقاشات مع آخرين من أجل تأكيد ذلك، لكن الكاتب المصري وليد الغازي سلك مساراً مختلفاً بعد أن وقعت يداه على مجموعة من القصص الصينية لشخص اسمه نصر الدين أفندي، تنتمي نوادره للتراث الشعبي الأجوري، وأصحابه أقلية مسلمة يصل تعدادها إلى نحو 7 ملايين نسمة، تسكن ولاية سينك يانج جنوب غربي الصين، وتتشكل من أراض مرتفعة تحاصرها جبال مغطاة بالثلوج وتعاني من طقس سيئ في معظم العام، وتستغل أراضيها في الرعي والزراعة.
ويضم الكتاب الذي صدر حديثا عن دار «م. ك. للنشر والتوزيع» بالقاهرة 65 نادرة من النوادر، وهي عبارة عن أقاصيص قصيرة جداً، تحكي مواقف في حياة نصر الدين، وتجعله موضوعا لنقاشات وأخذ ورد بين المتخصصين في الأدب الشعبي في مصر، وفي الوقت نفسه، تجعل قضية مصرية، جحا أو عربيته، غير محسومة، كما يظن البعض.
وذكر الغازي في مقدمة قصيرة لكتابه أن أفندي هو لقب يحصل عليه أبناء الطبقة المثقفة في «سينك يانج»، التي تم تقسيمها إلى ثلاثة مقاطع، وأنه وجد سمات مشتركة بين نصر الدين وجحا، مما جعله يرفع اسم نصر الدين من الحكايات، ويضع مكانه جحا بوصفه الاسم الشائع لدى القارئ المصري والعربي.
ويؤكد الغازي أن حكايات نصر الدين أفندي لا تحمل أدنى صلة بـ«جحا» الذي نعرفه، وقد يكون الاسم غير معلوم هناك من الأساس في منطقة سينك يانج.
وأشار إلى أن من يقف خلف قصص الكتاب يتمتع باحترام وتقدير كبيرين لدى أبناء جلدته، رغم ما يتعرض له من مواقف في نوادره قد يكون بعضها مهيناً، لكنه يرد بعنف على من يسيء إليه مهما كان منصبه ومنزلته بين الناس، وهو ما توضحه قصة «عباءة الوالي» التي تتلخص في أنه أقام مأدبة دعا إليها عددا من التجار والأثرياء وقدم لهم عباءات حريرية فاخرة، وعندما جاء دور نصر الدين «جحا» دفع له ببردعة حمار، فأمسكها ووجه حديثه للحاضرين، قائلاً «إن الوالي منحكم عباءات موجودة في الأسواق بكثرة، وهذا شيء عادي، لكنه أهداني عباءته الخاصة».
إن صفات حجا التي لاحظها المؤلف في حكايات نصر الدين باعتباره رجلا ثائرا ضد الظلم ويواجه الطبقات المتسلطة، ويخافه السادة ويقدرون قيمته، شجعته على الذهاب إلى المسؤولين عن سلسلة التراث الشعبي في هيئة قصور الثقافة المصرية، وعندما طالعوا المخطوطة اعترضوا على إثباته، أنها تنتمي إلى شخصية أجورية، وقالوا له ظل باحثون يبذلون جهوداً لأعوام لكي يثبتوا أن حجا مصري، ثم تأتي بكتابك لتشكك في مصريته، وتذكر في المقدمة أن معظم شعوب العالم لديها شخصية تشبه جحا، وأن النوادر التي تركها هؤلاء الأشخاص، في بغداد والكوفة وتركيا وصنعاء وإيران وبلغاريا وأرمينيا ويوغسلافيا وغيرها من بلاد الله تشير إلى وجود سمات مشتركة بينها جميعا مثل الفطنة وسرعة البديهة وشدة الذكاء، فضلا عن سخريته اللاذعة وفكاهته.
اضطر الغازي للعودة بمخطوطة كتابه بعد اللقاء، وقرر أن يقوم بطباعته في دار نشر خاصة حتى لا يخضع لإملاءات تنحرف بسياق الحكايات التي بين يديه، وكتب خاتمة في نهاية القصص، يشير فيها إلى ذلك.
وذكر الغازي أن نصر الدين أفندي لم يكن مهرجاً يستدعي الناس قصصه للترفيه عن أنفسهم، لكنه كان لسان حال الفقراء والمسحوقين يستدعونه للتعبير عما يجيش بصدورهم من أراء ومواقف ووجهات نظر، وله تركيبته الشخصية التي تجعله قوياً، صريحاً، لا مبالي، وغيرها من المميزات التي يعرفها الباحثون عن «جحا». حتى مع اختلاف وظيفته، وأياً كان العمل الذي يقوم به، فنراه يظهر في مكان ما قاضياً، وقد يظهر في آخر تاجراً، أو صياداً، أو راعي غنم، أو طبيباً.
وذكر أن جحا، والحال هكذا، يعد تراثاً بشرياً صنعته شخصيات لها صفات تشبه التي نعرفها عن جحا في أنحاء كثيرة من الأرض وفي أزمان مختلفة.



اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
TT

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ نجمتين عالميتين تقديراً لمسيرتيهما، هما الأميركية فيولا ديفيس، والهندية بريانكا شوبرا.

واختتم المهرجان عروضه بفيلم «مودي... 3 أيام على حافة الجنون» الذي أخرجه النجم الأميركي جوني ديب، ويروي حكاية الرسام والنحات الإيطالي أميديو موديلياني، خلال خوضه 72 ساعة من الصراع في الحرب العالمية الأولى.

واختير فيلم «الذراري الحمر» للمخرج التونسي لطفي عاشور لجائزة «اليُسر الذهبية» كأفضل فيلم روائي، أما «اليُسر الفضية» لأفضل فيلم طويل، فنالها فيلم «إلى عالم مجهول» للفلسطيني مهدي فليفل، بالإضافة إلى جائزة خاصة من لجنة التحكيم نالها فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» لخالد منصور.