الانتخابات الرئاسية المصرية: فتح باب الترشيح ... وغياب المتنافسين

عنان يُعلن نيته خوض الانتخابات... و23 مرشحاً محتملاً يجمعون 650 ألف توكيل

الفريق سامي عنان لدى إعلانه نيته خوض المنافسة على رئاسة مصر أول من أمس (أ.ف.ب)
الفريق سامي عنان لدى إعلانه نيته خوض المنافسة على رئاسة مصر أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

الانتخابات الرئاسية المصرية: فتح باب الترشيح ... وغياب المتنافسين

الفريق سامي عنان لدى إعلانه نيته خوض المنافسة على رئاسة مصر أول من أمس (أ.ف.ب)
الفريق سامي عنان لدى إعلانه نيته خوض المنافسة على رئاسة مصر أول من أمس (أ.ف.ب)

بدأت «الهيئة الوطنية للانتخابات» في مصر، أمس، فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها أواخر مارس (آذار) المقبل، وذلك لمدة 10 أيام. وقبل ساعات من بدء المهلة المحددة لتلقي أوراق الترشح، أعلن رئيس الأركان الأسبق للجيش المصري، سامي عنان، في خطاب مسجل بثه مساء أول من أمس، نيته خوض المنافسة على قيادة البلاد لأربع سنوات قادمة.
وقال المتحدث الرسمي للهيئة الوطنية للانتخابات، المستشار محمود الشريف، إن «اللجنة لم تتلق أي أوراق من المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية أو وكلائهم، حتى إغلاق أبوابها في الخامسة من مساء أمس (السبت)».
وجاءت تصريحات عنان، بعد ساعات من إعلان متوقع للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، بخوض الانتخابات لفترة ثانية، في ختام مؤتمر «حكاية وطن» الذي حضرته قيادات حكومية وعسكرية على مدار 3 أيام وانتهت فعالياته مساء (الجمعة) الماضي.
وقال عنان في خطاب ترشحه، إن «البلاد تجتاز مرحلة خطرة، تتمثل في توطن خطر الإرهاب، وتردي الأوضاع المعيشية التي تزداد سوءا يوماً بعد يوم، فضلاً عن تآكل قدرة الدولة في التعامل مع عدة ملفات»، ومحملاً المسؤولية عن ذلك لما وصفه بـ«سياسات خاطئة حملت قواتنا المسلحة وحدها مسؤولية المواجهة دون سياسات رشيدة تمكن القطاع المدني بالدولة من القيام بدوره متكاملا مع دور القوات المسلحة».
ودعا عنان الذي تولى رئاسة أركان الجيش (2005 - 2012) «مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية للوقوف على الحياد بين جميع من أعلنوا نيتهم الترشح، وعدم الانحياز غير الدستوري لرئيس قد يغادر منصبه خلال شهور قليلة».
وقال عنان، إنه سيتقدم بأوراق ترشحه إلى الهيئة الوطنية للانتخابات فور الانتهاء من «استيفاء إجراءات لا بد لي كرئيس أسبق لأركان القوات المسلحة المصرية من استيفائها وفقا للقوانين والنظم العسكري».
وسبق للقيادي العسكري الأسبق، إعلان نية خوض الانتخابات الرئاسية في عام 2014 (فاز بها السيسي) غير أنه تراجع، وقال حينها إن قراره «إعلاء للمصلحة العليا للبلاد، وتصدياً للمؤامرات التي تستهدف الدولة».
وسيعتبر عنان، حال تمكنه من استكمال شروط الترشح، من أبرز المنافسين للرئيس الحالي.
ويُلزم الدستور المصري لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية «أن يزكّي المترشحَ عشرون عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى 1000 مؤيد من كل محافظة منها».
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الهيئة الوطنية للانتخابات، أن عدد التوكيلات التي حررها مواطنون لصالح المرشحين المحتملين في الانتخابات الرئاسية بلغ 650 ألف تزكية، مشيراً إلى أن تلك التوكيلات تضمنت «23 اسما لمرشحين محتملين».
وحصل السيسي على تزكية أكثر من 500 نائب برلماني (من أصل 596 عضواً)، فيما كان يحتاج فقط إلى تزكية 25 برلمانياً بحسب ما يقضي الدستور، فضلاً عن استمرار تحرير توكيلات من مواطنين عاديين لصالحه، ومرشحين محتملين آخرين، ويعتقد على نطاق واسع أن السيسي تجاوزها بنسبة كبيرة.
وأصدرت الوطنية للانتخابات قرارا بـ«تكليف عدد من اللجان التي تتولى تعديل الموطن الانتخابي للمواطنين الوافدين، بالانتقال إلى الأماكن التي تكتظ بالعمالة الوافدة (مقار تجمعات المواطنين الوافدين في الأماكن التي يصعب عليهم تركها بسبب ظروف العمل والإقامة المؤقتة) لإتمام هذا الإجراء المتمثل في تعديل موطنهم الانتخابي، وذلك تيسيرا من الهيئة على المواطنين الوافدين بتلك التجمعات وحتى يتسنى لهم أداء حقهم الدستوري في الانتخاب خلال مواعيد الانتخابات الرئاسية المقررة».
وأكد المستشار علاء فؤاد المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، أنه «يحق لراغبي الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أن يتقدموا بشخوصهم أو عن طريق وكلاء عنهم بموجب توكيل رسمي، لتسليم الأوراق والمستندات التي حددتها الهيئة الوطنية للانتخابات لخوض المنافسة الانتخابية».
وفي السياق ذاته، أكد اللواء رفعت قمصان نائب المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، أن توقيع الكشف الطبي على طالب الترشح، سيكون متاحاً حتى يوم 26 يناير (كانون الثاني) الحالي، كآخر يوم لتقدم طالب الترشيح إليها لإجراء الكشف الطبي، «وذلك لتمكين المتنافسين من اللحاق بالموعد النهائي للترشح».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.