الحريري يسحب فتيل «البند 24» بإحالته إلى لجنة قانون الانتخاب

مصادر وزارية: مخرج لمنعه من التداول وضمّه إلى الأمور الخلافية الأخرى

الحريري يترأس اجتماع الحكومة (دالاتي ونهرا)
الحريري يترأس اجتماع الحكومة (دالاتي ونهرا)
TT

الحريري يسحب فتيل «البند 24» بإحالته إلى لجنة قانون الانتخاب

الحريري يترأس اجتماع الحكومة (دالاتي ونهرا)
الحريري يترأس اجتماع الحكومة (دالاتي ونهرا)

سحب رئيس الحكومة سعد الحريري فتيل سجال «البند 24» من طاولة مجلس الوزراء، أمس، المبني على اقتراح وزير الخارجية جبران باسيل بتعديل قانون الانتخاب لتمديد مهلة تسجيل المغتربين، وذلك عبر إحالته إلى اللجنة الوزارية المكلفة ببحث القانون؛ على أن تبت به يوم الاثنين كحد أقصى.
وكان اقتراح باسيل ومن ثم إدراجه على جدول أعمال جلسة الحكومة استدعى ردود فعل رافضة له من أطراف عدة، أبرزها وزراء حركة أمل، و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، محذّرة من فتح الباب أمام تعديلات ومحاولات لتأجيل الانتخابات، وهو ما عكسته كذلك تصريحات الوزراء قبل الدخول إلى الجلسة لتعود وتهدأ بعد انتهائها والاتفاق على إحالتها إلى اللجنة، ورد باسيل: «كيف يتهموننا بمحاولة تأجيل الانتخابات ونحن كنا ضد التمديد»؟، بينما قال وزير المال، علي حسن خليل، ممثل حركة أمل: «فتح الباب لتعديل أي بند في قانون الانتخابات يشكّل خطراً على إجرائها، ونحن لن نوافق عليه».
ورأت مصادر وزارية أن إحالة الاقتراح إلى اللجنة «مخرج إيجابي» للخلاف وحماية المسار لتحضير وإجراء الانتخابات في موعدها بعيداً عن أي إشكالات أخرى في ظل حديث البعض عن محاولات التأجيل. وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «وزير الداخلية كان واضحاً في هذا الإطار بأن هناك صعوبة إجرائية وإدارية كبرى للتمديد»، معتبرة أن «ترحيل الاقتراح إلى اللجنة يعني سحبه من التداول وضمّه إلى الأمور الخلافية الأخرى التي لا تزال عالقة في إدراجها نتيجة عدم الاتفاق عليها، أبرزها الإصلاحات المقترحة كالبطاقة البيومترية والتسجيل المسبق والاقتراع خارج أماكن السكن».
وفي المواقف التي سبقت الجلسة، أيّد وزير المهجرين طلال أرسلان اقتراح باسيل، في حين قال يوسف فنيانوس، وزير الأشغال العامة والنقل ممثل «تيار المردة»: «موقفنا موحد مع حركة أمل بالنسبة لتمديد المهل»، وهو ما عبّر عنه أيضاً وزير التربية، مروان حمادة. في المقابل، رأى وزير الصحة العامة غسان حاصباني، ممثل «القوات اللبنانية» أن «التمديد لتسجيل المغتربين فكرة جيدة، لكن علينا أن نبحث ماذا سيبقى من المهلة المقترحة حتى 15 فبراير (شباط)، ولا سيما أننا في حاجة إلى فتح دورة استثنائية ثم جلسة عامة لإقرار التعديل، ثم نشره في الجريدة الرسمية». وعند مغادرته الجلسة، كان واضحاً وزير العمل محمد كبارة بالقول: «المهل غير واردة، ووزارة الداخلية غير قادرة على إنجاز لوائح شطب جديدة، والانتخابات بموعدها»، في حين قال الوزير نهاد المشنوق: «لضيق الوقت أحيل البند 24 إلى اللجنة الوزارية، وذلك لا يعني أنه سقط؛ إذ إنه من الممكن أن يمر أو أن يسقط، وإدارياً هناك صعوبة في تطبيقه».
وكان الحريري تمنّى في مستهلّ الجلسة، على الجميع التروي وتهدئة المواقف السياسية، مؤكداً أن كل الأمور المطروحة يمكن إيجاد الحلول لها من خلال التحاور والنقاش الهادئ، وليس بانتهاج المواقف الحادة.
وقال: «من يسمع ما يصدر في وسائل الإعلام من مواقف وتصريحات حادة بخصوص ما يطرح من موضوعات وملفات في مجلس الوزراء، يعتقد في قرارة نفسه أن هناك مشكلاً معقداً فيما بيننا، وأننا على خلاف مستعص ولا نتكلم مع بعضنا بعضاً، لكن الحقيقة والواقع غير ذلك تماماً، فمجلس الوزراء يناقش أموراً وقضايا كثيرة، ويتخذ قرارات تهم تسيير أمور الناس والبلد».
وأضاف: «لسنا فريقاً سياسياً واحداً، وهناك وجهات نظر مختلفة. ولكن ما يصدر في الإعلام بهذه الطريقة لا يصب في مصلحة الناس ولا يخدم البلد. وفي اعتقادي أن هناك أموراً لها أولويات وتتطلب حلولاً قبل الأخرى. وأتمنى على الجميع التروي وتهدئة المواقف السياسية والتحلي بالحكمة، وكل الأمور المطروحة يمكن إيجاد الحلول لها من خلال التحاور والنقاش الهادئ، وليس بانتهاج المواقف الحادة والحملات التي تؤدي إلى ردات فعل من هنا وهناك، وخلاصتها إلحاق الضرر بالمواطن ومصالح الناس».
وناقش مجلس الوزراء في جلسته البنود الواردة على جدول الأعمال وعددها 71 بنداً، وتم إقرار بعضها وتأجيل بعضها الآخر ليصار إلى بحثها بشكل معمق، بحسب ما أعلن زير الشؤون الاجتماعية بيار بوعاصي، من بينها إقرار مشروع فتح فروع للجامعة اللبنانية في عدد من المناطق، عكار وبعلبك الهرمل وجبيل وكسروان، كما أعاد المجلس التأكيد على توسيع مطمر الكوستابرافا وقرر تكليف المتعهد القديم معالجة مكب طرابلس وبناء حائط دعم ومطمر صحي إلى جانب المكب الحالي.



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.