مؤتمر «نصرة القدس» يدعو إلى الاعتراف دولياً بالقدس عاصمة لفلسطين

المشاركون أجمعوا على أن استمرار قرار ترمب سيغذي التطرف وينشره حول العالم

جانب من فعاليات اليوم الختامي لمؤتمر القدس الذي احتضنته القاهرة أمس («الشرق الأوسط})
جانب من فعاليات اليوم الختامي لمؤتمر القدس الذي احتضنته القاهرة أمس («الشرق الأوسط})
TT

مؤتمر «نصرة القدس» يدعو إلى الاعتراف دولياً بالقدس عاصمة لفلسطين

جانب من فعاليات اليوم الختامي لمؤتمر القدس الذي احتضنته القاهرة أمس («الشرق الأوسط})
جانب من فعاليات اليوم الختامي لمؤتمر القدس الذي احتضنته القاهرة أمس («الشرق الأوسط})

دعا مؤتمر «الأزهر العالمي لنصرة القدس»، الذي اختتمت فعالياته بالقاهرة أمس، بحضور وفود من 86 دولة، الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتراجع في قراره بأن القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، وقالوا: إن «استمرار القرار الأميركي سيغذي التطرف العنيف وينشره في العالم كله». مؤكدين أن «القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة، والتي يجب العمل الجاد على إعلانها رسمياً والاعتراف الدولي بها».
وفي كلمته خلال جلسات المؤتمر أمس، دعا فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية واليهودية المنصفة للقضية الفلسطينية إلى تكوين شراكات بينهم، برعاية الأزهر لتقريب وجهات النظر، والتعاون المشترك فيما بينهم؛ لما فيه نصرة القدس والقضية الفلسطينية، مؤكداً أن مدينة القدس «كانت منذ تاريخ طويل ملتقى للديانات والطوائف جميعاً تحت مظلة التعايش المشترك، والتسامح والحوار بين الجميع، وضرورة مخاطبة الغرب بقيمه وقوانينه، والعمل على تقريب الرؤى ووجهات النظر حتى نستطيع تكوين قوى ضاغطة على القرارات الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية مثلما تفعل إسرائيل».
وتواصلت فعاليات «مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس» أمس تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبحضور حشد كبير من كبار الشخصيات السياسية والدينية ورجال الفكر والثقافة.
وأصدر المشاركون في ختام المؤتمر إعلاناً، أكدوا فيه أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة، التي يجب العمل الجاد على إعلانها رسمياً والاعتراف الدولي بها، وقبول عضويتها الفاعلة في المنظمات والهيئات الدولية كافة، مشددين على أن عروبة القدس «أمر لا يقبل العبث أو التغيير، وهي ثابتة تاريخياً منذ آلاف السنين. والرفض القاطع لقرار ترمب والتحذير من أن هذا القرار إذا لم يسارع الذين أصدروه إلى التراجع عنه فوراً، فإنه سيغذي التطرف العنيف وينشره في العالم كله. فضلاً عن تسخير كافة الإمكانات الرسمية والشعبية العربية والدولية (الإسلامية والمسيحية واليهودية) لإنهاء الاحتلال الصهيوني الظالم لأرض فلسطين العربية».
كما أكد المشاركون مؤازراتهم صمود الشعب الفلسطيني، ودعم انتفاضته في مواجهة هذه القرارات المتغطرسة، وتصميم مقرر دراسي عن القدس، يُدرس في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر. إضافة إلى حث الهيئات والمنظمات العالمية للحفاظ على الوضع القانوني لمدينة القدس، وتأكيد هويتها واتخاذ التدابير الكفيلة كافة بحماية الشعب الفلسطيني.
وفي كلمته بالمؤتمر أمس، أكد الدكتور أحمد عطية، وزير الأوقاف اليمني، أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، وأن ما حدث من الجانب الأميركي «هو الإرهاب بعينه، والرئيس الأميركي يتعامل مع القدس كقطعة أرض في واشنطن، وأعلنها عاصمة للكيان الصهيوني»، مؤكداً أنها «كانت وستظل عربية، ويجب أن نسير في طريق السلام».
في غضون ذلك، أوضح عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، أن «مسألة زيارة القدس وشد أزر أهلها والصلاة في مساجدها وكنائسها سبق وأن أثيرت، وهو أمر قد طرح بشكل رسمي من رئيس الدولة الفلسطينية وعدد من القيادات الدينية والسياسية، وهو موضوع حاد يتطلب بحثاً ودراسة تتناول كل أبعاد المسألة»، داعياً الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى دراسة هذه المسألة، والاستماع إلى الفلسطينيين حتى يتسنى دراسة المسألة بما يخدم قضيتهم.
من جهته، دعا المطران بولس مطر، رئيس أساقفة بيروت للموارنة، الشعب الأميركي إلى تصحيح القرار؛ بل إلى إلغائه بالسبل المتاحة وباسم العدالة الدولية، واحترام القيم الروحية العالية التي تحفظ لهذا الكون رونقه ومعناه، حسب تعبيره، موضحاً أن القدس عبر التاريخ تعد رمزاً للسلام، وهي مقدسة ولا يجوز أن يدخلها الناس إلا خاشعين، وليس لأحد أن يغتصبها.
من جهته، قال تيري رامبو، مستشار التعليم العالي والبحث العلمي في فرنسا: إن الحوار بين الأديان والثقافات «أمر مطلوب، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان ذكر بحماية القدس، وطالب المجتمع الدولي بحمايته». مشيراً إلى أن القدس كيان له خصوصية، ويستحق الإرادة القوية للحفاظ على حقوق المقدسيين. كما نوه بجهد الاتحاد الأوروبي في حمايتها وتدويلها والاعتراف بوضع فلسطين، لافتاً إلى أن الاتحاد الأوروبي والبابا فرنسيس يدعمان تدويل القضية. وفي هذا السياق، أكد رامبو أن بابا الفاتيكان «فاوض كثيراً لحل أزمة القدس، والتي يجب أن تعرف على أنها مدينة الحوار والأديان».
أما الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية السابق، فقد أكد، بدوره، على أن قرار ترمب يحوي تحدياً صارخاً للنظام القانوني الدولي، ويؤدي في واقع الأمر إلى إجهاض أهم قاعدة في القانون الدولي المعاصر، وهي قاعدة تحريم استخدام القوة في العلاقات الدولية، وما يترتب عليها من عدم جواز اكتساب الأراضي عن طريق الحرب. مضيفاً أن جميع الأراضي الفلسطينية تعتبر مسؤولية جميع الدول، وبالتالي لا يحق لأي دولة في العالم اتخاذ أي خطوة بها، ما يعد مساساً بالمركز القانوني للشعب الفلسطيني، وبالتالي لمدينة القدس.
وأوضح أمين عام جامعة الدول العربية السابق، أن المشكلة تكمن في أن النظام القضائي الدولي لم يتطور ليواكب القوانين الدولية السارية المتفق عليها: «فالعالم يواجه فجوة كبيرة لأن المجتمع الدولي لم ينجح حتى الآن في حماية هذا البناء بطريقة ناجحة من خلال إقامة نظام قضائي دولي فاعل وله مصداقية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.