دياز يواجه خطر الرحيل... والاتحاد «حبل الإنقاذ»

المدرب الأرجنتيني يسعى للعودة بالهلال إلى جادة الانتصارات

دياز يوجه اللاعبين («الشرق الأوسط»)
دياز يوجه اللاعبين («الشرق الأوسط»)
TT

دياز يواجه خطر الرحيل... والاتحاد «حبل الإنقاذ»

دياز يوجه اللاعبين («الشرق الأوسط»)
دياز يوجه اللاعبين («الشرق الأوسط»)

في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2016، كان الظهور الأول للمدرب الأرجنتيني رامون دياز مع فريقه الهلال، وذلك في مباراة الاتحاد التي أقيمت في العاصمة الرياض وخسرها 2/ 0، ومعها تنازل عن الصدارة لنظيره الاتحاد وتعادل نقطياً مع غريمه التقليدي النصر صاحب المركز الثالث.
لم تكن البداية جيدة للمدرب اللاتيني، فيما أحاطت تساؤلات كثيرة بمستقبل الفريق الهلالي وقدرته على استعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ عدة سنوات، وهي مدة ابتعاد غير مسبوقة من الفريق العاصمي المنافس الدائم لكل البطولات وبطولة دوري المحترفين السعودي تحديداً.
ونجح دياز في تجاوز بدايته السلبية سريعاً ونهض في الجولة التي تليها وحقق فوزاً صعباً على نظيره الفتح بهدف يتيم دون رد، ليواصل انتصاراته ويتجاوز مخاوف البدايات، حيث فاز أمام الرائد ثم الأهلي والشباب والوحدة وبعدها تعادل مع غريمه التقليدي النصر، ثم عاد لقائمة الانتصارات وتمكن من استعادة صدارة لائحة الترتيب وبفارق نقطي جيد.
وفي مارس (آذار) الماضي، عاد الأرجنتيني دياز لقيادة فريقه أمام الاتحاد ضمن منافسات الأسبوع العشرين من دوري المحترفين السعودي، أي قبل إسدال الستار بـ6 جولات، واحتضن ملعب الملك عبد الله الشهير بالجوهرة المشعة القمة المرتقبة، ورغم الأفضلية الكبيرة للفريق الهلالي في مباراته أمام الاتحاد، فإن التونسي أحمد العكايشي نجح في هز شباك الفريق الأزرق الذي يقوده دياز قبل نهاية الشوط الأول بدقائق معدودة، وأربك المشهد وبث القلق في نفس المدرب دياز الذي يخشى سقوطه مجدداً أمام اتحاد جدة.
في غرفة الملابس بين شوطي المباراة، استجمع دياز قواه وفريقه وظهر بصورة مغايرة في الشوط الثاني، ونجح البرازيلي كارلوس إدواردو في هز شباك فواز القرني بعد دقائق من انطلاقة الشوط الثاني، ليعود البديل عمر خربين ويسجل هدف التقدم والفوز قبل دقائق قليلة من نهاية المباراة، وعزز نواف العابد تقدم فريقه بهدف ثالث عن طريق جزائية حضرت في الثواني الأخيرة.
وأطلق الحكم السويدي جوناس اريكسون صافرته معلناً نهاية المباراة، ومعها انطلقت الأفراح الهلالية الكبيرة احتفالاً باقتراب الفريق من معانقة لقب الدوري بعد غياب 5 أعوام، وذلك في ظل اتساع الفارق النقطي عن أقرب المنافسين إلى 8 نقاط وتبقي 5 جولات فقط.
«لدينا فارق جيد، ومن واقع خبرتي فإن الدوري لم يحسم بعد»، هكذا بادر دياز بالقول للاعبيه في غرفة الملابس عقب نهاية المواجهة المثيرة للجدل، مطالباً إياهم بعدم المبالغة بالفرحة والتركيز على حسم اللقب رسمياً.
مضت الجولات القليلة وحقق الهلال اللقب بعد غياب 5 مواسم، وظلت مواجهة الاتحاد نقطة مفصلية للأرجنتيني رامون دياز الذي بدأ مشواره بخسارة مريبة وصعبة عليه، ولكنه عاد عبر بوابة الفريق ذاته وحقق فوزاً ثميناً قطع من خلالها مشوار كبير نحو اللقب.
انتصارات الهلال تحت قيادة الأرجنتيني دياز منحته شعبية كبيرة، خصوصاً أن المدرج الأزرق كان متعطشاً للقب الدوري المحلي الذي افتقده في المواسم الخمسة الماضية، نجح الهلال في معانقة اللقب وتوج به عقب فوزه بتاريخية لا تنسى أمام الغريم التقليدي النصر بـ5 أهداف لهدف.
انفتحت شهية الهلال للبطولات، وتمكن من ضم لقب كأس الملك إلى جوار بطولة دوري المحترفين السعودي، وذلك عقب فوزه على الفريق الأهلاوي في المباراة النهائية بثلاثية ساحقة في شباك صاحب الأرض.
كان بقاء دياز مطلباً جماهيرياً كبيراً وصادقت عليه إدارة الأمير نواف بن سعد بعدما أعلنت استمرار المدرب الذي كان الحديث يكثر حوله، خصوصاً بالعروض المقبلة من الأرجنتيني ليعود المدرب رامون إلى بلاده مجدداً ويقود فريق ريفير بليت على وجه التحديد.
وبدأت فترة الإعداد الصيفي وأقام الفريق معسكراً إعدادياً تحت قيادة دياز الذي تحضر أمامه مهمة كبيرة في تحقيق اللقب الآسيوي بعد تأهله إلى دور ربع النهائي ومواجهته القوية أمام العين الإماراتي.
صفقات متتالية وحراك لا يهدأ للهلال بقيادة رئيسه الأمير نواف بن سعد، كان أبرزها شراء عقد اللاعب عمر خربين والتعاقد مع الثنائي المحلي محمد كنو وحسن كادش والتجديد للبرازيلي كارلوس إدواردو، وبعدها التوقيع مع الحارس الدولي العماني علي الحبسي وكذلك المهاجم الأوروغوياني ماتياس.
ورغم التحضيرات الإيجابية فإن خيارات المدرب دياز بتسجيل المهاجم ماتياس في البطولة الآسيوية والتخلي عن علي الحبسي كان أول قرار خدش علاقة دياز بالجمهور الأزرق، خصوصاً أن ماتياس لم يكن يقدم مستويات إيجابية وتعرض لصيحات استهجان كبيرة في إحدى مباريات الفريق المحلية، وهو الأمر الذي أغضب دياز حينها في المؤتمر الصحافي وعاتب الجمهور، موضحاً أن له حديثاً عقب البطولة الآسيوية.
تصريح دياز عن مستقبله عقب البطولة الآسيوية التي خسرها الفريق الهلالي أمام نظيره أوروا الياباني أثار الجدل والتكهنات حول مستقبله ومستقبل النادي الأزرق، خصوصاً أن الحديث عن عروض جديدة للمدرب عادت للسطح من جديد.
إلا أن الأيام مضت واستمر دياز في منصبه ونجح في تجاوز عثرة البطولة الآسيوية بالفوز على فريق الأهلي بهدفين دون رد مستمراً في صدارة لائحة الترتيب وبفارق نقطي مريح جداً عن أقرب منافسيه، قبل أن يبدأ رحلة التعثر التي لازمته في مبارياته الست الأخيرة، التي أثارت العلاقة بين دياز والمدرج الأزرق مجدداً.
ومنذ قدوم الأرجنتيني رامون دياز إلى فريق الهلال حفلت مواجهات فريقه أمام الاتحاد بالإثارة والندية والأحداث الدراماتيكية، فبين أول خسارة له وفوزه الكاسح في المواجهة الثانية والاقتراب من تحقيق اللقب يقف الأرجنتيني هذا المساء أمام إثبات أن ما حدث لفريقه في الفترة الماضية كبوة جواد عابرة أم يثبت العكس ويفقد كل شيء!
أمام كل هذه التحديات التي يعيشها دياز لإنقاذ فريقه من خسارة لقبه الذي حققه الموسم الماضي، تبدو مباراة الاتحاد هذا المساء اختباراً مفصلياً للمدرب الأرجنتيني في قيادة فريقه نحو اللقب أم التعثر مجدداً، لتكون هذه المواجهة مفصلية أيضاً في علاقة دياز مع فريقه الهلال التي قد تشهد رحيله.


مقالات ذات صلة

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية انفانتينو وأعضاء فيفا في صورة جماعية مع الوفد السعودي (وزارة الرياضة)

لماذا وضع العالم ثقته في الملف «المونديالي» السعودي؟

لم يكن دعم أكثر من 125 اتحاداً وطنياً تابعاً للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من أصل 211 اتحاداً، لملف المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 مجرد تأييد شكلي.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية المدن السعودية ستكون نموذجاً للمعايير المطلوبة (الشرق الأوسط)

«مونديال 2034»: فرصة سعودية لتغيير مفهوم الاستضافات

ستكون استضافة «كأس العالم 2034» بالنسبة إلى السعودية فرصة لإعادة صياغة مفهوم تنظيم الأحداث الرياضية العالمية؛ إذ تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف «رؤيتها الوطنية.

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة سعودية يُتوقع أن تجذب المملكة مستثمرين في قطاعات مثل السياحة، الرياضة، والتكنولوجيا، ما يعزز التنوع الاقتصادي فيها (الشرق الأوسط)

«استضافة كأس العالم» تتيح لملايين السياح اكتشاف جغرافيا السعودية

حينما يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الأربعاء، فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034، ستكون العين على الفوائد التي ستجنيها البلاد من هذه الخطوة.

سعد السبيعي (الدمام)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».