مبادرة لإحياء اللغة النوبية في مصر عبر التكنولوجيا الحديثة

فريق عمل مشروع «نوبي»
فريق عمل مشروع «نوبي»
TT

مبادرة لإحياء اللغة النوبية في مصر عبر التكنولوجيا الحديثة

فريق عمل مشروع «نوبي»
فريق عمل مشروع «نوبي»

خلال أشهر قليلة، نجح شباب نوبيون في نقل لغتهم الأم، من لغة مهددة بالاختفاء إلى لغة حية تقتحم عالم التكنولوجيا، باستخدام الهواتف الذكية ووسائل الاتصال الحديثة، فبعد مرور أقل من عام على إطلاقهم النسخة التجريبية من مشروع تطبيق «نوبي» لتعلم اللغة النوبية على الهواتف الذكية، يعكف هؤلاء الشبان حاليا على إنتاج لوحة مفاتيح «كيبورد» تتضمن اللغة النوبية، ضمن شراكة مع إحدى شركات التكنولوجيا، في المقابل تكثف الجمعيات النوبية جهودها لتنظيم دورات مجانية لتعلم اللغة، التي تعد أحد المكونات الأساسية للثقافة المصرية.
تطبيق «نوبي» لتعلم اللغة النوبية على الهواتف الذكية، نقل معركة الهوية الثقافية من الفصول الدراسية التقليدية إلى فضاء الإنترنت الواسع، لتدخل اللغة التي استخدمت شفرة في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، إلى عالم التكنولوجيا، الذي لا يعرف حدودا، واقتصرت النسخة التجريبية على دروس لتعلم اللغة، لكن النسخة النهائية التي تم تدشينها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فتحت آفاقا جديدة للتجربة التي يديرها مجموعة من الشباب النوبي بجهود ذاتية، وبجانب التحديث التقني ضمت النسخة الجديدة أقساما للأغاني النوبية التراثية مدعومة بترجمة للغة العربية، وقسما للترويج للمشغولات اليدوية، التي تشكل إحدى أهم مفردات التراث النوبي.
شارك المشروع في كثير من المنتديات والمؤتمرات المحلية والإقليمية، كان آخرها مهرجان كرمكول الدولي، بشمال السودان في ديسمبر الماضي، وتوجت رحلة المشاركة في كثير من المهرجانات والمنتديات، بفوز المشروع بجائزة قيمتها 20 ألف جنيه مصري في مسابقة نواة للمشروعات الشبابية ضمن أسبوع ريادة الأعمال، الذي عقد بمدينة الغردقة عاصمة محافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي القاهرة) في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وتعاقد الشباب القائمون على المشروع مع إحدى شركات التكنولوجيا التي تنتج لوحات المفاتيح «الكيبورد» الخاصة بالهواتف الذكية، على تنفيذ مشروع لإدخال النوبية إلى اللغات المتوفرة على الهواتف الذكية، وأجهزة الكومبيوتر اللوحية، بينما يعملون على تدشين موقع إلكتروني يساعد على تقديم المزيد من التطبيقات الخاصة بنشر اللغة والتراث النوبي، والترويج للأماكن السياحية والمشغولات اليدوية النوبية.
يقول مؤمن طالوش، المدير التنفيذي لمشروع «نوبي» لـ«الشرق الأوسط»: «الهدف من تطبيق (نوبي)، هو إيصال اللغة النوبية، لملايين النوبيين داخل مصر وخارجها»، موضحا أنهم يستهدفون «الشباب بالأساس حتى تنتقل اللغة إليهم، مع التعريف بالثقافة والمنتجات والمشغولات اليدوية النوبية».
ويضيف طالوش، الذي يعيش بمدينة الإسكندرية: «شاركنا في كثير من المنتديات والمهرجانات، وفزنا في إحدى مسابقات الأعمال الشبابية بمبلغ 20 ألف جنيه، وهذا المبلغ سيساعدنا على استكمال المشروع، لأننا ننفق عليه من جهودنا الذاتية».
ويتابع: «نعمل في الوقت الراهن على مشروع مع إحدى شركات التكنولوجيا لإدخال اللغة النوبية ضمن اللغات الرئيسية في لوحة المفاتيح (الكيبورد) الخاصة بالهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر اللوحية، كما نعمل على تدشين موقع إلكتروني سنركز فيه على الترويج للأماكن السياحية النوبية، وتسويق المنتجات والمشغولات اليدوية».
يخوض النوبيون في مصر معركة ثقافية للحفاظ على لغتهم وتراثهم الثقافي، بين قطاعات أوسع من المصريين، خاصة الذين يجهلون هذه الثقافة، التي تمثل واحدة من نسيج المجتمع المصري، ويعاني النوبيون خاصة الأجيال الجديدة من إشكالية «ازدواج اللغة» إذ بحكم انخراطهم في المجتمع يتحدثون باللغة العامية المصرية ويتلقون تعليمهم في المدارس باللغة العربية الفصحى، في حين أنهم يتحدثون فيما بينهم بلغتهم الأم، لكن هذه الازدواجية لم تكن المشكلة الوحيدة في الحفاظ على اللغة النوبية، إذ إنها ظلت حتى وقت قريب لغة شفهية يتحدث بها أهل النوبة لكنهم يكتبونها بالأحرف اللاتينية، أو الإنجليزية وأحيانا العربية، وقبل سنوات اكتشف أحد الباحثين برديات نوبية قديمة قام من خلالها بجمع أحرف اللغة النوبية ووضع قواعدها اللغوية، لتبدأ مرحلة الدورات التدريبية لتعليم الأجيال الجديدة لغتهم الأم.
يقول الباحث النوبي، ممدوح سراج لـ«الشرق الأوسط»: «أقوم بتدريس اللغة النوبية في عدد من الجمعيات والنادي النوبي، والهدف من هذه الدورات ليس فقط الحفاظ على اللغة بين الأجيال الجديدة، بل تعليمهم كتابتها، حيث ظلت حتى سنوات قريبة تنطق ولا تكتب، ويتقدم للمشاركة في هذه الدورات نوبيون من أعمار مختلفة ما بين سن السابعة، ورجال فوق الستين عاما، لكن بالطبع الأطفال والشباب أكثر إقبالا».
وتنظم الجمعيات النوبية التي ينتشر عدد كبير منها في محافظتي القاهرة والإسكندرية دورات مجانية لتعلم اللغة النوبية، مستعينة بالأغاني التراثية والحفلات الغنائية لجذب الشباب، وبينما يحتفل العالم باليوم العالمي للنوبة في السابع من يوليو (تموز) من كل عام، يحتل الفن النوبي مكانة خاصة لدى المصريين، وحققت الأغاني النوبية شهرة واسعة، خاصة الأغاني التي اشتهر بها الفنان المصري المعروف محمد منير الذي يلقبه المصريون بـ«الملك» وهو أحد أبناء النوبة واستوحى كثيرا من أغانيه من التراث النوبي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.