في ثاني حادثة خلال أقل من شهر تعرضت بلدة طوزخورماتو المتنازع عليه بين العرب والأكراد والتركمان إلى قصف عنيف، صباح أمس، أدى إلى إصابة عشرات المدنيين بجراح، فيما اتهم حسن توران، نائب رئيس الجبهة التركمانية، حزب العمال الكردستاني والمتعاونين معه من جهات كردية، مسؤولية ما يتعرض له القضاء من قصف بالصواريخ تنطلق من جهته الشرقية.
واستناداً إلى مصدر أمني فإن «الأحياء السكنية في القضاء تعرضت منذ الصباح الباكر إلى سلسلة اعتداءات إرهابية عشوائية بواسطة قصف بقذائف الهاون، ما أدى إلى تعطيل الدوام الرسمي وإغلاق الدوائر الرسمية والمدارس خشية تعرض المزيد من الأهالي للإصابات». وأوضح المصدر أن «مصدر قذائف الهاون من خلف جبال طوزخورماتو التي تجتمع بها الجماعات الإرهابية المسماة بأصحاب الرايات البيضاء».
إلى ذلك شكل البرلمان العراقي خلال جلسته التي عقدها أمس لجنة تحقيق تضم عددا من اللجان البرلمانية التخصصية مثل الأمن والدفاع وحقوق الإنسان والثقافة والإعلام بهدف الوقوف على حقيقة ما يحصل في هذا القضاء، وضرورة عودة كل النازحين منه من العرب والأكراد. يذكر أن الأكراد نزحوا من القضاء عقب أحداث كركوك خلال شهر أكتوبر الماضي بينما نزح العرب منه بعد احتلال تنظيم داعش لمحافظة صلاح الدين عام 2014.
من جهته أكد نائب رئيس الجبهة التركمانية وعضو البرلمان العراقي حسن توران في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الجبهة التركمانية سوف تتعاون مع اللجنة التي شكلها البرلمان وسوف نقدم للجنة كل الوثائق والأدلة بشأن الجهات التي تتولى عملية القصف المستمر للقضاء لأسباب طائفية وعرقية». وأضاف توران أن «من بين ما سنقدمه للجنة من هو المسؤول عن اغتيال 1800 تركماني من سكان هذا القضاء خلال الفترة الماضية»، مبينا أن «القصف ينطلق من الجهة الشرقية للقضاء وهو غير خاضع لسيطرة القوات الاتحادية».
وبشأن إمكانية تدويل القضية، قال توران إن «المطلوب هو حل القضية داخل العراق وسنقدم أقصى ما يمكن من تعاون لكن في حال عدم حدوث ذلك فإن التركمان سيضطرون للجوء إلى المنظمات الدولية».
إلى ذلك اتهم النواب التركمان في البرلمان العراقي ما أسموها جهات متضررة من أحداث 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مواصلة قصف مناطق طوزخورماتو. وقال مقرر البرلمان العراقي عن المكون التركماني، نيازي معماري أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع نواب تركمان في مبنى البرلمان أمس إنه «وبعد تمتع محافظة كركوك والمناطق المسماة بالمتنازع عليها بعمليات فرض القانون والنظام في يوم 16 -10 فقد كان هنالك مؤامرة حيكت على أبناء المكون الكردي في طوزخورماتو من خلال إخلاء دورهم، ومن ثم منعوا تلك العوائل من العودة إلى منازلها وتزامنت مع تلك الحالة عمليات قصف منازل الأبرياء في طوزخورماتو بالهاونات والمدفعية، ما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين الأبرياء». وأضاف أوغلو أن «ما يجري من عمليات قصف مستمر للأبرياء هو رد فعل وانتقام من قبل جهات على ما حصل في يوم 16 - 10 بفرض النظام والقانون، وذلك بعد أن فشلت الأحزاب الكردية في إدارة تلك المناطق وباعتراف أغلب الأحزاب الكردية»، مشددا على «ضرورة العودة إلى الحكمة والمنطق وتشخيص هذا المخطط بشكل واضح لرفع الأذى عن الشعب المسكين المظلوم والمنكوب من أبناء المكون التركماني».
لجنة برلمانية للتحقيق في أحداث طوزخورماتو
لجنة برلمانية للتحقيق في أحداث طوزخورماتو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة