«أوبك» ترهن زيادة الإنتاج بتعطل كبير طويل الأمد للإمدادات

الأسعار تتماسك حول أعلى مستوى في 3 سنوات

عنصر أمن أثناء حراسته مدخل منظمة {أوبك} في فيينا (رويترز)
عنصر أمن أثناء حراسته مدخل منظمة {أوبك} في فيينا (رويترز)
TT

«أوبك» ترهن زيادة الإنتاج بتعطل كبير طويل الأمد للإمدادات

عنصر أمن أثناء حراسته مدخل منظمة {أوبك} في فيينا (رويترز)
عنصر أمن أثناء حراسته مدخل منظمة {أوبك} في فيينا (رويترز)

قال مصدر رفيع بمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لـ«رويترز» أمس، إن المنظمة تتابع الاضطرابات في إيران والأزمة الاقتصادية في فنزويلا، لكنها لن تزيد الإنتاج إلا إذا حدثت تعطيلات كبيرة وطويلة الأمد للإمدادات من الدولتين.
وأضرت المصاعب الاقتصادية في فنزويلا بإنتاج النفط الذي يقترب من أقل مستوى في 30 عاماً، لكن إنتاج إيران لم يتأثر بموجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقال متعاملون إن الاضطرابات في إيران ثالث أكبر منتح في «أوبك» دفعت الأسعار للصعود.
وقال المصدر لـ«رويترز»، إنه «حتى إن حدث تعطل للإمدادات (المقبلة من إيران وفنزويلا)، فلن ترفع أوبك الإنتاج». وأضاف أن «سياسة أوبك هي خفض المخزونات إلى مستويات طبيعية... وهي لن تحيد عن مسارها إلا إذا حدث تعطل للإمدادات في حدود المليون برميل يومياً واستمر لما يزيد على شهر، وأدى إلى نقص في معروض الخام للمستهلكين».
ويعاني قطاع الطاقة المنهك في فنزويلا جراء تعطل العمليات بسبب العقوبات الأميركية ونقص السيولة، وتهدد الأزمة الاقتصادية بإلحاق ضرر أكبر بالبلاد.
وقال المصدر إن سوق النفط في سبيلها لاستعادة توازنها، لكن مخزونات الخام العالمية تظل فوق متوسط 5 أعوام ويتطلب تقليص التخمة مزيداً من الوقت، متابعاً أنه «ينبغي أن يكون أي تغيير في قيود الإنتاج مدفوعاً بتغير في العوامل الأساسية في السوق، وليس بتكهنات وجيزة، كي تعدل أوبك سقف الإنتاج».
ولم تشكل الاحتجاجات في إيران التي بدأت أواخر ديسمبر (كانون الأول) أي تهديد فوري لإنتاج النفط في البلد، لكن ثمة مخاوف من أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد يعيد فرض عقوبات على النفط الإيراني بما قد يعطل صادرات الخام.
وسيقرر ترمب بحلول منتصف يناير (كانون الثاني) الحالي ما إذا كان سيواصل إعفاء صادرات إيران النفطية من العقوبات الأميركية بموجب شروط الاتفاق النووي العالمي أم لا.
وقال مصدر «أوبك» إن احتمال فرض مزيد من العقوبات الأميركية على النفط الإيراني «يظل قائماً، إلا أن التأثير على الإمدادات سيستغرق وقتاً، ولذا من الصعب قياسه».
وبدأت «أوبك» مدعومة من روسيا ومنتجين آخرين من خارجها خفض الإنتاج قبل عامين للقضاء على فائض المعروض في السوق الذي تكون على مدى العامين السابقين، وبلغت نسبة الامتثال بالتخفيضات مستوى مرتفعاً، وقرر المنتجون تمديدها حتى نهاية 2018.
وأسهمت تخفيضات «أوبك» في تقليص المخزونات العالمية حتى مع استمرار زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة، الذي وصل إلى 9.78 مليون برميل في الأسبوع الماضي.
واستقرت أسعار النفط أمس، وتماسكت عند مستوى أقل قليلاً من أعلى مستوى في نحو 3 سنوات الذي سجلته الأسبوع الماضي، مدعومة بتراجع طفيف في عدد منصات الحفر الأميركية. وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 61.50 دولار للبرميل بحلول الساعة 08:00 ت. غ، بزيادة 6 سنتات عن سعر التسوية السابقة. وبلغ الخام الأسبوع الماضي 62.21 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ مايو (أيار) 2015. كما سجل مزيج برنت الخام في العقود الآجلة 67.66 دولار للبرميل بزيادة 4 سنتات عن سعر آخر إغلاق. وسجل برنت 68.27 دولار للبرميل الأسبوع الماضي، وهو الأعلى أيضاً منذ مايو 2015.
وقال متعاملون إن المكاسب ترجع إلى انخفاض طفيف في عدد منصات الحفر بالولايات المتحدة، إذ نزلت بواقع 5 حفارات في الأسبوع المنتهي في 5 يناير إلى 742 حفاراً، بحسب بيانات شركة «بيكر هيوز» للخدمات النفطية.
وعلى الرغم من ذلك، من المتوقع أن يتخطى الإنتاج الأميركي 10 ملايين برميل يومياً قريباً جداً، بفضل زيادة إنتاج شركات التنقيب عن النفط الصخري.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.