البشير يجدد وقف إطلاق النار مع المتمردين لثلاثة أشهر

TT

البشير يجدد وقف إطلاق النار مع المتمردين لثلاثة أشهر

أصدر الرئيس السوداني عمر البشير مرسوماً جمهورياً قضى بموجبه بتمديد وقف إطلاق النار في مناطق العمليات لثلاثة أشهر إضافية، وذلك بعد انتهاء أجل قراره السابق الشهر الماضي، وفي غضون ذلك أعلن الحزب الحاكم في البلاد استئناف الحوار مع الحركات المتمردة خلال شهر يناير (كانون الثاني) الجاري، بعد توقف دام طويلاً.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سونا» خبراً مقتضباً أعلنت فيه أن الرئيس البشير أصدر مرسوماً جمهورياً بتمديد وقف إطلاق النار المعلن في مناطق العمليات لثلاثة أشهر إضافية، دون أن تقدم المزيد من المعلومات حول القرار.
وأعلن في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن مرسوم تم بموجبه تمديد وقف إطلاق النار مؤقتاً إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ليجدد الرئيس المرسوم الذي أصدره أمس.
وكان البشير قد أصدر من جهة واحدة في 18 من يونيو (حزيران) 2016 أول قرار لوقف إطلاق النار مع الحركات المتمردة، باعتباره إبداء لحسن النية، استمر أربعة شهور، ليتيح لها الفرصة للحاق بالحوار الوطني، الذي كان يجري وقتها، وتواصل تجديد قرار وقف إطلاق النار الذي قابلته الحركات المتمردة بالمثل، وأعلنت هي الأخرى وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار.
في غضون ذلك، قرر حزب المؤتمر الوطني الحاكم خلال اجتماع ترأسه نائب رئيس الحزب إبراهيم محمود، الذي يشغل في ذات الوقت منصب مساعد رئيس الجمهورية، مواصلة وفد التفاوض جهوده مع الحركات المسلحة في المفاوضات، والمقرر أن تبدأ شهر يناير الجاري للحاق بالسلام.
وقال نائب رئيس القطاع السياسي عبد الله صافي النور، في تصريحات أعقبت الاجتماع، إنهم استعرضوا خطة العام الماضي على مستوى الجهاز التنفيذي والقوات النظامية، وجهود الأجهزة الأمنية وتحقيق الاستقرار في البلاد، وعلى وجه الخصوص في إقليم دارفور. وحسب النور فإن اجتماعات قيادات حزبه، أشاد بقرار تمديد وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس البشير.
وتوقفت عملية السلام السودانية بين الحركات المتمردة لأكثر من عام، إثر تمسك كل طرف بموقفه، بعد رفض الحركة الشعبية لتحرير السودان –الشمال المبادرة الأميركية بإيصال جزء من المساعدات الإنسانية. ووقعت الحكومة السودانية والوساطة الأفريقية في أديس أبابا في مارس (آذار) 2016 خريطة طريق لتحقيق سلام دائم في السودان، تحفظت عليها الحركات المسلحة الرئيسية وحزب الأمة المعارض. وفي أغسطس (آب) 2016 وقعت أحزاب المعارضة السودانية المنضوية في تحالف «نداء السودان» خريطة الطريق السياسية في البلاد، بعد توقيع الحكومة عليها منذ أشهر، برعاية الوساطة الأفريقية والاتحاد الأفريقي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.