محامي ترمب يسعى إلى وقف نشر كتاب «يشهّر» بالرئيس

طالب بانون بالكف عن «إفشاء المعلومات»

ترمب يعقد اجتماعا في قاعة روزفيلت بالبيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
ترمب يعقد اجتماعا في قاعة روزفيلت بالبيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
TT

محامي ترمب يسعى إلى وقف نشر كتاب «يشهّر» بالرئيس

ترمب يعقد اجتماعا في قاعة روزفيلت بالبيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)
ترمب يعقد اجتماعا في قاعة روزفيلت بالبيت الأبيض أمس (أ.ف.ب)

سعى محام للرئيس الأميركي دونالد ترمب يدعى تشارلز هاردر، أمس، إلى وقف نشر كتاب حول رئاسة ترمب يتوقع أن يكون له وقع كبير جدا، واصفا إياه بأنّه «تشهيري».
وجاء في رسالة موجهة إلى الكاتب مايكل وولف، وإلى دار النشر «هنري هولت وشركاه» أن الكتاب يحوي «العديد من التصريحات الكاذبة» حول ترمب، «التي لا أساس لها»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وفي الرسالة، اتّهم ستيف بانون بانتهاك اتفاق عدم الكشف عن معلومات وأمره بالكف عن ذلك.
ومن المقرر أن يصدر كتاب «نار وغضب: داخل بيت ترمب الأبيض» في التاسع من يناير (كانون الثاني) الجاري، إلا أن مقاطع منه نشرت في العديد من الوسائل الإعلامية أول من أمس، ما استدعى رد فعل غاضبا من البيت الأبيض.
وبعد نشر مقتطفات من الكتاب يصف فيها بانون لقاء النجل الأكبر لترمب بمحامية روسية مرتبطة بالكرملين بأنه «خيانة» و(عمل) «غير وطني»، لم يتأخر ترمب في توجيه رد لاذع في تصريحات فظة حتى بالمقارنة مع أسلوبه التهجمي. وقال ترمب في بيان خطي «ستيف بانون لا علاقة له بي أو برئاستي. عندما أُقيل لم يفقد وظيفته فحسب، بل عقله كذلك». وأضاف ترمب أن بانون «قام بذلك فقط من أجل مصلحته»، علما بأن بانون يزعم أنه مهندس علاقة ترمب بقاعدته الانتخابية من اليمين القومي وساعده على خلق جهاز إعلامي مؤيد للرئيس، وفق الوكالة الفرنسية.
إلى ذلك، نقلت المقتطفات التي نشرتها صحيفة «ذي غارديان» ومجلة نيويورك عن بانون انتقاده الشديد لنجل الرئيس الأكبر دونالد جونيور وابنته ايفانكا. كما نقلت عن المسؤول السابق الذي غادر البيت الأبيض في أغسطس (آب) الماضي، قوله إن التحقيق الذي يجريه المحقق الخاص روبرت مولر في قضية التدخل الروسي في انتخابات 2016. سيركز على غسيل الأموال.
والتحقيقات التي يجريها مولر المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، تنظر فيما إذا كانت حملة ترمب قد تواطأت مع روسيا لفوزه في الانتخابات، وهي التهمة التي رفضها الرئيس تكرارا وبشدة. وفي خطوة قد تشكل تحديا كبيرا لذلك التحقيق، تقدم بول مانافورت المدير السابق للحملة الانتخابية الرئاسية لترمب الأربعاء بدعوى قضائية ضد مولر ووزارة العدل بتهم تخطي صلاحياته.
وادعى مانافورت أن مولر خرج عن التركيز على التحقيق في تدخل روسي محتمل، بسوقه اتهامات ضده مرتبطة بعمله لدى الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش قبل سنوات من الحملة الانتخابية.
كما حلّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء «اللجنة الاستشارية الرئاسية حول نزاهة الانتخابات» التي كان قد شكّلها للتحقيق في عمليات تزوير حصلت في الانتخابات التي أتت به رئيسا في 2016، معلّلا قراره برفض الكثير من الولايات التعاون مع هذه اللجنة.
والتقى دونالد ترمب جونيور بالمحامية الروسية نتاليا فيسلنيتسكايا في يونيو (حزيران) 2016، بعد أن تلقّى وعودا من وسيط بالحصول على مواد مسيئة لحملة منافسة والده الديمقراطية هيلاري كلينتون. وحضر أيضا صهر الرئيس ترمب جاريد كوشنر ومدير الحملة آنذاك بول مانافورت، اللقاء الذي عقد في برج ترمب في نيويورك.
وينقل الكتاب عن بانون قوله «ظن الرجال الكبار الثلاثة في الحملة أن لقاء حكومة أجنبية في برج ترمب في قاعة المؤتمرات في الطابق الـ25 من دون محامين، فكرة جيدة». ويضيف «لم يكن برفقتهم أي محام». وتابع، وفق الكتاب، أنه «حتى لو كنت تعتقد أن اللقاء ليس خيانة وليس غير وطني أو قذارة، وأنا أعتقد أنه كل ذلك، كان الأجدى الاتصال بمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) فورا».
وسارع ترمب إلى الرد بشكل لاذع على التصريحات التي نقلت على لسان بانون، الخبير المصرفي السابق في مجال الاستثمارات ومؤسس والرئيس التنفيذي لموقع «برايتبارت نيوز» الإلكتروني المحافظ. وقال الرئيس الأميركي: «الآن وقد أصبح وحده، يتعلم ستيف أن الفوز ليس بهذه السهولة كما أجعله يبدو. بالكاد كان لستيف دور في فوزنا التاريخي الذي حققه الرجال والنساء المنسيون في هذا البلد». وأضاف: «يتظاهر ستيف بأنه في حرب ضد وسائل الإعلام التي يصفها بحزب المعارضة، لكنه أمضى وقته في البيت الأبيض يسرب معلومات مزيفة لوسائل الإعلام ليعطي نفسه أهمية أكبر مما كان عليه». وتابع ترمب «بالكاد حظي ستيف بلقاء منفرد معي، ويتظاهر بأنه كان يتمتع بالتأثير من أجل خداع قلة من الناس غير المطلعين ومساعدتهم على تأليف كتب كاذبة».
لكن بانون أشاد بترمب قائلا: «رئيس الولايات المتحدة رجل عظيم (....) أؤيده كل يوم». ورغم اتهامه بالجنون من قبل حليفه ورئيسه السابق، جدد ستيف بانون أمس دعمه ومساندته للرئيس الأميركي. وقال إنه «لن يوجد شيء يفرق بيننا وبين الرئيس ترمب وأجندته الرئاسية التي فاز على أساسها في الانتخابات الماضية».
وقال بانون من خلال نشرة صحافية، صباح أمس، على وكالة «برايتبارت» التابعة له: «لن يوجد شيء يفرّق بيننا وبين الرئيس ترمب وأجندته، نجن متمسكون بهذه الأجندة كما كنّا من قبل». وأضاف: «رئيس الولايات المتحدة الأميركية رجل عظيم، تعلمون أني أدعمه يوما بعد يوم».
وكتاب وولف، الذي يقول: إنه يستند إلى مقابلات مع ترمب وكبار مساعديه وسواهم، يذكر أيضا أن الرئيس لم يكن يعرف من هو رئيس مجلس النواب السابق جون باينر، وبأنه يأكل وجبات ماكدونالدز لتخوفه من التسمم، وأن فريقه لم يكن يعتقد أنه قادر على الفوز في الانتخابات.
ويقول الكتاب «بعد الثامنة مساء بقليل ليلة الانتخابات، عندما بدا أن المنحى الذي لم يكن متوقعا، ويشير إلى أن ترمب قد يفوز، وأصبح (ذلك) مؤكدا، قال دون جونيور لأحد الأصدقاء أن والده أو كما يناديه اختصارا دي.جي.تي، بدا وكأنه شاهد شبحا. وكانت ميلانيا تذرف الدموع ليس دموع الفرح».
وفي مقتطف آخر، قال بانون إنه «بعد مقارنة المخاطر بالمكاسب، قرر جاريد وايفانكا قبول أدوار في الجناح الغربي (للبيت الأبيض) دون الأخذ بنصيحة كل شخص يعرفونه تقريبا. إنها بطريقة ما وظيفة مشتركة. تعاهدا على أنه: إذا سنحت الفرصة في المستقبل، تترشح هي للانتخابات الرئاسية. الرئيسة الأولى، كما تحلو الفكرة لإيفانكا، لن تكون هيلاري كلينتون؛ بل إيفانكا ترمب».
إلى ذلك، تحدث بانون عن الصين وقال إنها «العدو الحقيقي. الصين هي أول جبهة في حرب باردة جديدة. الصين هي كل شيء. لا شيء آخر يهم. إن لم نحسن التعاطي مع الصين، لن ننجح في أي شيء آخر. المسألة سهلة جدا. الصين هي الآن حيث كانت ألمانيا النازية من 1929 إلى 1930. الصينيون كالألمان، أكثر الشعوب منطقية في العالم إلى أن نرى أنهم ليسوا كذلك. وسوف ينقلبون مثل ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي. سيكون هناك دولة قومية مغالية، وعندما يحصل ذلك لا يمكن إعادة الجن إلى القمقم».
وردت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز في مؤتمر صحافي روتيني أن «الكتاب مليء بالمعلومات الكاذبة والمضللة من أشخاص ليس لديهم صلات بالبيت الأبيض أو تأثير لديه». بدورها، نفت ستيفاني غريشام، متحدثة باسم السيدة الأولى ميلانيا ترمب، المعلومات عن أن ميلانيا بكت حزنا ليلة الانتخابات. وقالت غريشام في بيان «الكتاب حتما سيباع في قسم كتب الخيال بأسعار خاصة. السيدة ترمب دعمت قرار زوجها الترشح للرئاسة وبالحقيقة شجعته على ذلك. كانت واثقة من فوزه، وبغاية السعادة عندما فاز».


مقالات ذات صلة

ترمب «شخصية العام» لمجلة «تايم»: 72 يوماً من الغضب

الولايات المتحدة​ احتفل ترمب باختياره «شخصية العام» من قِبل مجلة «تايم» بقرع جرس افتتاح بورصة نيويورك يوم 12 ديسمبر الحالي (أ.ب)

ترمب «شخصية العام» لمجلة «تايم»: 72 يوماً من الغضب

احتفى ترمب باختياره «شخصية العام» من مجلة «تايم»، وقرع جرس افتتاح بورصة نيويورك على بُعد بضعة مبانٍ من المحكمة التي أدانته قبل 6 أشهر فقط.

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي مجلة «تايم» تختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب «شخصية عام 2024»... (أ.ب)

ترمب: أدعم حل الدولتين لكن «هناك بدائل أخرى»

أجرى رئيس أميركا المنتخب، دونالد ترمب، حواراً مع مجلة «تايم» التي اختارته «شخصية عام 2024» وأكد أن «مشكلة الشرق الأوسط» أسهل في التعامل من «المشكلة الأوكرانية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال فعالية شخصية العام لمجلة تايم في بورصة نيويورك، 12 ديسمبر 2024 (أ.ب)

ترمب رداً على سؤال عن احتمالات الحرب مع إيران: «أي شيء يمكن أن يحدث»

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ردا على سؤال في مقابلة مع مجلة «تايم» حول احتمالات الحرب مع إيران، إن «أي شيء يمكن أن يحدث».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».