واصل الجيش التركي تحركه لإنشاء نقاط المراقبة في منطقة خفض التصعيد في إدلب شمال سوريا بموجب اتفاق مع كل من روسيا وإيران تم التوصل إليه في اجتماعات آستانة.
وكشفت تقارير إعلامية نقلا عن مصادر محلية، أمس الاثنين، أن الجيش التركي بدأ تطبيق تدابير عسكرية جديدة والانتشار قرب مدينة دارة عزة ونشر صواريخ «هوك» ومعدات اتصال وأجهزة رادار عند النقطة صفر من حدود مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكري (وحدات حماية الشعب الكردية) في شمال حلب.
وقالت المصادر إن هذه الخطوة جاءت بعد أيام من دخول رتل عسكري تركي معزز بالآليات من منطقة كفر لوسين بريف إدلب الشمالي إلى نقاط تمركزه في ريف حلب الغربي، ضمن اتفاق مناطق خفض التصعيد.
وقضى الاتفاق بنشر تركيا قوات داخل إدلب، فيما تنشر روسيا وإيران قوات خارجها في الوقت الذي يرجح فيه مراقبون للتطورات على الأرض استعداد الجيش التركي لمهاجمة الميليشيات الكردية في عفرين التي أحكم الجيش التركي الحصار حولها.
كما جاء هذا التحرك بعد أن جدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تأكيداته، السبت الماضي، على أن بلاده ستقوم بـ«تطهير» عفرين ومنبج في شمال سوريا من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي كما فعلت من قبل مع «داعش» في شمال سوريا.
وأضاف أن تركيا «ستفرض الأمن، حتماً، في المناطق المحاذية لحدودها»، قائلا: «حينما نطهر مدينتي عفرين ومنبج بمحافظة حلب ممن أسماه بـ(الإرهابيين) فإن أصحابهما الحقيقيين سيعودون إلى ديارهم، ومن ثم سنفرض الأمن في جميع المناطق المحاذية لحدودنا، بدءاً من تل أبيض بمحافظة الرقة ورأس العين بمحافظة الحسكة، لأن تلك المناطق تشكل لنا تهديداً».
وتواترت مؤخرا تقارير في وسائل الإعلام التركية تشير إلى عملية عسكرية مرتقبة في عفرين، ستمتد إلى مناطق أخرى، ينتظر أن تنطلق في منتصف يناير (كانون الثاني) الحالي.
وكان الجيش التركي أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي البدء في إنشاء نقاط مراقبة ونشر العشرات من الجنود والمدرعات في الخط الفاصل بين إدلب وعفرين.
ويعمل الجيش التركي على إقامة 12 نقطة مراقبة في المنطقة، أنجز منها حتى الآن ثلاثا فقط فيما يؤكد مراقبون أن الهدف الرئيسي من هذا التحرك هو إفشال خطط الأكراد في تشكيل إقليم حكم ذاتي على الحدود الجنوبية لتركيا يمتد من الحسكة أقصى شمال شرقي سوريا وصولا إلى البحر المتوسط.
وتعهد إردوغان مرارا بأن تركيا لن تسمح بأن يتم تشكيل «ممر إرهاب» على حدودها الجنوبية يصل حتى البحر المتوسط.
في سياق متصل، قال رئيس الهلال الأحمر التركي كرم كنك إن قوات النظام السوري لم تتوقف عن انتهاك خطوط مناطق خفض التصعيد المعلنة في إطار محادثات آستانة حول سوريا في ريف إدلب الجنوبي.
وأشار كنك، في بيان صادر عن الهلال الأحمر التركي، إلى أن آلاف العائلات السورية نزحت من مناطق في الريف الجنوبي لإدلب، نحو الشمال السوري هرباً من قصف النظام.
وفي وقت سابق اليوم، أكد مصطفى حاج يوسف مدير الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في إدلب، لوكالة الأناضول التركية، أن مقاتلات ومروحيات النظام السوري شنت غارات على قرى وبلدات بمحافظة إدلب، مما أسفر عن مقتل 9 مدنيين سوريين، فضلاً عن إصابة عدد كبير.
وأشار رئيس الهلال الأحمر التركي إلى أن حركات النزوح من شأنها أن تزيد الظروف الإنسانية في شمال محافظة إدلب سوءاً.
ولفت إلى أن نحو 5 آلاف عائلة أجبروا على ترك منازلهم في جنوب إدلب واتجهوا نحو الشمال.
وذكر كنك أن الهلال الأحمر التركي ينشئ مخيمات للنازحين الجدد على الرغم من ظروف الشتاء القاسية، مضيفا: «نسعى لإيواء الجميع في المخيمات وعدم تركهم تحت قسوة البرد».
وأشار إلى أن فرق الهلال الأحمر انتهت من إقامة مخيم جديد في الشمال السوري لإيواء النازحين الفارين من الاشتباكات في جنوب محافظة إدلب وأن متطوعي الهلال الأحمر التركي يقدمون سلالاً غذائية للنازحين، إلى جانب الملابس الشتوية والرعاية الصحية كما رفع الهلال الأحمر طاقة إنتاج الخبز في الأفران المنتشرة بالمنطقة وأن الهلال الأحمر يتابع عبر تنسيقية خاصة الأوضاع في سوريا، وسط تأهب لتلبية الاحتياجات الإنسانية عند الضرورة.
وأدت الاشتباكات العنيفة التي تشهدها المنطقة الواقعة بين ريف حماة الشمالي والريف الجنوبي لإدلب وسط سوريا والهجمات الجوية التي تشنها مقاتلات نظام الأسد، إلى نزوح آلاف العائلات إلى المخيمات المتناثرة على الحدود مع تركيا بمحافظة إدلب.
صواريخ «هوك» تركية عند النقطة صفر بين إدلب وعفرين
الهلال الأحمر التركي: النظام يواصل انتهاكاته لمناطق خفض التصعيد
صواريخ «هوك» تركية عند النقطة صفر بين إدلب وعفرين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة