الهند وباكستان تواصلان الاجتماعات الأمنية سراً لتهدئة التوتر

TT

الهند وباكستان تواصلان الاجتماعات الأمنية سراً لتهدئة التوتر

أكد مسؤولون باكستانيون أن مستشاري الأمن القومي الهندي والباكستاني قد التقيا سرا في العاصمة التايلندية بانكوك في 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي للبحث في أساليب تفادي المزيد من التصعيد لحالة التوتر بين الدولتين. وخلال اللقاء، ناقش الطرفان إمكانية تخفيف حدة التوتر على امتداد ما يعرف بخط السيطرة في كشمير. وكان الجيشين الهندي والباكستاني واصلا تبادل إطلاق النار الكثيف على امتداد الخط الحدودي على مدار الأسبوعين الماضيين. وعقد الاجتماع بين مستشاري الأمن القومي الهندي، الجنرال المتقاعد، ناصر خان جنوا، ونظيره الباكستاني أجيت دوفال، فيما يعرف بـ«الساحة المحايدة» في العاصمة التايلندية. وأذيع الخبر أولا من خلال الإعلام الهندي وتلاه تأكيد للخبر من قبل مسؤولين باكستانيين. وكانت المباحثات بين الدولتين قد توقفت عقب اعتداء مومباي الإرهابي عام 2008 الذي أودى بحياة نحو 200 شخص في عملية يقال إن جماعة مسلحة باكستانية قد نفذتها، ومنذ ذلك الحين ازدادت حدة التوتر بين العاصمتين. ففي كلمة ألقاها أمام حشد جماهيري في إسلام آباد في 18 ديسمبر الماضي، حذر الجنرال جنوا من أن «الاستقرار في جنوب آسيا بات في مهب الريح وأن قيام حرب نووية بات غير مستبعد». وأفاد بأن الحاجة باتت ماسة لبذل المزيد من الجهود لعودة الاستقرار إلى جنوب آسيا.
وأفاد مسؤولون باكستانيون بأن الجنرال جنوا أثار خلال اللقاء قضية فتح القوات الهندية للنار على المدنيين بصورة عشوائية في الجانب الباكستاني من «خط السيطرة» الفاصل بين البلدين. وأفاد مسؤولون بأن الجانبين ناقشا كافة وسائل التهدئة وتخفيف حدة التوتر على الخط الذي شهد 820 حالة خرق لقرار وقف إطلاق النار حتى الآن، وفق صحيفة «إكسبريس». فعقب الاعتداء الإرهابي الأخير على «خط السيطرة» الذي أدى إلى مقتل 20 جنديا هنديا على يد مسلحين في سبتمبر (أيلول) 2016 سدت الهند القنوات الدبلوماسية كافة مع باكستان. ورافق ذلك توقف اللقاءات بين رئيسي وزراء البلدين التي كانت تجري عادة على هامش المنتديات الدولية التي يحضرها المسؤولون من البلدين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».