البشير يعلن الطوارئ في ولايتين سودانيتين

TT

البشير يعلن الطوارئ في ولايتين سودانيتين

أعلنت الحكومة السودانية حالة الطوارئ في ولايتي شمال كردفان (وسط)، وكسلا (شرق) لمدة ستة أشهر، من دون توضيح دواعي وضع الولايتين تحت الأحكام العرفية.
وأصدر الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، مرسوماً أعلن بموجبه حالة الطوارئ في الولايتين. وكان مستشار رئيس البرلمان السوداني عبد الماجد هارون ذكر وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية «سونا» أن الإعلان سيودع لدى البرلمان اليوم. ووفقاً لهارون، فإن البرلمان سيشكل لجنة طارئة لدراسة المرسوم الجمهوري، وأوامر الطوارئ الملحقة، ويعد تقريراً للبرلمان لإجازة القرار أو تعليقه.
وتحد ولاية كسلا من جهة الشرق دولة إريتريا، فيما تتوسط ولاية شمال كردفان البلاد. ويرجح أن يكون سبب القرار مواصلة حملة جمع السلاح التي أعلنتها الخرطوم منذ أغسطس (آب) الماضي.
وبإعلان حالة الطوارئ، يتم تعليق الدستور، ويُعمل بالأحكام العرفية في المناطق المحددة. ويتوقع أن يقر البرلمان المرسوم الجمهوري الذي سرى مفعوله بمجرد إعلانه. ويعطي الدستور السوداني المؤقت رئيس الجمهورية سلطة إعلان حالة الطوارئ جزئياً أو كلياً في البلاد، على أن يعرض المرسوم على البرلمان في حدود أسبوعين لإجازته أو رفضه.
وتخضع لحالة الطوارئ 7 ولايات من أصل 18 في السودان، وهي ولايات دارفور الخمس التي تشهد حرباً بين القوات الحكومية ومتمردين منذ 2003، وولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق اللتان تشهدان حرباً بين القوات الحكومية ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» منذ 2011.
وبإعلان الطوارئ في شمال كردفان وكسلا، يكون نصف السودان، محكوماً بقانون الطوارئ والأحكام العرفية. وتأثرت ولاية شمال كردفان المجاورة لدارفور وجنوب كردفان، بالعمليات الحربية الدائرة في المنطقتين، فيما تشهد حدود كسلا نشاطات للمعارضتين الإريترية والإثيوبية.
وأدت الحروب بين الحركات المسلحة والحكومة إلى انتشار كثيف للأسلحة بين المواطنين. ولجمعها أعلنت الحكومة في 6 أغسطس الماضي عن حملة بدأت بالجمع الطوعي، وتطورت لمرحلة جمع السلاح قسراً. ولا توجد تقديرات رسمية لأعدد الأسلحة المنتشرة بأيدي المواطنين ورجال القبائل والحركات المسلحة والميليشيات. بيد أن التقديرات غير الرسمية تشير إلى مئات الآلاف من قطع السلاح التي تتراوح بين متوسطة وخفيفة. وحاولت مجموعات قبلية مسلحة وميليشيات، مقاومة قرار نزع السلاح، واصطدمت بالقوات الحكومية، ما أدى إلى اعتقال الزعيم القبلي المتهم بتكوين ميليشيا «الجنجويد» سيئة الصيت، موسى هلال، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وتتهم الحكومة ميليشيات بإدخال الأسلحة إلى معسكرات النازحين، فيما ترى ميليشيات أن العملية لا تساوي بين حملة السلاح، وتغض الطرف خصوصاً عن المجموعات القبلية المسلحة التي كانت تدعم القوات الحكومية أثناء المعارك مع الحركات المسلحة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.