الإرهاب يضرب مصر مجدداً قبل يوم من احتفالات رأس السنة

قتلى وجرحى في هجوم على كنيسة... والسيسي يتحدث عن «محاولات يائسة لن تنال من وحدتنا» > إدانات خليجية وعربية وإسلامية

الإرهاب يضرب مصر مجدداً قبل يوم من احتفالات رأس السنة
TT

الإرهاب يضرب مصر مجدداً قبل يوم من احتفالات رأس السنة

الإرهاب يضرب مصر مجدداً قبل يوم من احتفالات رأس السنة

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، أن «المحاولات الإرهابية اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة؛ بل ستزيدهم إصراراً على مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الإرهاب والتطرف».
جاء ذلك في بيان للرئاسة بعد إحباط هجوم إرهابي استهدف كنيسة مارمينا في ضاحية حلوان (جنوب القاهرة)، مخلفاً 13 قتيلاً وجريحاً، قبل يوم من احتفالات أعياد رأس السنة التي تسبق «عيد الميلاد»، الأسبوع المقبل.
وأعربت دول خليجية وعربية ومنظمات إسلامية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مارمينا في حلوان، مقدمين التعازي إلى القيادة المصرية وعائلات الضحايا. وأدانت السعودية والكويت، والإمارات، والبحرين، والأردن، ومنظمة التعاون الإسلامي الحادث، معبرة عن تضامنها الكامل مع مصر والوقوف إلى جانبها في مواجهة خطر الإرهاب وعصاباته.
وضرب الإرهاب مجدداً مصر، وبدا أن الهجوم كان يستهدف إسقاط عدد كبير من الأقباط، حيث عثر مع الإرهابي القتيل على عبوة متفجرة، كما أبطل خبراء المفرقعات مفعول عبوتين ناسفتين بجوار الكنيسة.
وقالت الرئاسة المصرية أمس: إن «الرئيس السيسي يتابع عن كثب تفاصيل وتداعيات الهجوم الإرهابي». وأضافت: إن «الرئيس قدم تعازيه لأسر ضحايا الهجوم الإرهابي الخسيس الذي استهداف أحد الأماكن المقدسة في الأيام التي يحتفل بها أبناء الوطن من المسيحيين بأعياد الميلاد المجيد... كما قدم خالص الأمنيات للمصابين بالشفاء العاجل».
وأوضحت الرئاسة أن «الرئيس السيسي وجه كافة الأجهزة المعنية بالدولة لاتخاذ ما يلزم لتقديم الرعاية المطلوبة لأسر الضحايا والمصابين، واستمرار تكثيف أعمال التأمين للمنشآت الحيوية بالدولة». وأشادت الرئاسة بالروح البطولية والتضحيات الغالية التي قدمها رجال الأمن خلال تصديهم للهجوم الإرهابي الآثم، ونجاحهم في إحباط محاولات الإرهابيين لتفجير الكنيسة، والتي تعكس مرة أخرى التضحيات الكبيرة التي يبذلها أبناء الوطن في سبيل الحفاظ على أمن مصر واستقرارها في مواجهة يد الإرهاب الغاشمة.
وشهدت البلاد أمس، استنفاراً أمنياً، وانتشرت قوات الجيش على نحو لافت في المدن الرئيسية بعدد من المحافظات خاصة حول الكنائس. في حين تم التنسيق بين التشكيلات التعبوية ومديريات الأمن والأجهزة التنفيذية للاحتفاظ بقوات إضافية مدعومة بعناصر تخصصية وفنية جاهزة للتدخل السريع لمواجهة كافة المواقف الطارئة التي يحتمل حدوثها، وتوفير الأمن والأمان للمواطنين خلال مظاهر الاحتفال بالعام الجديد.
وقال مسؤول مركز الإعلام الأمني في وزارة الداخلية: إن «الأجهزة الأمنية المعينة لتأمين كنيسة مارمينا تصدت لمجهول يستقل دراجة بخارية حال محاولته اجتياز النطاق الأمني الخارجي للكنيسة، حيث قامت القوات بالتعامل الفوري معه ونجحت في إلقاء القبض عليه عقب إصابته، وضبط معه سلاح آلي و5 خزائن ذخيرة وعبوة متفجرة قبل قيامه بمحاولة إلقائها على الكنيسة، أسفر ذلك عن مقتل أمين شرطة و6 مواطنين، وإصابة 4 آخرين من بينهم أمين شرطة. لافتاً إلى أن الإرهابي كان قد أطلق عدداً من الأعيرة النارية تجاه أحد المحال التجارية بمنطقة مساكن أطلس قبل إقدامه على ارتكاب الواقعة؛ مما أسفر عن مقتل مواطنين كانا داخل المحل.
وأضافت الداخلية في بيان لها أمس، تشير المعلومات إلى أن الإرهابي المشار إليه كان يستهدف اختراق النطاق الأمني من خلال إطلاق أعيرة نارية، ثم تفجير العبوة الناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الوفيات والمصابين؛ إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حال دون ذلك. موضحة أن الإرهابي المشار إليه من أبرز العناصر الإرهابية النشطة، وسبق له القيام بالعديد من الحوادث الإرهابية، التي أسفرت عن مقتل عدد من رجال الشرطة والمواطنين.
وفور الحادث أصدر النائب العام، المستشار نبيل أحمد صادق، تكليفاته لنيابة أمن الدولة العليا بمباشرة التحقيقات، بالانتقال إلى مسرح الحادث على الفور لإجراء المعاينات اللازمة وسؤال شهود الواقعة؛ وذلك لبيان كيفية وقوع الحادث... كما انتقل فريق آخر إلى المستشفيات التي يرقد بها المصابون.
وأمرت نيابة أمن الدولة العليا بندب أطباء مصلحة الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على القتلى، وإعداد التقارير الطبية اللازمة في شأن أسباب الإصابات التي أودت بحياتهم، وتكليف خبراء مصلحة الأدلة الجنائية بإجراء المعاينة الفنية ورفع آثار الحادث وإعداد التقارير الفنية اللازمة في شأن كيفية تنفيذ الهجوم الإرهابي.
ولم يعلن أي تنظيم إرهابي تبنيه الهجوم، لكن سبق أن تبنى «داعش» تفجير كنيسة ملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة في ديسمبر (كانون الأول) عام 2016 أوقع 28 قتيلاً. أعقبه نشر فيديو هدد فيه باستهداف المسيحيين المصريين... كما تبني التنظيم هجومين استهدفا كنيسة مارجرجس في مدينة طنطا الواقعة في دلتا النيل، والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، وأسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصاً، وإصابة 112 بجروح في هجومين.
وذكرت الكنيسة المصرية في بيان لها، أنه قتل في الهجوم 7 أقباط من إجمالي القتلى، ونعت الضحايا، مؤكدة وقوف الكنيسة بجانب الدولة المصرية في حربها ضد الإرهاب.
وأدان الأزهر الهجوم، مشدداً على أن تكرار تلك الهجمات الإرهابية النكراء التي تستهدف الأقباط في أيام الأعياد أصبح مفضوح الأهداف، وأنها تستهدف الوطن ووحدته، أكثر ما تستهدف أتباع هذا الدين أو ذلك؛ لذا فإن الرد الموجع عليها يكون بإفشال أهدافها، والتمسك أكثر بروح الحب والمودة التي تجمع المسلمين والمسيحيين.
ودعا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أبناء الشعب المصري كافة إلى التصدي لهذا المخطط الخبيث، وجعل هذه الأيام الطيبة، فرصة للتأكيد على ذلك، من خلال مشاركة المسلمين إخوتهم الأقباط في الاحتفال بذكرى ميلاد المسيح عليه السلام.
وأعرب شيخ الأزهر عن خالص تعازيه للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريك الكرازة المرقسية، والكنيسة المصرية، وللشعب المصري، ولأسر الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.
في السياق ذاته، قدمت دار الإفتاء التعازي للمسيحيين والمصريين جميعاً، وأكد مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، في بيان له أن من يعتدي على الكنائس ويروّع الآمنين فيها هو خصيم للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم. مشدداً على أن ما قامت به جماعات التطرف والإرهاب حرام شرعاً ومخالف للمقاصد العليا للشريعة التي دعت إلى حفظ الأنفس، وجعلت حرمة الدماء أشد من حرمة الكعبة المشرفة.
في غضون ذلك، أكد وزير الثقافة، الكاتب الصحافي حلمي النمنم، أن حادث الكنيسة يعكس مدى يقظة رجال قوات الأمن في التعامل مع تلك العملية الإرهابية، ومنع هؤلاء من دخول الكنيسة وإحداث إصابات كبيرة بين المواطنين.
وقال النائب أشرف رشاد عثمان، عضو مجلس النواب (البرلمان): إن يقظة رجال الشرطة الأبطال ساهمت بشكل كبير في إحباط العملية الإرهابية، وذلك من خلال سرعة رد الفعل والتعامل الفوري مع الإرهابي، مؤكداً أن هذه العلميات الإرهابية لن تستطيع ضرب الوحدة الوطنية، وأن الشعب المصري في رباط ليوم الدين، وأننا في طريقنا للقضاء على الإرهاب، وأن محاولة ضرب المساجد في سيناء والكنائس في القاهرة يؤكد أن الإرهاب يحتضر ولم يعد يستطيع مواجهة قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».