أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية اللواء ركن طاهر العقيلي، قُرب تحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين، مشيراً إلى وجود عوامل تحكم ذلك، منها التعامل بدقة لخفض فاتورة الحرب والحفاظ على أرواح المدنيين في جميع الجبهات.
وأضاف العقيلي في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن الجيش يحقق مكاسب كبيرة، ونجح في قتل عدد من قيادات الحوثيين ممن تعلموا في إيران، وسوريا، ولبنان، مشدداً على أنهم أكثر خطراً من الإيرانيين.
وفيما يتعلق بتحرير الحديدة، قال العقيلي: «سيكون هناك قرار مشترك محلي وإقليمي ودولي حول الحديدة، وسيكون هناك تحرك باتجاه المدينة في الوقت المناسب».
ولفت إلى أن قوات التحالف تلعب دوراً مهما ومحورياً في كل الاتجاهات، وقدمت كل الإمكانيات الممكنة لخدمة وتطوير الجيش، ومن نتائج الدعم والتدريب ما يتحقق على الأرض، مضيفاً أن السعودية والإمارات تشاركان جنباً إلى جنب مع الجيش اليمني في المواقع الأمامية للدفاع عن حقوق الشعب اليمني.
وأشار إلى أن الجيش يعمل على إعداد ألوية جديدة من المدنيين، وآخرين من الجيش السابق، لتؤدي مهام وطنية سيعلن عنها في الفترة المقبلة، موضحاً أن الجيش يسير وفق خطة واستراتيجية نرى نتائجها الآن على الأرض من انتصارات في مختلف الجبهات.
وتطرق إلى أن دولاً في الاتحاد الأوروبي، ومن شرق أوروبا، وجنوب شرقي آسيا أبدت رغبة في تقديم الدعم اللوجيستي للجيش، كما أن هناك تعاوناً مع أستراليا في الجانب البحري «خفر السواحل».
وفيما يلي نص الحوار:
> في البداية لو تحدثنا عن تطوير القوات المسلحة اليمنية؟
العمل في رئاسة الأركان عمل متوازٍ ومتزامن «بناء، وجهاد»، البناء للعمل المؤسسي لكل دائرة وفقاً للوائح والقوانين الداخلية للقوات المسلحة اليمنية، يصاحب ذلك التنفيذ والتخطيط، خصوصاً أن الجيش الوطني بني من الصفر، كما أن الجيش بالتزامن مع التخطيط المؤسساتي يقوم بعمليات التدريب في الجبهات.
> هل هذه الأعمال كفيلة بإعادة الجيش كما كان في وقت سابق؟
أؤكد لك أن كل المساعي والأعمال التي تنفذ حالياً تسير في اتجاه عودة الجيش إلى المستوى المطلوب الذي يمكّنه من الدفاع عن البلاد، ولكن وفق رؤية واضحة ليست كما كانت في إطار ضيق، ولن يكون الولاء لأفراد بقدر ما يبنى الجيش الحالي ليكون درعاً للوطن وللأمة العربية والإسلامية، وسنعمل جاهدين على حلحلة السلطة القبلية على الجيش من خلال التأسيس الصحيح للجيش بدءاً من الولاء الوطني للمنتسبين إليه، ومطابقة الشروط التي تؤهل الشخص لأن يكون جندياً في الجيش.
> إعادة التكوين من الصفر تحتاج إلى كثير من العوامل فهل واجهتهم صعوبات؟
ما لا شك فيه أن هناك صعوبات تواجه أي عملية بناء، فكيف بإعادة تكوين جيش، ومن هذه الصعوبات تهيئة البنية التحتية للجيش، التي تتمثل في كثير من النقاط من أبرزها إيجاد معسكرات التدريب وتجهيزها من الصفر، وتطوير ورفع الإمكانيات، وعدد من المعوقات التي تتعامل معها الحكومة وقيادة الجيش بعزيمة كبيرة لتهيئة كل الظروف التي تمكن الجيش من العودة.
> ما دور قوات التحالف في إعادة هيكلة الجيش؟
قوات التحالف العربي تلعب دوراً مهما ومحورياً وفي كل الاتجاهات، سواء كان العطاء المادي، أو الاستشارات التي تقدم من قيادات التحالف للجيش اليمني، ولا بد أن ندرك أن إخواننا في السعودية، والإمارات لم يكتفوا بتقديم هذا الجوانب فقط، وإنما يشاركون جنباً إلى جنب مع الجيش اليمني في المواقع الأمامية للدفاع عن حقوق الشعب اليمني.
وقدم التحالف كل الإمكانيات الممكنة، وسخّر جميع الأدوات لخدمة وتطوير الجيش، ومن نتائج هذا الدعم والتدريب، سواء من الأشقاء أو الجهود المحلية اليمنية ما يتحقق على الأرض.
> هل هناك دول أبدت رغبتها في دعم الجيش؟
نتعامل مع أي دولة شقيقة أو صديقة حسب البرتوكولات الدولية لأن اليمن جزء من العالم، ودول التحالف العربي لها المكانة والأولوية لما قدمته من دعم، وفي الجانب الآخر لدى الحكومة اليمنية ملحقون عسكريون في كثير من دول العالم، وهذا له انعكاس على إيجاد تعاون ودعم للجيش، ومن ذلك أن هناك دولاً في الاتحاد الأوروبي، ومن شرق أوروبا، وجنوب شرقي آسيا أبدت رغبة في تقديم الدعم اللوجيستي للجيش، كما أن هناك تعاوناً مع أستراليا في الجانب البحري (خفر السواحل)، وخلال المرحلة المقبلة ستكون هناك كثير من الاتفاقيات التي تخدم الجيش اليمني.
> مع وجود هذا الدعم وما تحقق، ماذا ينقص لإكمال تحرير باقي الأراضي اليمنية؟
قريباً، ولا يوجد أي نقص، ما يحكمنا هو الوقت والتعامل معه بدقة لخفض فاتورة الحرب وحفاظاً على أرواح المدنيين في جميع الجبهات، وأن تفيق الحاضنة الشعبية للميليشيات الحوثية أو ما يعرف بـ«أنصار الله» مما هم فيه من غفلة، وأن يدركوا أن هذه الميليشيات هي عدو لكل أبناء اليمن بمختلف شرائحه.
> إذن ما التحرك العسكري في هذا الجانب؟
لا بد أن يعلم الجميع أنه من الصعب الإفصاح عن كل شيء، والجيش يعتمد على ما يفعل وليس ما يقول، وهنا أشير إلى أن الجيش سيعمد لفتح جبهات جديدة، مستخدماً التكتيك المعتاد والتقليدي في مثل هذه المواجهات، والقيام بأعمال هجومية مباشرة، ولا يخفى أن الانتصارات التي تحققت في كثير من الجبهات سيكون لها مردود كبير في رفع معنويات الجيش الوطني، يقابله حالة إرباك وانخفاض معنويات العدو، وهذا يتعامل معه الجيش بكل اقتدار.
> هل هناك نية لإنشاء ألوية جديدة؟
الجيش يعمل على إعداد ألوية جديدة من المدنيين، وآخرين من الجيش السابق، الذين تبين لهم ما تقوم به الميليشيات، وهذه الألوية ستقوم بمهام وطنية سيُعلن عنها في الفترة المقبلة بعد إكمال التفاصيل كافة.
> ماذا عن إنشاء قوة للمهمات الخاصة في الجيش؟
أي عمل يخدم الجيش الوطني ويسهم في عملية تحرير اليمن من الميليشيات، سنقوم بإجرائه وفق الوسائل المتاحة، وهناك قوة جرى تجهيزها وهي في مرحلة التدريب، وسيكون لها دور في المرحلة المقبلة.
> ما هي خطة وآلية تحرير الحديدة؟
الخطط لتحرير الحديدة مرتبطة داخلياً ودولياً، إذ تعذرت منظمات بوجود الميناء ومعاناة المواطنين من نقص المواد الضرورية، وسيكون هناك قرار مشترك محلي وإقليمي ودولي حول الحديدة، وسيكون هناك تحرك باتجاه المدينة في الوقت المناسب لخلق موازنة حول أهمية التحرك باتجاه صنعاء أو نحو الحديدة.
> مع تقدم الجيش تظهر أصوات المنظمات الدولية للرجوع لطاولة الحوار لماذا برأيك؟
طبيعي جداً أن يحدث ذلك، فالمشروع الإيراني مسيطر على عدد من الدول العربية علمياً ومادياً، ودرجوا في داخل المنظمات الدولية، واستغلوا صدق هذه المنظمات في التعاطي مع الأمور، كما يقومون بتأليب الرأي العام باستخدام هذه المنظمات في تغيير مجريات الأحداث، ولكن الأيام أثبتت للمنظمات الدولية كذب الإيرانيين الذين يستخدمون التقية وفق عقيدتهم، التي أساسها الخداع والنفاق.
> الأحداث في صنعاء متسارعة بعد مقتل الرئيس السابق، فكيف يمكنكم الاستفادة من ذلك؟
الجيش يقوم بعمليات كبيرة، وهناك مفاجآت عسكرية يصعب طرحها الآن أو الإفصاح عن بعض تفاصيلها، وبالتأكيد سيعمل الجيش بالتنسيق مع قوات التحالف العربي على الاستفادة من كل الأحداث التي تجري على الأرض في صنعاء لصالح الجيش الذي يعمل خلال هذه الفترة لمرحلة كبيرة، وهناك تعزيزات تصل للجبهات على تخوم صنعاء، وكل المعطيات وما يرد من الجبهات كافة، ومنها «نهم» طيبة وتسير في صالح الحكومة الشرعية.
> الجيش نجح في استقطاب قيادات ومشايخ من صنعاء كيف جرى ذلك؟
الجيش يحتضن كل أبناء اليمن من الشرائح كافة، العلماء، والقبائل، والمسؤولين، وبالتالي ليس غريباً انضمامهم للجيش لتحرير ما تبقى من مدن، ونعوّل على انضمامهم في أن تكون النتائج متميزة، ونجح الجيش في كسب شرائح كبيرة من داخل صنعاء وشخصيات بارزة، وهناك منهم شخصيات موجودة في مواقعهم وسيقومون بالثورة المطلوبة ضد الميليشيات الحوثية، وستقدم القيادات العسكرية التي انضمت ما تبرع فيه كل حسب تخصصه، والحكومة الشرعية كانت فتحت المجال منذ وقت مبكر لكل من يريد أن ينضم إليها، ومع تفجر المواجهات الأخيرة بين طرفي الانقلاب في صنعاء، سنعمل على توسيع عملية الترحيب والاستقطاب لجميع الراغبين في الانضمام في أي موقع كان، فالوطن والجيش يتسع للجميع.
> ماذا عن الخبراء الإيرانيين في اليمن، هل يجري رصدهم؟
الإيرانيون دخلوا البلاد تحت مظلات متعددة، منها الصحة، والتجارة، والأعمال الإنسانية، وهم كما يعلم الجميع لهم أجندتهم الخاصة، ولكن الأخطر من وجود هؤلاء أن مجموعة من اليمنيين غادروا إلى إيران وتعلموا فيها لفترات طويلة وأصبحوا إيرانيين أكثر من الإيرانيين أنفسهم، وعادوا للبلاد ليقوموا بدور ويعتقد كل منهم أنه «آية» لكثرة التبجيل والهالة التي حوله، ومعلوم ماذا يعني هذا اللقب، وهذه القيادات يجري رصدها، وتم قتل العديد منهم خصوصاً ممن درس وتعلم في إيران، وسوريا، ولبنان، وسيعمل الجيش على ملاحقة ما تبقى منهم.
رئيس الأركان اليمني لـ {الشرق الأوسط}: دول أوروبية عرضت دعمنا لوجيستياً
تحدث عن مساعٍ لحلحلة السلطة القبلية على الجيش عبر «التأسيس الصحيح»
رئيس الأركان اليمني لـ {الشرق الأوسط}: دول أوروبية عرضت دعمنا لوجيستياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة