إجراءات أمنية مكثفة في مصر لتأمين احتفالات رأس السنة

مقتل 3 إرهابيين وضابطين في اشتباكات بالعريش... والسجن المشدد لـ15 {إخوانياً}

إجراءات أمنية مكثفة أمام مدخل كنيسة سانت جوزيف بوسط القاهرة أمس (رويترز)
إجراءات أمنية مكثفة أمام مدخل كنيسة سانت جوزيف بوسط القاهرة أمس (رويترز)
TT

إجراءات أمنية مكثفة في مصر لتأمين احتفالات رأس السنة

إجراءات أمنية مكثفة أمام مدخل كنيسة سانت جوزيف بوسط القاهرة أمس (رويترز)
إجراءات أمنية مكثفة أمام مدخل كنيسة سانت جوزيف بوسط القاهرة أمس (رويترز)

قالت مصادر أمنية مصرية وشهود عيان، إن «قوات الأمن بمدينة العريش بشمال سيناء تمكنت أمس من قتل 3 عناصر إرهابية، بينما قتل ضابطين و5 جنود». وذكرت المصادر أن «عناصر إرهابية استهدفت مدرعة للشرطة أمام أحد البنوك بالعريش بقذيفة «آر بي جي»، وأنه عقب التفجير اشتبكت قوات الأمن مع العناصر الإرهابية وتمكنت من قتل 3 منهم، وأعلنت القوات حالة الاستنفار الأمني بالعريش عقب الحادث. ويخوض الجيش المصري حرباً شرسة منذ سنوات للقضاء على متشددين موالين لتنظيم داعش وينشطون في شمال سيناء على الحدود مع قطاع غزة.
في حين، شددت مصر من إجراءاتها الأمنية في البلاد لتأمين احتفالات رأس السنة، وأعلنت وزارة الداخلية أمس، جاهزيتها لأي سيناريوهات محتملة، مع التأكيد على التعامل بحسم وقوة مع أي محاولات للخروج على القانون، أو تعكير صفو المصريين بالاحتفالات.
وانتشرت أمس، قوات العمليات الخاصة في عدد من المحافظات للمشاركة في عمليات تأمين الاحتفالات. ووجه اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية برفع الحالة الأمنية خلال فترة الأعياد للدرجة القصوى، مشدداً على ضرورة الوجود الأمني في الشوارع والميادين لتأمين أماكن الاحتفالات والمنشآت الحيوية، ونشر الدوريات الأمنية على كل الطرق والمحاور، وتعزيز قوات الحماية المدنية ونشر الخدمات المرورية لتسيير الحركة والتعامل مع المواقف الطارئة، ونشر الخدمات على الطرق السريعة للحد من السرعات، وذلك حفاظا على أرواح المواطنين في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها البلاد.
وأكد وزير الداخلية أهمية تكثيف الوجود الأمني بمحيط دور العبادة المسيحية، وتمشيط محيط كل الكنائس بشكل متواصل، مشدداً على ضرورة الوجود الميداني لكل المستويات الإشرافية والقيادية، لمتابعة سير الأداء الأمني، وتنفيذ الخطط الأمنية لضمان عدم حدوث أي شيء من شأنه تعكير صفو الاحتفالات. في السياق نفسه، قال اللواء صلاح الشاهد، مساعد وزير الداخلية للأمن المركزي، نحن في حالة استنفار أمنى مستمر دفاعاً عن المواطن والمنشآت، وهدفنا حماية العرض والشرف وصون مقدرات هذا الوطن وشعبه العظيم. مضيفاً: «نؤدي واجبنا، ومؤمنون برسالتنا، ولدينا ثقة في رجال الداخلية والأمن المركزي أن يكونوا على أتم استعداد بالتضحية من خلال ما قدمناه وما سنقدمه لشعبنا الكريم». موضحاً: «مهما يحدث سنقضي على جذور الإرهاب، وسنؤمن بلدنا وشعبنا وأهلنا، وكلنا جاهزية تامة لذلك ونتدرب على جميع السيناريوهات المحتملة».
وأجرى وزير الداخلية، أمس، حركة تغييرات محدودة لمواجهة الإرهاب شملت تعيين قيادات جديدة ببعض المواقع في البلاد.
ومنذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي لجماعة «الإخوان» التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه، كثف المتشددون هجماتهم على عناصر الجيش والشرطة والمدنيين في مصر. وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرارا جمهوريا بإعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة 3 أشهر جديدة ابتداء من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
من ناحية أخرى، قضت محكمة جنايات المنيا (بصعيد مصر) بمعاقبة 15 متهما من عناصر جماعة الإخوان حضوريا وغيابيا بالسجن المشدد 10 سنوات لكل منهم، في قضية تظاهر ببندر المنيا، والتعدي على قوات الأمن، والتحريض على العنف وإثارة الشغب، والدعوة إلى التظاهر ديسمبر (كانون الأول) 2013، ووجهت النيابة العامة للمتهمين، تهم الانتماء إلى جماعة إرهابية أسست على خلاف أحكام القانون، والتحريض على التظاهر، وإصابة عدد من قوات الأمن بمدينة المنيا، عقب أحداث فض اعتصامي «رابعة والنهضة» لجماعة «الإخوان» عقب عزلهم عن السلطة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.