السويحلي يجدد «لاءاته» ضد حفتر

منظمة الصحة العالمية تقدم إمدادات طبية لبنغازي

TT

السويحلي يجدد «لاءاته» ضد حفتر

جدد عبد الرحمن السويحلي رئيس المجلس الأعلى للدولة، في العاصمة الليبية طرابلس أمس، لاءاته ضد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، وطالب في كلمة ألقاها لدى انعقاد مجلسه، أطراف الاتفاق السياسي وفي مقدمتهم مجلس النواب الموجود بمدينة طبرق في أقصى الشرق، بالالتزام الواضح ببنود الاتفاق لإنهاء المراحل الانتقالية، مؤكداً عدم شرعية أي عملية سياسية خارج إطار هذا الاتفاق السياسي.
وطبقا لبيان المجلس، فقد حذر من «أنّ أي محاولة لتجاوز الاتفاق أو الخروج عنه ستكون عبثاً غير مسؤول ومصيره الفشل»، مُؤكداً أنّ ما وصفه بـ«التصرفات غير المسؤولة، وأسلوب المُماطلة من قبل بعض الأطراف سيؤدي إلى إرباك العملية السياسية وإطالة أمد الأزمة وتعطيل الوصول إلى مرحلة الانتخابات العامة وتجسيد التداول السلمي على السلطة».
وبعدما اعتبر أنّ «الانتخابات هي الهدف الأخير للاتفاق السياسي بعد إقرار الدستور الدائم للبلاد»، أشاد بما أسماه بالدور الرئيسي الفاعل لمجلس الدولة في الدفع نحو إبرام اتفاق المصالحة بين مدينتي مصراتة وتاورغاء، الذي يقضي بجبر ضرر المدينتين والعودة الآمنة لنازحي تاورغاء.
وبعدما رأى أن «البدء في تنفيذ الاتفاق قد طال أكثر مما ينبغي»، حث كل الأطراف والجهات المعنية على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا الاتفاق وتسهيل عودة نازحي تاورغاء في أسرع وقت ممكن، قبل أن يحمل السلطة التنفيذية المسؤولية الكاملة عن تأخير تنفيذ اتفاق المصالحة وعودة هؤلاء النازحين.
كما جدد السويحلي دعوته بضرورة عودة مُهجري مدينة بنغازي إلى ديارهم آمنين، بعد أن طالت مُعاناتهم خلال الثلاث سنوات الماضية، مؤكداً أن الاتفاق السياسي يُلزم كل الأطراف وفي مقدمتها السلطة التنفيذية بالعمل على عودة جميع النازحين والمُهجرين إلى مدنهم.
وكان فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني قد حدد الأول من شهر فبراير (شباط) المقبل، موعداً لبدء عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم، التي هجروا منها منذ عام 2011.
وهجر سكان تاورغاء إلى مدينتي طرابلس وبنغازي، في مخيمات من بيوت الصفيح وفي ظروف مأساوية منذ عام 2011 وظلت قضيتهم تشغل الرأي العام المحلي والدولي.
من جهة أخرى، قالت منظمة الصحة العالمية، إن 60 ألف شخص في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، سيستفيدون من إمدادات طبية قدمتها المنظمة مؤخراً بتمويل من قبل الاتحاد الأوروبي للحماية المدنية والمساعدة الإنسانية (إيكو).
وأوضحت المنظمة في بيان لها أمس، أنه وفي سياق استجابتها المستمرة للحالة الصحية في ليبيا، قدمت 60 مجموعة دوائية صحية أساسية مشتركة بين الوكالات و6 ملاحق تكميلية، و9 مجموعات دوائية لعلاج الإصابات المتوسطة والخطيرة إلى مستشفى الجلاء في بنغازي، مشيرة إلى أن هذه الإمدادات الدوائية الأساسية والتكميلية تكفي لمعالجة أكثر من 60 ألف نسمة من السكان لمدة ثلاثة 3 أشهر، كما تكفي لعلاج أكثر من 900 من الإصابات المتوسطة والخطيرة.
ولفتت إلى أن مثل هذه الإمدادات مطلوبة بشكل خاص نتيجة لنقص الإمدادات الطبية الأساسية الذي تعاني منه مستشفيات بنغازي، موضحة أن خدمات الرعاية الصحية قد تأثرت نظرا للأوضاع في بنغازي، حيث «لا تعمل المستشفيات بكامل طاقتها، وهي تواجه نقصاً في العاملين الصحيين واللوازم الطبية الأساسية بما في ذلك الأدوية والمعدات».
وطبقاً للبيان فقد رحب الدكتور سيد جعفر حسين، ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا ورئيس بعثتها، بالدعم المتواصل من مكتب الاتحاد الأوروبي للحماية المدنية والمساعدة الإنسانية (إيكو) الذي يجعل من الاستجابة للاحتياجات العاجلة للسكان الذين لا يعانون من نقص الخدمات كافية في ليبيا أمراً ممكناً.
إلى ذلك، ألغت ليبيا أمس، عملية رسو ناقلة نفط كان من المقرر تحميلها بمليون برميل من النفط في ميناء السدرة النفطي، بسبب انفجار وقع أول من أمس في خط أنابيب يصل إلى الميناء. وكان من المتوقع تحميل الناقلة بالشحنة لحساب شركة يونيبك، لكن مصدرا بالشحن البحري قال لوكالة «رويترز» إن الناقلة كانت سترسو في الميناء صباح اليوم.
وذكرت مصادر عسكرية ونفطية أن مسلحين فجروا خط أنابيب للنفط الخام في ليبيا يصل إلى ميناء السدرة وهو ما تسبب في خفض إنتاج البلاد من الخام بما يصل إلى 100 ألف برميل يوميا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.