اتهام للحوثيين بنهب أموال اليمنيين وتجميد 1200 حساب بنكي

نقطة تفتيش حوثية وسط العاصمة اليمنية (إ.ب.أ)
نقطة تفتيش حوثية وسط العاصمة اليمنية (إ.ب.أ)
TT

اتهام للحوثيين بنهب أموال اليمنيين وتجميد 1200 حساب بنكي

نقطة تفتيش حوثية وسط العاصمة اليمنية (إ.ب.أ)
نقطة تفتيش حوثية وسط العاصمة اليمنية (إ.ب.أ)

واصل الحوثيون نهب أموال اليمنيين، وذلك عندما أصدر وديع السادة، رئيس وحدة المعلومات المالية في حكومة الانقلابيين، تعميما سريا إلى البنوك كافة الواقعة تحت سلطتهم، يقضي بالتحفظ على أموال 1223 حساباً بنكياً، لشخصيات مسؤولة في الحكومة الشرعية.
وتضمّن التعميم (تحتفظ «الشرق الأوسط» بنسخة منه)، التحفظ على حسابات بنكية لشخصيات يمنية رافضة لسياسة الانقلاب وغير موالية له، ومطالبة البنوك الواقعة تحت سلطتهم بإجراء الحجز التحفظي على هذه الحسابات المبينة في القائمة التي رتب فيها الأسماء حسب الحروف الأبجدية تصدرتها ابتهاج عبد الله الكمال وزيرة الشؤون الاجتماعية في الحكومة الشرعية.
ووصف مصطفى نصر، رئيس مركز أبعاد للدراسات والإعلام الاقتصادي، الإجراء الذي قامت به حكومة الانقلابيين بـ«غير الشرعي»، الذي فيه اعتداء واضح على الحقوق الخاصة لمن وردت أسماؤهم، مشيرا إلى أن القرار ليس له تأثير قانوني في حال أصدرت المحكمة العليا إلغاءه، وأصدر البنك المركزي قرارا بعدم اعتماد هذا التوجيه كونه غير صادر عن البنك المركزي في عدن، وهو البنك الذي تم نقله بتوافق دولي مؤخراً.
وقال نصر لـ«الشرق الأوسط»: «على البنوك ألا تلتزم بتوجيهات الانقلابيين، فهناك محافظ للبنك المركزي يعترف به العالم وهو المعني بإدارة البنوك، ويفترض أن يوجه النائب العام ورئيس المحكمة العليا في الحكومة الشرعية ومحافظ البنك المركزي بشكل عاجل بإلغاء هذا التوجيه، وبعدم الاستجابة لمثل هذه التوجيهات التي لا معنى لها كونها صادرة عن سلطة غير شرعية».
وطالب بمحاسبة كل من يقف خلف هذه الإجراءات التي تسعى لمصادرة حقوق الناس الخاصة وتجميد حساباتهم البنكية والاستيلاء على أموالهم من دون وجه حق، مشددا على أهمية التحقيق معهم بصورة رسمية ومعاقبتهم على الاعتداء على ملكية خاصة بالاستناد إلى إجراءات غير قانونية.
إلى ذلك، أكد أحد الشخصيات المسؤولة في الحكومة الشرعية التي ورد اسمها في الكشوفات غمدان الشريف، مدير المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء اليمني، أن التعميم القاضي بالتحفظ على أموال رجال الدولة والمسؤولين فاقد للنصوص القانونية والدستورية ولا يترتب عليه أي أثر قانوني.
وأضاف لـ«الشرق لأوسط» أن كل ما قامت به الميليشيات بعد 21 سبتمبر (أيلول) 2014 لاغٍ، وأن كل من تساهل وتآمر وقتل ونهب مع الميليشيات الحوثية سيقدم إلى محاكمة عادلة، وتستعاد منهم حقوق من ظلموهم.
وتابع الشريف: «ورد اسمي في القائمة، وهنا أؤكد أن الوطن ودماء الشهداء التي سالت من أجله أغلى من أي أملاك ومال، وكلها فداء لتحرير اليمن من عصابات التمرد والعيش بسلام ومحبة في ظل الدولة الاتحادية التي أجمعنا عليها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ولا يحق لأحد أن يمتلك السلاح غير الدولة».
وتطرق إلى أن الميليشيات نهبت أيضا 5.2 مليار دولار من الاحتياطي النقدي، وتريد مصادرة بعض الأموال لدعم ما يسمى مجهودها الحربي، بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها في الفترة الأخيرة وتحرير بيحان وأجزاء كبيرة من البيضاء والخوخة بالحديدة والتقدم نحو صنعاء، وهو دليل على أنها أفلست وتلفظ أنفاسها الأخيرة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».