الأحمد في القاهرة لبحث المصالحة... وهنية والسنوار يدعوان لمنع انهيارها

{حماس} لن تبعث إلى مصر وفداً يمثلها وتنتظر ما ستسفر عنه التفاهمات مع {فتح}

هنية والسنوار خلال لقاء في غزة أمس (أ.ف.ب)
هنية والسنوار خلال لقاء في غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

الأحمد في القاهرة لبحث المصالحة... وهنية والسنوار يدعوان لمنع انهيارها

هنية والسنوار خلال لقاء في غزة أمس (أ.ف.ب)
هنية والسنوار خلال لقاء في غزة أمس (أ.ف.ب)

بدأ عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفدها للمصالحة الفلسطينية، لقاءات في العاصمة المصرية القاهرة، مع مسؤولين من جهاز المخابرات لبحث ملف المصالحة، بعد الخلافات التي نشبت مؤخرا مع حماس، حول قضايا تمكين الحكومة والجبايات المالية ورواتب موظفي غزة الذين خدموا في عهد حكومة حماس.
وجاءت زيارة الأحمد في ظل محاولات مصرية حثيثة للعمل على إنقاذ المصالحة من الانهيار، ووقف التصريحات الصادرة من قيادات فتح وحماس حولها، التي تؤجج الخلافات القائمة بين الجانبين ولمنع تدهورها بشكل أكبر، ما قد يعيد الأمور إلى مربعها الأول بعد اتفاق القاهرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن القاهرة تبذل جهودا كبيرة في محاولة إنقاذ المصالحة، وإنها أجرت اتصالات مع قيادتي فتح وحماس للتوصل إلى تفاهمات بشأن القضايا العالقة، ومطالبة الأطراف كافة بالالتزام بما تم الاتفاق عليه. وأكدت مصادر في حركة حماس لـ«الشرق الأوسط»، أنهم تلقوا اتصالات من المسؤولين المصريين وجرى وضعهم في صورة تطورات ملف المصالحة. مشيرة إلى أنها لن ترسل وفدا إلى القاهرة في الوقت الراهن، وأنها بانتظار رد مصري على ما سيجري التفاهم بشأنه مع حركة فتح.
وأكدت المصادر أن خطوات المصالحة شبه مجمدة، ولم ينشأ منذ قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بشأن القدس، أي حراك جديد على صعيد الملف، ما يشير إلى احتمال انهيارها.
في هذا السياق، جدد كلٌ من إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ويحيى السنوار، قائد الحركة في قطاع غزة، مواقفهما بشأن المصالحة مؤكدين المضي فيها حتى تحقيق الأهداف المرجوة. وشدد هنية خلال لقاء جمع ضم قيادات الحركة مع وجهاء العشائر والمخاتير في قطاع غزة، على ضرورة حماية المصالحة والسير بها قدما حتى تحقيق أهدافها. لافتا إلى أنها «تواجه بعض الاستعصاءات التي هي بحاجة للتوقف أمامها لتخطيها وحلها وليس من أجل نفض يدنا عن المصالحة».
وأكد هنية تمسك حركته بإنجاز المصالحة وفق اتفاق القاهرة، محذرا في الوقت عينه، من التباطؤ في هذا الملف، ما سيكون له نتائج وخيمة ليس فقط على غزة بل على مستوى القضية الوطنية بشكل كامل. داعيا إلى ضرورة عقد الإطار القيادي المؤقت، والاتفاق على كيفية بناء منظمة التحرير.
من جهته، قال يحيى السنوار، إن حركته تسعى للنهوض بالمشروع الوطني من خلال ذهابها إلى المصالحة بكل قوة، وبموقف جاد وحقيقي نابع من الشعور بالمخاطر التي يتعرض لها المشروع الوطني.
وأضاف السنوار: «قدمنا كثيرا مما يمكن أن يُسمى تنازلات لتحقيق المصالحة وإنجازها ولسنا نادمين على ذلك». مشيرا إلى أن حركته تدرك المخاطر التي تتربص بالقضية الفلسطينية، منذ مطلع هذا العام، ووضعت جملة من الأولويات للعمل عليها.
وقال: «بدأنا في عملية المصالحة وانطلقنا إليها بكل قوة، وليست قوة في التصريحات فقط، بل طبقنا ممارسة عملية، واعتبرنا هذا خطوة في مشروع الكفاح والتحرير». ولفت إلى أن هناك عقبات أمام طريق المصالحة تتعلق برواتب الموظفين، وأزمة الكهرباء، والحسومات على موظفي السلطة. مشيرا إلى أن المطلوب من حكومة التوافق الوطني أن تذلل هذه العقبات لحل جميع الخلافات.
وشدد على ضرورة ألا تبقى المصالحة بين فتح وحماس، وأن يصبح الكل الفلسطيني شريكا في هذه العملية، منعا لانهيارها في أي لحظة، ولإنقاذ ما تبقى منها. مؤكدا جدية حركة حماس في هذا المشروع وأنه لا فرصة أمام الفلسطينيين بجميع أطيافهم سوى النجاح، كما قال.
وكشف عن أنه طلب من الفصائل الفلسطينية أن تشكل لجنة خاصة تجمع الكل الوطني لدعم المصالحة وتحقيقها. معربا عن أمله في أن تنجح الجهود التي تبذل في منع انهيار المشروع.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.