وزير الدفاع الإسرائيلي يطالب عباس بنزع سلاح حماس

قلق ورفض دوليان للعطاءات الإسرائيلية للبناء

وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون
وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون
TT

وزير الدفاع الإسرائيلي يطالب عباس بنزع سلاح حماس

وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون
وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون

طالب وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، رئيس السلطة الفلسطينية، بفرض حكمه على قطاع غزة، ونزع سلاح حركة حماس «إذا ما تصالح حقا معها، وإلا فإن المصالحة لا تعدو كونها خدعة لتضليل الرأي العام». وقال يعالون في لقاء عقده ليلة أمس، مع ملحقين عسكريين أجانب في إسرائيل، إن القيادة الفلسطينية التي تعتبَر معتدلة، غير مستعدة للاعتراف بحق إسرائيل في الوجود بصفة الدولة القومية للشعب اليهودي.
تصريحات يعالون جاءت في أعقاب موجة من الإدانة والرفض الدوليين لإعلان الحكومة الإسرائيلية، عن عطاءات جديدة لبناء وحدات سكنية جديدة لمستوطنين في الضفة الغربية بما فيها القدس العربية.
وكانت حكومة نتنياهو، أعلنت عن مشاريع تشمل بناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة سكنية لمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. وأعلنت وزارة الإسكان الإسرائيلية في بيان أول من أمس، «ردا على تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، عن عطاءات لبناء ألف وخمسمائة وحدة سكنية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) والقدس». ويشمل استدراج العروض الذي تمت الموافقة عليه، 223 شقة جديدة في مستوطنة افرات، و484 في بيتار عيليت، و38 في غيفع بنيامين، و76 في أرييل، و78 في الفيه منشه، و155 في غفعات زئيف، و400 شقة جديدة في حي رامات شلومو في القدس الشرقية المحتلة بحسب بيان الوزارة. وقال وزير الإسكان، أوري ارييل، الذي ينتمي إلى حزب البيت اليهودي القومي الديني المؤيد للاستيطان، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «هذا هو الرد الصهيوني المناسب عندما يبصقون علينا. أنا أتحدث عن جيراننا (الفلسطينيين) وأيضا عن بقية العالم». وبعد ساعات من هذا الإعلان، أصدرت الحكومة الإسرائيلية أمرا للمسؤولين بالمضي قدما في خطط لبناء 1800 وحدة سكنية استيطانية أخرى.
وكان الاعتراف الدولي بحكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، التي شكلت أخيرا، وخصوصا من جانب الولايات المتحدة، قد أثار غضبا إسرائيليا عارما، في وقت عبر فيه الاتحاد الأوروبي عن «خيبة أمل عميقة» إزاء إعلان الحكومة الإسرائيلية، ودعا الدولة العبرية إلى التراجع عنه.
وفي سياق مشابه، قالت «رويترز» إن الحكومة الألمانية أبدت أمس، قلقها البالغ من الخطط الإسرائيلية لبناء المزيد من المستوطنات في الأراضي المحتلة، ردا على تشكيل حكومة توافق فلسطينية مدعومة من حركة حماس. وكان الجانب الفلسطيني قد أعلن أول من أمس، أن السلطة قررت التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، كما فعلت في مطلع عام 2011.
من جانبه، أعلن صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «الوقت حان لمساءلة إسرائيل ومحاسبتها أمام المؤسسات الدولية ذات العلاقة على قاعدة القانون الدولي». «ومن يخشى من المحاكم الدولية، عليه أن يتوقف عن جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، وأولها الاستيطان الذي يعد جريمة حرب حسب القانون الدولي».
ودعا الاتحاد الأوروبي في بيان، «السلطات الإسرائيلية، إلى التراجع عن هذا القرار (الاستيطاني)، وإلى بذل كل جهودهم في سبيل استئناف مفاوضات السلام بسرعة»، وأعرب عن خيبة أمله «العميقة» من القرار الإسرائيلي.
من جهتها، دانت باريس استدراج العروض الجديد، ونددت بالاستيطان «غير الشرعي» الذي تمارسه إسرائيل. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال، «إن فرنسا تدين قرار السلطات الإسرائيلية نشر استدراج عروض لبناء نحو 1500 وحدة سكنية في المستوطنات الإسرائيلية بالقدس والضفة الغربية»، وتؤكد أن «الاستيطان غير شرعي في نظر القانون الدولي، وأنه يشكل عائقا لسلام عادل يقوم على حل الدولتين». ودافع سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل دان شابيرو عن الدعم الأميركي للحكومة الفلسطينية الجديدة، مؤكدا بأنها «لا تضم أي وزير من حماس»، وتنبذ العنف وتعترف بدولة إسرائيل.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».