هيلاري كلينتون: اختلفت مع أوباما لرفضه تسليح المعارضة السورية

قالت في مذكرات ستصدر الثلاثاء إنها أخطأت بتأييدها حرب العراق

هيلاري كلينتون تتحدث في سان فرانسيسكو (ا.ب)
هيلاري كلينتون تتحدث في سان فرانسيسكو (ا.ب)
TT

هيلاري كلينتون: اختلفت مع أوباما لرفضه تسليح المعارضة السورية

هيلاري كلينتون تتحدث في سان فرانسيسكو (ا.ب)
هيلاري كلينتون تتحدث في سان فرانسيسكو (ا.ب)

ذكرت شبكة سي بي إس نيوز الإخبارية الأميركية أن المرشحة المحتملة في انتخابات الرئاسة ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون قالت في كتابها الجديد بأنها عندما كانت وزيرة خارجية في إدارة الرئيس باراك أوباما اختلفت مع قراره عدم تسليح مقاتلي المعارضة السورية.
وقالت سي بي إس نيوز بأنها حصلت على نسخة من مذكراتها (خيارات صعبة) قبل نشرها يوم الثلاثاء القادم. وينظر إلى كلينتون على نطاق واسع على أنها ستتصدر مرشحي الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة إذا خاضت المعترك الانتخابي إلى البيت الأبيض عام 2016.
وتقول دعاية الكتاب بأنه يتضمن تفاصيل عدة من الكواليس ودور كلينتون في وزارة الخارجية. ومن المفترض أن تقوم كلينتون بعدة مقابلات في نهاية الأسبوع الحالي ومطلع الأسبوع المقبل قبل صدور الكتاب رسميا الثلاثاء.
إلا أن «سي بي إس نيوز» أكدت أنها حصلت على نسخة من الكتاب لأن دار النشر «سايمون أند شوستر» تابعة لـ«سي بي إس كوربوريشن». ومن المفترض أن يصدر الكتاب بالفرنسية الأربعاء لدى دار «فايار» الفرنسية.
وحول النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات والذي أوقع أكثر من 162 ألف قتيل، قالت كلينتون في المذكرات «من النادر التوصل إلى الحل الصحيح للقضايا الشائكة. وإذا كانت هذه المشاكل شائكة فذلك لأن كل الخيارات تبدو أسوأ من بعضها البعض».
وأضافت أنها كانت مقتنعة منذ بدء النزاع في سوريا بأن تسليح وتدريب المعارضة السورية هما الوسيلة الأفضل لمواجهة قوات بشار الأسد. وتابعت: «إن التدخل أو عدم التدخل كلاهما ينطوي على مخاطر عالية (لكن) الرئيس (أوباما) كان يميل إلى إبقاء الأمور على حالها وعدم المضي قدما في تسليح المعارضة».
وكتبت في مذكراتها «لا أحد يحب أن يخسر نقاشا وأنا منهم. لكنه قرار الرئيس واحترمت تحليله وقراره».
وهذا الفصل غني بالمعلومات لأنه يكشف مدى الاختلاف بين كلينتون التي يثار ترشحها إلى الانتخابات الرئاسية في 2016 بإلحاح وبين أوباما الذي لم يعد يثير الحماس.
وكان أوباما فاز على كلينتون في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية تحضيرا للانتخابات الرئاسية في 2008. وتناولت كلينتون بالتفصيل لقاءها الأول مع أوباما قبل المؤتمر الديمقراطي في 2008 وقالت: إنهما «تأملا بعضهما البعض بصمت». وقالت: إن «الوقت حان لتصفية الأجواء بعد أن كان لها ولأوباما عدة مآخذ على بعضهما البعض».
وتشمل المذكرات السنوات الأربع التي أمضتها على رأس وزارة الخارجية قبل أن يتولى كيري المنصب في 2013.
وأشارت كلينتون في مذكراتها أيضا إلى الحرب في العراق والاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي في ليبيا في 2012 والربيع العربي وضم القرم إلى روسيا مؤخرا. وعادت كلينتون أيضا إلى الدعم الذي قدمته للحرب على العراق عندما كانت لا تزال تشغل مقعدا في مجلس الشيوخ في 2002.
وقالت: «اعتقدت أنني أتصرف عن حسن نية وأنني اتخذت أفضل قرار ممكن انطلاقا من المعلومات المتوفرة لدي. لكنني أخطأت بكل بساطة». وأضافت: «لم أكن الوحيدة التي ارتكبت خطأ».
كما تطرقت كلينتون إلى حدث مهم آخر عندما ذكرت بأنها سعت عندما كانت وزيرة للخارجية إلى إطلاق سراح السرجنت بو برغدال الذي أسرته حركة طالبان في أفغانستان لخمس سنوات قبل أن تتم مبادلته بخمسة من قيادييها كانوا معتقلين في غوانتانامو.
وقالت كلينتون «أقر كما قلت في الماضي بأن فتح الباب أمام المفاوضات مع طالبان أمر من الصعب تقبله بالنسبة إلى الكثير من الأميركيين بعد كل هذه السنوات من الحرب». وكشف الكتاب عن أن مناقشات كثيرة بشأنه دارت في السابق بين كبار مستشاري السياسة الخارجية ومن بينهم كلينتون.
وأثارت صفقة التبادل التي تمت بوساطة من قطر جدلا كبيرا. وقد قال أعضاء سابقون في الإدارة الأميركية لصحيفة «واشنطن بوست» بأن كلينتون كانت تعارض مثل هذه الصفقة في 2011 لأنها لا تتضمن حظرا على سفر عناصر الطالبان بعد الإفراج عنهم.
ويأتي نشر هذه المقتطفات من الكتاب مع الجدل الذي اقترن بقرار أوباما مبادلة خمسة من متشددي طالبان محتجزين في المعتقل الأميركي في خليج غوانتانامو بكوبا بالسرجنت الأميركي بو برغدال.
وتعترف كلينتون بأنها خلال فترة توليها وزارة الخارجية في الفترة من 2009 إلى 2013 ارتكبت زلة لسان بإعلان إعادة ضبط العلاقات الأميركية مع روسيا. وأثار ضم روسيا شبه جزيرة القرم في مارس (آذار) تساؤلات بشأن ما أطلق عليه إعادة ضبط العلاقات.
وتصف كلينتون في كتابها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه شديد الحساسية واستبدادي لا يقبل النقد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.