اتهام للحوثيين بخطف 4 آلاف يمني خلال 9 أشهر

تقرير حقوقي رصد 14 ألف حالة انتهاك انقلابية لحقوق الإنسان

TT

اتهام للحوثيين بخطف 4 آلاف يمني خلال 9 أشهر

اتهم تقرير حكومي يمني، ميليشيات الحوثي، بارتكاب 14 ألفاً و254 انتهاكاً لحقوق الإنسان خلال تسعة أشهر. ووصف تحالف «رصد الحقوقي» رقماً قال إنه «قياسي للانتهاكات بحق المدنيين»، حيث «بلغ عدد القتلى 1444 مدنياً خارج القانون، بينهم 395 طفلاً، و121 امرأة، قتلتهم ميليشيا الحوثي الإيرانية، فيما بلغ عدد الجرحى والمصابين 4438 حالة، من بينهم 411 طفلاً، و1165 امرأة».
وأحصى التقرير 4322 حالة اختطاف خارج القانون الإنساني والدولي، مشيراً إلى أن أغلب هؤلاء المختطفين، ناشطون، وسياسيون، وإعلاميون، ومعهم من الفئة العمالية وعدد من الأطفال.
وخلال المدة نفسها من يناير (كانون الثاني) وحتى سبتمبر (أيلول) 2017، رصدت 1031 حالة تضرر، تعرضت لها الممتلكات العامة، شملت المرافق الصحية والتعليمية والخدمية والمقار الحكومية، والمواقع الأثرية والمساجد.
وأفاد التقرير بأن فريق الرصد سجّل 3019 حالة تضرر في الممتلكات الخاصة، منها مقرات خاصة ومنازل ومجمعات سكنية ووسائل نقل ومصانع ومزارع ومحلات تجارية، كما تنوعت الأضرار بين تدمير كلي وجزئي جراء قصف الميليشيا للمنازل والمنشآت الحكومية والخاصة.
ونوه التقرير إلى «ارتكاب ميليشيات الحوثي الإرهابية خلال ثلاث سنوات منذ الانقلاب (21 سبتمبر 2014) وحتى سبتمبر الماضي 5533 جريمة في صنعاء وحدها، كما توزعت الميليشيا بين القتل والشروع بالقتل والاعتداءات الجسدية والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب في السجون الأمنية والمعتقلات السرية، إضافة إلى اقتحام ونهب واحتلال وتدمير ممتلكات عامة وخاصة».
وذكر التقرير الذي أعده مركز العاصمة الإعلامي ونشر في سبتمبر 2017، أن 398 شخصاً قتلوا وجرح 1022 شخصاً من النساء والأطفال برصاص ميليشيات الحوثي الإرهابية، تشمل الإحصائية الثلاث السنوات وحتى أواخر يونيو (حزيران) 2017. كما سُجلت خلال المدة تلك 180 حالة اعتداء جسدي، ورصد تقرير المركز 2610 حالات اختطاف للمدنيين، مشيراً إلى أن 419 شخصاً تعرضوا للإخفاء القسري، منهم 158 معتقلاً تعرضوا للتعذيب داخل السجون، كما سجلت 8 وفيات لمعتقلين داخل السجون جراء التعذيب.
من جهة أخرى، سجل التقرير 560 انتهاكاً ضد الممتلكات في أمانة العاصمة توزعت بين المنازل، حيث اقتحمت ميليشيات الحوثي 194 منزلاً ونهبت 151 منزلاً، واحتلت أكثر من 70 منزلاً، ودمرت جزئياً وكلياً 118 منزلاً، وفجرت منزلاً واحداً، واعتدت على 108 مساجد، فضلاً عن 109 منشآت تعليمية، بالإضافة إلى انتهاك 54 مقراً حزبياً و72 جمعية ومنظمة خيرية وإنسانية.
يذكر أن تقارير وشكاوى من أهالي صنعاء وقيادات وناشطي المؤتمر الشعبي العام «أنصار صالح» ذكرت اعتقال ما يزيد عن ألفي قيادي وعضو وعسكري وأقارب أعضاء المؤتمر، كما أشارت المصادر إلى أن الميليشيات قامت بعملية تصفيات وحشية بحق أنصار ومؤيدي صالح من القيادات والشخصيات المقربة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.