باكستان: وزير الداخلية يعارض تسجيل «جماعة مسلحة» حزباً سياسياً

إحسان إقبال وزير الداخلية الباكستاني («الشرق الأوسط»)
إحسان إقبال وزير الداخلية الباكستاني («الشرق الأوسط»)
TT

باكستان: وزير الداخلية يعارض تسجيل «جماعة مسلحة» حزباً سياسياً

إحسان إقبال وزير الداخلية الباكستاني («الشرق الأوسط»)
إحسان إقبال وزير الداخلية الباكستاني («الشرق الأوسط»)

كشف مسؤولون باكستانيون، في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط»، أن وزير الداخلية إحسان إقبال عارض تسجيل جماعة «ميلي مسلم ليغ»، أحد فروع جماعة «عسكر طيبة» المسلحة المحظورة، كحزب سياسي ضمن «لجنة انتخابات باكستان». وأفاد المسؤولون بأن وزارة الداخلية اعتبرت جماعة «ملي مسلم ليغ» «فرعاً لجماعات مسلحة محظورة»، وعليه فقد عارضت تسجيلها حزباً سياسياً في «لجنة الانتخابات الباكستانية». وكان تسجيل «ملي مسلم ليغ» حزباً سياسياً سيسمح للجماعة بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة المقررة في أغسطس (آب) 2018، وحينها سيكون من حقها، حسب الخبراء، المطالبة بشعار انتخابي من لجنة الانتخابات الباكستانية.
وبالفعل رفضت «لجنة الانتخابات الباكستانية» الطلب المقدم من جماعة «ملي مسلم ليغ» للتسجيل كحزب سياسي، غير أن الجماعة رفضت القرار وشرعت في الطعن أمام المحكمة الباكستانية العليا. ولاحقاً تقدم وزير الداخلية الباكستاني بتقرير للمحكمة ذاتها أكد فيه وضع الجماعة كفرع لتنظيمي «عسكر طيبة» المسلح و«جماعة الدعوة» التي زعمت الهند تورطهما في اعتداءات مومباي عام 2008، وقبل ذلك الاعتداء الذي استهدف البرلمان الهندي عام 2001.
من جانبها، ردت جماعة «ملي مسلم ليغ» على الدعوى القضائية المقامة، بنفي أي صلة لها بجماعة «عسكر طيبة» أو «جماعة الدعوى»، مؤكدة نهجها السياسي المستقل. وفي سبتمبر (أيلول) من العام الحالي، ساندت جماعة «ملي مسلم ليغ» المرشح يعقوب شيخ ليحصد 5822 صوتاً ويحل رابعاً في الانتخابات الفرعية في الجمعية الوطنية بمدينة لاهور، وهي الانتخابات التي نافس فيها زوجة رئيس الوزراء السابق نواز شريف.
وفي الدعوى القضائية، استندت الحكومة في دعواها إلى وجهة نظر وزارتي الداخلية والخارجية، وكلتاهما تعارض تسجيل الجماعة حزباً سياسياً، حيث شددتا على أن ذلك، إنْ حدث، لن يخالف القانون الباكستاني فحسب، لكنه سيضر كذلك بعلاقات باكستان بجيرانها وبعواصم العالم.
وبعد الاستماع إلى وجهتي نظر وزارة الخارجية وجماعة «ملي مسلم ليغ»، حسبما عبر عنها المحامون، رفضت «لجنة الانتخابات الباكستانية» طلب الجماعة التسجيل حزباً سياسياً. ورغم أنها لم تعطِ أسباباً للرفض في قرارها المقتضب، فإنه كان من الواضح أن القرار جاء استناداً إلى خطاب وزارة الداخلية.
ورداً على قرار الرفض، علّق مكتب جماعة «ملي مسلم ليغ» بقوله: «نحن لسنا شاحنة أو سيارة لكي نحتاج إلى التسجيل قبل الانطلاق في الشوارع».
من جانبها، امتدحت وزارة الداخلية قرار رفض التسجيل، مشيرة إلى أن دخول تلك الأحزاب المسلحة إلى المعترك السياسي من شأنه إثارة العنف في أسلوب الممارسة السياسية بالبلاد. وعلى نفس المنوال، عارضت وزارة الخارجية تسجيل الجماعة، على اعتبار أن جماعات مسلحة مثل «عسكر طيبة» و«جماعة الدعوة» ليستا محظورتين من قبل الحكومة الباكستانية فحسب، بل تخضعان كذلك لعقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة.



كوريا الجنوبية: القضاء يمدّد توقيف الرئيس المعزول ومحتجّون يقتحمون مقر المحكمة

أنصار رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول خارج المحكمة (أ.ف.ب)
أنصار رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول خارج المحكمة (أ.ف.ب)
TT

كوريا الجنوبية: القضاء يمدّد توقيف الرئيس المعزول ومحتجّون يقتحمون مقر المحكمة

أنصار رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول خارج المحكمة (أ.ف.ب)
أنصار رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول خارج المحكمة (أ.ف.ب)

مدّدت محكمة كورية جنوبية، يوم الأحد بالتوقيت المحلي، توقيف رئيس البلاد يون سوك يول، المعزول على خلفية محاولته فرض الأحكام العرفية، في قرار أثار حفيظة مناصرين له سرعان ما اقتحموا مقر المحكمة.

وعلّلت محكمة سيول، حيث مثل الرئيس المعزول، القرار بـ«تخوّف» من أن يعمد الأخير إلى «إتلاف أدلة» في تحقيق يطاله، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ومثل يون أمام القضاء للبتّ في طلب تمديد احتجازه، بعد توقيفه للتحقيق معه في محاولته فرض الأحكام العرفية في البلاد.

وتجمع عشرات الآلاف من أنصاره خارج قاعة المحكمة، وبلغ عددهم 44 ألفاً بحسب الشرطة، واشتبكوا مع الشرطة، وحاول بعضهم دخول قاعة المحكمة أو مهاجمة أفراد من قوات الأمن جسدياً.

وأفاد مسؤول في الشرطة المحلية، «وكالة الصحافة الفرنسية»، باعتقال 40 متظاهراً في أعقاب أعمال العنف. وردد المتظاهرون شعارات مؤيدة للرئيس المعزول، وحمل كثير منهم لافتات كُتب عليها «أطلقوا سراح الرئيس».

وتحدث يون الذي أغرق كوريا الجنوبية في أسوأ أزماتها السياسية منذ عقود، مدّة 40 دقيقة أمام المحكمة، بحسب ما أفادت وكالة «يونهاب».

وكان محاميه يون كاب كون، قد قال سابقاً إن موكّله يأمل في «ردّ الاعتبار» أمام القضاة. وصرّح المحامي للصحافيين بعد انتهاء الجلسة بأن الرئيس المعزول «قدّم أجوبة وتفسيرات دقيقة حول الأدلّة والأسئلة القانونية».

وأحدث يون سوك يول صدمة في كوريا الجنوبية ليل الثالث من ديسمبر (كانون الأول) عندما أعلن الأحكام العرفية، مشدداً على أن عليه حماية كوريا الجنوبية «من تهديدات القوى الشيوعية الكورية الشمالية والقضاء على العناصر المناهضة للدولة».

ونشر قوات في البرلمان لكن النواب تحدوها وصوتوا ضد الأحكام العرفية. وألغى يون الأحكام العرفية بعد 6 ساعات فقط.

وفي 14 ديسمبر، اعتمدت الجمعية الوطنية مذكّرة للإطاحة به، ما تسبّب في تعليق مهامه. لكنه يبقى رسمياً رئيس البلد، إذ إن المحكمة الدستورية وحدها مخوّلة سحب المنصب منه.