اتهامات للانقلابيين بفرض التجنيد على طلاب في محافظة حجة

 رصاصات تتدلى من مقاتل حوثي في صنعاء (رويترز)
رصاصات تتدلى من مقاتل حوثي في صنعاء (رويترز)
TT

اتهامات للانقلابيين بفرض التجنيد على طلاب في محافظة حجة

 رصاصات تتدلى من مقاتل حوثي في صنعاء (رويترز)
رصاصات تتدلى من مقاتل حوثي في صنعاء (رويترز)

قال سكان في محافظة حجة لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي فرضت التجنيد الإجباري على طلاب المدارس في مخيمات النازحين بمديريات حيران وعبس ومستبا، مستخدمة بذلك الترهيب بالسلاح لمن يرفض، وذلك لتعويض خسائرها في مختلف الجبهات».
جاء ذلك في الوقت الذي زادت الميليشيات من انتهاكها في المحافظة، التي ارتفعت بعد الانتفاضة الشعبية التي كانت قد دعها لها حزب المؤتمر، الجناح الموالي لصالح، بداية الشهر الجاري، والتي صاحبها اشتباكات واستجابة للانتفاضة من أبناء المحافظة، والتي تعتبر المخزن البشري لميليشيات الحوثي في معاركها خاصة في ميدي وحرض وجبهة الساحل الغربي.
يتزامن ذلك مع وضع تلفظ فيه الميليشيات الحوثية أنفاسها الأخيرة في محافظة الجوف (شمالا) بعد شبوة التي تم تطهيرها بشكل كامل، حيث يخوض الجيش الوطني اليمني معارك عنيفة، فيما تبقى من المحافظة لتطهيرها خاصة بعد إحرازه تقدم كبير خلال اليومين الماضيين، والسيطرة على عدد من المواقع الذي تحتل أهمية استراتيجية بما فيها منطقة ومعسكر الأجاشر الذي سقط بالكامل من قبضة الانقلابيين، وأصبح تحت قبضة قوات الجيش الوطني. وطبقاً لمصادر عسكرية فإن الجيش الوطني يجري استعداداته لتحرير محافظة البيضاء بعدما استكمل من تحرير شبوة، وذلك وفق خطط عسكرية تم وضعها من قبل القيادة السياسية والعسكرية، وبإشراف من قيادة التحالف.
إلى ذلك، أفشلت قوات الجيش محاولة تقدم الميليشيات الانقلابية غرب تعز عبر الهجوم على مواقع الجيش في مديريات جبل حبشي ومقبنة، وسقط على إثره قتلى وجرحى الميليشيات. وقال مصدر في محور تعز إن «قوات الجيش الوطني تمكنت من التصدي وكسر هجوم للانقلابيين في منطقة موليا الخضر والقحفة بجبهة العنين بمديرية جبل حبشي، وعدد من المواقع في مقبنة»، مضيفا أن «مدفعية الجيش استهدفت طقما تابعا للحوثيين في عزلة الحقيفة بمقبنة، سقط على إثره قتيلان من الحوثيين، وجرح آخرون، وإعطاب الطقم العسكري».
وأكد المصدر مقتل 3 انقلابيين في الحيمة بالتعزية، شرق تعز، التي تشهد مواجهات منذ 3 أيام، وذلك عقب محاولة تسللهم إلى قرية الدهنة، بينما شنت الميليشيات القصف العنيف على قرى الحيمة من مواقع تمركزها في أطراف القرية وجبل العكد، مخلفة أضراراً جسيمة في منازل المواطنين والوحدة الصحية في قريب شقب، وخلقت حالة من الخوف والهلع بين الأطفال والنساء وكبار السن.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.