«الاتحاد الأفريقي» يحذر من نقص تمويل الأمن الصومالي و«أميصوم»

صومالية عضو في قوات الأمن تحمل عدداً من الأسلحة في مقديشو (رويترز)
صومالية عضو في قوات الأمن تحمل عدداً من الأسلحة في مقديشو (رويترز)
TT

«الاتحاد الأفريقي» يحذر من نقص تمويل الأمن الصومالي و«أميصوم»

صومالية عضو في قوات الأمن تحمل عدداً من الأسلحة في مقديشو (رويترز)
صومالية عضو في قوات الأمن تحمل عدداً من الأسلحة في مقديشو (رويترز)

قال فرانسيسكو ماديرا، الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في الصومال: إن نقص التمويل يهدد قوات الأمن الصومالية، وعمليات مهمة قوات الاتحاد الأفريقي، المعروفة باسم «أميصوم».
في حين دعا ثابت عبدي محمد، عمدة العاصمة الصومالية مقديشو، إلى تسليم القوات المسؤولة عن أمنها بصورة مباشرة إلى إدارة المحافظة، من أجل تعزيز الأمن والسلام كما ينص القانون رقم 2 الصادر عام 1963، والمتعلق بتسليم إدارة القوات الأمنية إلى محافظ ولاية بنادر التي تقع المدينة في نطاقها الجغرافي.
وبمناسبة الذكرى السنوية لمرور 74 عاماً على تأسيس قوات الشرطة، جدد ثابت طلبه بشأن اعتماد مهمة إدارة محافظة بنادر على قواتها الأمنية، بالتعاون مع سكان مقديشو المستعدين للتجاوب مع قوى الأمن، في خطوة قال: إنها تستهدف الوصول إلى المساءلة والحد من الانفجارات التي تستهدف المدنيين في العاصمة.
وقال ثابت في بيان: «قمنا بنشر سلطة الإدارة في كافة مديريات المحافظة، حيث تشهد العاصمة تطورات سريعة لجهة الخدمات الأساسية كالصحة، والتعليم، وذلك بسبب بسط السلطة وإعطاء المديريات صلاحيات أكبر؛ ولهذا نعتقد أن إعطاء صلاحيات إضافية تتعلق بالأمن، من شأنه أن يحقق تقدماً كبيراً في فترة وجيزة».
وكان ثابت قد عرض مؤخراً، برنامجاً يحمل اسم «عين الحارة»، ويربط جميع قوى الأمن وأهالي مقديشو، ابتداءً من الوحدة السكنية الصغيرة مروراً بالحارات، وصولاً إلى المديريات، على نحو رأى أنه يعطي «انسجاماً كبيراً بين قوات الشرطة الوطنية، وأجهزة الأمن بمحافظة بنادر».
وبينما تستعد إدارة محافظة بنادر، حالياً، لتسلم مهام أمنها والتصدي لكل التهديدات الأمنية من جانب الحركات الإرهابية، قال ثابت «لا يمكن أن نكون مكتوفي الأيدي ونلتزم الصمت إزاء الأحداث المؤلمة التي يشهدها سكان العاصمة». وأضاف: «لقد وضعنا خطة واضحة المعالم، وقابلة التطبيق بأسرع وقت ممكن، نحافظ من خلالها على أمن مواطنينا، وأدعو السلطات المختصة إلى أخذ القضية على محمل الجد».
وطبقاً للبيان، فإن «الشرطة وأجهزة أمن مقديشو تخضع، حالياً، للقيادة المركزية للشرطة وجهاز أمن الدولة الفيدرالية؛ مما يعيق التناغم والانسجام بشأن حفظ أمن المحافظة».
إلى ذلك، أعلنت الحكومة الصومالية في بيان مقتضب لها، أنها عقدت برئاسة رئيس الوزراء حسن علي خيري، اجتماعاً مساء أول من أمس، بحث عدداً من الملفات المهمة، على رأسها قضايا الأمن، وكيفية إجراء الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في عام 2020.
واعتبر فرانسيسكو ماديرا، الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بالصومال، في مؤتمر صحافي في العاصمة الكينية نيروبي، أول من أمس، أنه «من دون تمويل، لا يمكننا عمل سوى القليل للمضي قدماً في مهمات محددة اتخذت بالفعل على الصعيد الأمني»، لافتاً إلى أن قوات «أميصوم» في حاجة إلى الدعم لإجراء آخر محطات العمليات العسكرية لاستعادة الأراضي التي ما زالت تحت سيطرة مسلحي «حركة الشباب».
وقال: «نخطط لشرح عمليات الهجوم في العام المقبل، وبشكل رئيسي في وادي جوبا، ومنطقة جيدو، ومناطق جوبا الوسطى، والمناطق التي ما زالت تؤوي مسلحي (الشباب)، نحن في حاجة إلى دعم عاجل لاستعادة الأراضي التي تقع حاليا في قبضة هذه الحركة»، مشيراً إلى أن عدم تمكن «أميصوم» من القيام بعمليات عسكرية في الفترة الأخيرة، يعود إلى افتقارها للجنود وإلى أمور لوجيستية أخرى».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.