11 حزباً يمنياً بينها «الإصلاح» تدين «التنكيل الحوثي» بحزب صالح

مكتب ولد الشيخ: اجتماعات في صنعاء خلال أسابيع مع الحوثيين و«المؤتمر»

TT

11 حزباً يمنياً بينها «الإصلاح» تدين «التنكيل الحوثي» بحزب صالح

تنديداً لما يحدث في صنعاء، أدانت الأحزاب السياسية اليمنية في بيان أمس أعمال القمع والتنكيل التي تمارسها ميليشيات جماعة الحوثيين الانقلابية ضد أعضاء وقيادات حزب المؤتمر الشعبي في صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها الجماعة، وذلك في أعقاب الانتفاضة التي قادها الرئيس السابق علي صالح، وأدّت في الرابع من الشهر الجاري لمقتله وتصفية العشرات من أعوانه واعتقال المئات.
ووقع على البيان 11 حزباً ومكوناً سياسياً من أبرزها أحزاب «المؤتمر الشعبي» و«التجمع اليمني للإصلاح» و«الحزب الاشتراكي اليمني» و«التنظيم الوحدوي الناصري» و«حزب الرشاد».
وعطّلت الإجراءات التعسفية التي اتخذتها الجماعة بحق أعضاء حزب «المؤتمر الشعبي العام»، زيارة وفد أممي على رأسه نائب المبعوث الخاص لليمن معين شريم هذه الأيام، لتحريك مياه مشاورات السلام الراكدة منذ ما يربو على 4 أشهر.
بيد أن مصدرا مسؤولا في مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «التواصل مستمر مع جميع الأطراف، ومن المقرر أن تجرى هذه الزيارة في الأسابيع القليلة المقبلة».
وقال المصدر إن «زيارة الوفد السياسي من مكتب المبعوث الخاص إلى صنعاء تأجلت، بعدما كانت مقررة هذا الأسبوع لإجراء مجموعة من اللقاءات مع سياسيين من جماعة (أنصار الله)، (الحوثية)، وحزب (المؤتمر الشعبي العام)»، مرجعاً التأجيل إلى «إعطاء المجال لجماعة (أنصار الله) حتى تتمكن من القيام بإجراءات عملية وتدابير لخلق أجواء بناءة للحوار السياسي، خصوصا فيما يتعلق بالتخفيف من الإجراءات التعسفية ضد ممثلي (المؤتمر) وعائلاتهم الموجودين في صنعاء».
يذكر أن وفد الأمم المتحدة يشمل نائب رئيس البعثة وبعض مستشاري المبعوث الخاص، وسوف يجري عدة اجتماعات مع مجموعة (أنصار الله)، (الحوثية)، و«المؤتمر الشعبي العام»، تحضيرا لعقد دورة جديدة من مشاورات السلام في حال برهنت الأطراف عن نية صادقة للتوصل إلى حل سياسي سلمي.
يأتي ذلك في ظل تواصل أعمال القمع ودهم المنازل ونهبها والتضييق على حريات المواطنين في العاصمة اليمنية وتقييد تنقلاتهم عبر شركات النقل البري المحلية والدولية في إجراء يعكس حجم المخاوف التي باتت لدى الجماعة إثر اقتراب الجيش الوطني من صنعاء والانهيار المتسارع للميليشيات على أكثر من جبهة.
وأفادت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي بأن الميليشيات الحوثية نقلت للعقيد محمد محمد صالح نجل شقيق الرئيس السابق من المستشفى التي كان يتلقى فيها العلاج جراء إصابته في المواجهات إلى مكان مجهول، وبثت المصادر صوراً للعقيد محمد محمد صالح وهو على سرير المستشفى.
وما زال مجهولاً مصير كثير من القيادات الموالية لصالح سواء من العسكريين أو من المدنيين من أعضاء حزبه (المؤتمر الشعبي) في حين بات من المؤكد نجاة طارق صالح قائد حراسة الرئيس السابق، المطلوب الأول للميليشيات ووصوله إلى مكان آمن يرجح أنه على تخوم محافظة مأرب في حماية أحد زعماء القبائل الموالين لحزب «المؤتمر».
وعلى صعيد القمع الحوثي المستمر أفادت مصادر أمنية مناهضة للحوثيين في صنعاء بأن عناصر الجماعة استحدثوا أخيرا معتقلات جديدة في جنوب العاصمة في أحياء «دار سلم وقاع القيظي وحزيز»، وزجوا فيها بالمئات من مؤيدي الرئيس السابق وأعضاء حزبه.
وقالت الأحزاب اليمنية الموالية للحكومة الشرعية في بيان صادر عنها أمس «إنها تتابع باهتمام وقلق بالغين التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة اليمنية عقب أحداث الثاني من ديسمبر (كانون الأول) في صنعاء وتداعياتها، وما أعقبها من ارتفاع حدة الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة من قبل ميليشيات جماعة الحوثي».
ووصفت انتهاكات الميليشيات الحوثية بأنها «تجاوز فج لكل القوانين والأعراف والقيم الدينية والإنسانية والوطنية» مؤكدة أنها طالت «العديد من مكونات المجتمع السياسية والاجتماعية في مقدمتها المؤتمر الشعبي العام وقياداته وكوادره وأعضائه وأنصاره وحلفائه في صنعاء وغيرها المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيا الانقلابية».
وتنوعت تلك الانتهاكات بحسب بيان الأحزاب اليمنية «ما بين أساليب مختلفة من قتل وترويع ومداهمات للمقرات الحزبية والمنازل والمحال التجارية ونهبها واعتقال وتعذيب واختطاف وإخفاء واعتداء وفرض قيود الإقامة الجبرية واستخدام المخطوفين كدروع بشرية وقمع لكل أشكال التعبير عن الرأي والاحتجاج، وغير ذلك من الأساليب الوحشية التي لم ينجُ منها حتى النساء والأطفال».
وطالبت الأحزاب اليمنية المجتمع الدولي ومنظماته والدول الراعية للسلام بالتدخل لحماية قيادات حزب المؤتمر وناشطيه ومقراته ووسائل إعلامه، والضغط على الحوثيين «للتوقف وبشكل فوري عن كل أشكال الانتهاكات للحقوق والحريات، وإطلاق سراح المعتقلين في سجون الانقلاب منذ بداية الانقلاب ودون تأخير والكشف عن مصير المخطوفين والمخفيين والمفقودين منذ بداية الانقلاب وإعادتهم إلى مقار سكناهم وأعمالهم فورا».


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».