مجلس النواب المغربي يناقش مشروع قانون لتنظيم القضاء العسكري

وزير العدل عاتب المعارضين على تبخيس التطورات الحقوقية في البلاد

مجلس النواب المغربي يناقش مشروع قانون لتنظيم القضاء العسكري
TT

مجلس النواب المغربي يناقش مشروع قانون لتنظيم القضاء العسكري

مجلس النواب المغربي يناقش مشروع قانون لتنظيم القضاء العسكري

بدأ مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان) أولى جلسات مناقشة مشروع قانون يتعلق بتنظيم القضاء العسكري. وكشف عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب في إدارة الدفاع الوطني، أن المحاكم العسكرية تنظر سنويا ثلاثة آلاف قضية، وهو ما يعادل 0.02 في المائة من مجموع القضايا التي تروج في محاكم المملكة.
وأكد لوديي، الذي كان يتحدث أول من أمس، في جلسة خصصت لمناقشة مشروع قانون القضاء العسكري أمام لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب، أن المغرب لم يتأخر في إصدار القانون المنظم للقضاء العسكري، موضحا أن دولا عريقة لم تعمل بهذا القانون إلا خلال العقدين الأخيرين، كما هو الحال بالنسبة لفرنسا (1999) وبلجيكا (2003). وكشف لوديي أن مشروع القانون قلص، إلى أبعد حد، الجرائم التي تطالها عقوبة الإعدام من 18 حالة إلى خمس حالات.
من جهته، أخذ مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، على بعض المعارضين تبخيس التطورات الحقوقية التي يعرفها المغرب، موضحا أن هذا التجني قد تكون له عواقب وخيمة على وحدة تراب البلاد. وأشار الرميد إلى أن استمرار الأصوات، التي تستخف بمجهودات الدولة في ضمان الحريات، من شأنه أن يشجع الأمم المتحدة على اتخاذ تدابير «تتنافى مع سيادتنا الوطنية»، في إشارة ضمنية إلى قرار المنتظم الدولي اللجوء إلى توسيع صلاحيات قوات حفظ السلام الأممية (مينورسو) في الصحراء، لتشمل مراقبة حقوق الإنسان.
في غضون ذلك، اضطر إدريس لشكر، رئيس فريق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ذي المرجعية اليسارية المعارض، لسحب مقترح قانون سبق أن تقدم به في نفس الموضوع. وقال لشكر مبررا موقفه «أعلن سحبي للمقترح والانخراط في المشروع الحكومي»، موضحا أن «فريقه سيسهم في تجويد وتطوير مقتضياته».
وأكد أحمد التهامي، الرئيس الأسبق لفريق الأصالة والمعاصرة المعارض، أنه «يشعر بفخر واعتزاز لما وصلت إليه بلادنا من انفتاح على ضمانات المحاكمة العادلة في مجال القضاء العسكري». وأضاف أن هذا المجال يعد من المجالات التي تتميز بالجمود والثبات في المجال القانوني، وبالتالي فإن «مدونة (قانون) القضاء العسكري لم تعرف سوى تعديلات قليلة، ورغم ذلك فهذا الانفتاح يعد، بالنسبة لي، مكسبا لبلادنا، لأنه تصور شمولي يساير التطورات التي تعيشها بلادنا، وهنا أود القول إننا بمصادقتنا اليوم على هذا القانون قد نقرأ الفاتحة على آخر قضاء استثنائي ببلادنا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.