ائتلاف الحكيم ينفي مفاوضة المالكي على خمس وزارات مقابل الولاية الثالثة

التيار الصدري: ننتظر المصادقة على نتائج الانتخابات لتشكيل حكومة شراكة حقيقية

عمار الحكيم و مقتدى الصدر و نوري المالكي
عمار الحكيم و مقتدى الصدر و نوري المالكي
TT

ائتلاف الحكيم ينفي مفاوضة المالكي على خمس وزارات مقابل الولاية الثالثة

عمار الحكيم و مقتدى الصدر و نوري المالكي
عمار الحكيم و مقتدى الصدر و نوري المالكي

نفى مصدر مسؤول في المجلس الأعلى الإسلامي ما جرى تداوله أخيرا من أن «اللقاءات التي جرت أخيرا بين زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم تناولت الموافقة ولو المبدئية على تولي المالكي ولاية ثالثة مقابل منح الحكيم خمس وزارات؛ اثنتان منها سياديتان».
وقال المصدر الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «اللقاءات التي جرت بين الحكيم والمالكي، وهما لقاءان خلال الفترة الماضية لم يتطرقا إلى الأمور التفصيلية بشأن تشكيل الحكومة المقبلة بقدر ما كانت لقاءات بروتوكولية فقط، وهي جزء من اللقاءات التي يجريها الحكيم مع القادة السياسيين في البلاد».
وكان الناطق الرسمي باسم ائتلاف «المواطن» بليغ أبو كلل، نفى ما قاله القيادي في ائتلاف دولة القانون عباس البياتي من أن المجلس الأعلى وافق على تولي المالكي ولاية ثالثة.
في سياق ذلك، أكد زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم رفضه حكومة الأغلبية السياسية التي ينادي بها المالكي. وقال الحكيم في كلمة له في مكتبه مساء أول من أمس الأربعاء: «لقد قلنا ومنذ اليوم الأول إن الأغلبية البسيطة لا تستطيع أن تنتج حكومة قوية، ومن الصعب جدا أن تحقق هذه الغالبية، ومن الأصعب لو تمت هذه الغالبية أن تنجح وتتحرك على أرض وتحقق الرفاه والخدمة للعراقيين. في واقعنا المركب وتعقيداتنا الملحوظة لا خيار لنا إلا الذهاب إلى تشكيل الفريق القوي المنسجم ووضع البرنامج والرؤيا الواضحة التي نجتمع عليها ونمضي بها إلى الأمام، وكل خطوة تتجاوز هذا الواقع ستشعر من يتبناها أنه أخطأ الطريق بعد أن أطال وضيع الوقت على نفسه وشعبه إلى أمد غير معلوم».
وأضاف الحكيم أن «الحوار الصادق بين القوى القوية في كافة المكونات في إطار سياسة شراكة الأقوياء، الحوار الصادق البناء الصريح الشجاع برؤيا واضحة هو الذي يمكن أن يخرجنا من عنق الزجاجة ويحقق لنا حكومة تطمئن العراقيين جميعا. وتنقية الأجواء وإشاعة المودة والمحبة بين العراقيين أساس لا بد منه ولا خيار لنا إلا السير بقدمين وضمن هلالين؛ الأول لتشكيل التحالف الوطني وبنائه وتقويته وجعله الخيمة التي تصنع القرار وتراقب الأداء وتشرف على عمل المسؤولين الذين يرشحهم هذا التحالف والقوى المنضوية تحته. والثاني العلاقة مع القوى الوطنية الكريمة والتواصل معها وتطمينها وزرع الثقة فيما بيننا وإدراك هواجسها وإدخالها ضمن برنامج يتفق عليه من جميع الأطراف يمثل خارطة الطريق لبناء البلاد ومستقبل هذا الوطن».
في السياق نفسه، أكد الحكيم خلال لقائه نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي على أهمية أن تكون هناك شراكة الأقوياء المطمئنة لجميع المكونات. وقال المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي، إن «رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، التقى نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي بمكتب الأخير ببغداد». وأوضح الحكيم أن «شراكة الأقوياء لا تعني تهميش باقي القوى الوطنية، وإنما تمثل شراكة القوى الأساسية للمكونات العراقية التي حازت على ثقتهم»، مبينا أن شراكة «الأقوياء تمثل الرأي العام، ومرتكز مطمئن للشارع العراقي بكل اتجاهاته»، مشددا على «ضرورة بناء التحالف الوطني الجديد ليكون الجامع لكل القوى المكونة له، وتحويله إلى مؤسسة فاعلة».
من جهته، جدد التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر رفضه للولاية الثالثة للمالكي.
وقال الناطق الرسمي باسم كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري جواد الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «التيار الصدري يرفض الولاية الثالثة كمبدأ وليست مسألة شخصية وبالتالي، فإن موقفنا واضح من هذه المسألة وننتظر المصادقة على نتائج الانتخابات لكي نشرع في مفاوضات حقيقية لتشكيل حكومة الشراكة الحقيقية». وأضاف الجبوري أن «الحوارات الآن غير رسمية بسبب عدم إعلان المصادقة، حيث ربما تتغير النتائج والمراكز، ولكن موقفنا واضح مع شركائنا وداخل التحالف الوطني».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.