سعيد: تطبيق «النأي بالنفس» موجه إلى {حزب الله}

بعد استدعائه على خلفية كتابة اسم الحزب خطأ

مشيعون في جنازة بالضاحية الجنوبية لبيروت لمقاتلين من {حزب الله} قتلوا في المعارك الدائرة في سوريا (إ ف ب)
مشيعون في جنازة بالضاحية الجنوبية لبيروت لمقاتلين من {حزب الله} قتلوا في المعارك الدائرة في سوريا (إ ف ب)
TT

سعيد: تطبيق «النأي بالنفس» موجه إلى {حزب الله}

مشيعون في جنازة بالضاحية الجنوبية لبيروت لمقاتلين من {حزب الله} قتلوا في المعارك الدائرة في سوريا (إ ف ب)
مشيعون في جنازة بالضاحية الجنوبية لبيروت لمقاتلين من {حزب الله} قتلوا في المعارك الدائرة في سوريا (إ ف ب)

جدد فارس سعيد تأكيده أنه لم يكن بصدد مخالفة القانون عند كتابة اسم «حزب الله» خطأ على حسابه على «تويتر» الذي كان قد اعتذر عنه معلنا نيته الترشح للانتخابات النيابية وطالبا ممن يريدون تطبيق سياسة «النأي بالنفس» التوجّه ضد «حزب الله» وليس أي جهة أخرى.
وفي حين أكّد نيته الترشّح للانتخابات النيابية المقبلة، وجّه رسالة لمن سماهم «أهل الخير» قائلا: «الذي يريد اليوم التعهد بالنأي بالنفس وتنفيذ الدستور والقانون والقرارين 1559 و1701 يجب ألا يتوجه إلى سمير جعجع (رئيس حزب القوات) وسامي الجميل (رئيس حزب الكتائب) وفارس سعيد، بل عليه التوجه إلى فريق واحد اسمه حزب الله».
وفي رد منه على استدعائه للتحقيق على خلفية كتابته اسم «الحزب» خطأ بناء على إخبار مقدم ضدّه، ومن ثم تأجيل الموعد، قال في مؤتمر صحافي «عندما نستدعى إلى القضاء من أجل أي موضوع نستجيب لهذه الدعوة وإذا كان لدينا موقف سياسي ضد فريق من اللبنانيين، لأن هذا الفريق برأينا هو خارج الدستور والقانون اللبناني ولا يمتثل إلى القضاء عندما يطلب إليه. سنحترم كل الأصول القانونية والقضائية والدستورية بعكس من يدعي بأنه هو من يحافظ على لبنان في حين أنه ينتهك الأصول القانونية والدستورية في لبنان».
وأوضح «حصل معي خطأ كتابي لاسم حزب الله، فتحرك رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في حزب الله وفيق صفا، وأجرى اتصالا بوزير العدل سليم جريصاتي طالبا منه تحريك النيابة العامة من أجل استدعائي إلى النيابة العامة واستجوابي، والمعلومات المتوافرة لدي تؤكد أن الوزير جريصاتي طلب من صفا التريث في هذا الموضوع لأنني سحبت التغريدة واعتذرت من جمهور حزب الله، لكن يبدو أن صفا لم يقتنع بكلام جريصاتي رغم انتمائهما إلى فريق سياسي واحد وطلب من محامين متدرجين ينتمون إلى القضاء السياسي لحزب الله أن يتقدموا بإخبار، فقبل مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود هذا الإخبار وأرسله إلى مدعي جبل لبنان، وبعد اطلاع القاضية عون التي نكن لها كل الاحترام على الملف، طلبت الاستماع لي شخصيا، وبالأمس فوجئنا بأننا تبلغنا عبر إحدى الوسائل الإعلامية بإرجاء هذا الاستدعاء، وبعد الاتصال بغادة عون أكدت تأجيل الاستجواب إلى موعد لاحق».
وأكد أنه في كل مرة سيتم استدعاؤه للتحقيق سيكون هناك تحرك لأبناء منطقته، طالبا الدولة بعدم التمييز في المعاملة، قائلا: «بقدر ما نحترم الدولة والقانون، بالقدر ذاته نطالب هذه الدولة أن تحترمنا وتعاملنا كما تعامل غيرنا». ونفى علمه بالأسباب التي أدت إلى تأجيل موعد الاستجواب مرجحا أن يكون سببه إحراج الدوائر القضائية نتيجة الضغوط التي تتعرض لها على خلفية هذه الممارسات، وقال: «عندما نتكلم سياسيا ليردوا علينا بالسياسة ولا يستخدموا القضاء».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».