المؤتمر الوطني الأفريقي منقسم حول اختيار خليفة زوما

5200 مندوب في الحزب يختارون بين نائب الرئيس أو زوجته السابقة

جاكوب زوما ونائبه يشاركان في فعاليات مؤتمر الحزب الحاكم في جوهانسبورغ أمس (أ.ف.ب)
جاكوب زوما ونائبه يشاركان في فعاليات مؤتمر الحزب الحاكم في جوهانسبورغ أمس (أ.ف.ب)
TT

المؤتمر الوطني الأفريقي منقسم حول اختيار خليفة زوما

جاكوب زوما ونائبه يشاركان في فعاليات مؤتمر الحزب الحاكم في جوهانسبورغ أمس (أ.ف.ب)
جاكوب زوما ونائبه يشاركان في فعاليات مؤتمر الحزب الحاكم في جوهانسبورغ أمس (أ.ف.ب)

استأنف آلاف المندوبين في المؤتمر الوطني الأفريقي، أمس، مشاوراتهم المسبقة لانتخاب رئيس لحزبهم الحاكم في جنوب أفريقيا منذ 1994 خلفاً لجاكوب زوما، في خيار حاسم قبل سنتين من الانتخابات المقبلة.
وتدور المعركة بين نائب الرئيس سيريل رامابوزا، النقابي السابق الذي أصبح رجل أعمال ثرياً، ومرشحة الرئيس زوما، زوجته السابقة نكوسازانا دلاميني زوما، التي كانت رئيسة لمفوضية الاتحاد الأفريقي. وبعد حملة لم تسفر عن نتائج محسومة وسادها التوتر، بدأت عمليات التصويت في جوهانسبورغ بتأخير كبير وسط احتجاجات، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتوقّع الناطق باسم الحزب، زيزي كودوا، أن تصدر نتيجة الاقتراع ليلاً أو صباح اليوم. وقال للصحافيين: «نقوم بالتحقق من بطاقات المندوبين»، مضيفاً أنه «من الصعب القول متى سيجري التصويت أو متى ستعلن النتائج قبل أن نحل هذه المشكلة». ويُفتَرَض أن يشارك في هذا الاقتراع السري أكثر من 5200 مندوب من كل المكاتب المحلية وفروع الحزب.
ويتمتع الفائز في هذه الانتخابات بفرصة كبيرة ليُصبِح رئيس جنوب أفريقيا في عام 2019، بعد انتهاء الولاية الرئاسية الثانية لزوما. لكن وكما اعترف رئيس الدولة بنفسه، مساء السبت، في افتتاح اجتماع الحزب، يعاني حزب نيلسون مانديلا من تراجع كبير منذ فوزه الكبير في أول انتخابات حرة في تاريخ البلاد. وقال زوما مساء السبت إن «فشلنا في معالجة المشكلات بدأ يلقي بثقله على حركتنا». وواجه الحزب الذي أضعفته الأزمة الاقتصادية والاتهامات بالفساد التي وُجِّهت إلى زوما، انتكاسة خطيرة في الانتخابات المحلية في 2016 التي انتقلت فيها المدن الكبرى، مثل جوهانسبورغ وبريتوريا، إلى المعارضة.
ويتوقع محللون كثيرون أن يواجه الحزب هزيمة تاريخية وخسارة غالبيته المطلقة في الانتخابات العامة في 2019. وقال زوما، أول من أمس (السبت)، إن «شعبنا محبط لإهدارنا الوقت في الخلافات، بدل التصدي للتحديات اليومية التي يواجهها». وبما أنه على علم بالانقسامات التي تمزق حزبه، دعا رئيس الدولة المرشحين إلى حماية وحدة الحزب. وقال: «وافقوا على احترام النتائج»، مشدداً: «أريد أن يتذكر كل واحد منكم ذلك».
ورغم التحذيرات، فإن المنافسة بين معسكري المرشحين الرئيسيين في أوجها وتهدّد بتفتيت الحزب. ووعد رامابوزا (65 عاماً) الذي يدعمه الجناح المعتدل في الحزب بإنعاش الاقتصاد، ودان بشدة فساد «زمرة» زوما.
وقالت ناتالي جيليون التي حضرت للتصويت، لوكالة الصحافة الفرنسية: «ندافع عن سيريل ليطهر المؤتمر الوطني الأفريقي (...) والبلاد من الفساد وليعمل من أجل الأكثر فقراً». وحصل رامابوزا، أول من أمس (السبت)، على دعم رئيسة البرلمان باليكا مبيتي، التي قالت للصحافيين مساء أول من أمس: «نحن ندعم رسمياً سيريل».
وتنافسه دلاميني زوما (68 عاماً)، التي تكرر خطاب زوجها السابق حول إعادة توزيع الثروات لصالح الأغلبية السوداء التي ما زال قسم كبير منها يعيش في الفقر، بعد ربع قرن على انتهاء نظام الفصل العنصري.
وقال زعيم رابطة شباب المؤتمر الوطني الأفريقي، كولن ماين: «ندعم الرفيقة نكوسازانا زوما لأنني أجد أنها تدافع وتتحدث كثيراً عن تغيير جذري للاقتصاد».
وينتقد معارضو دلاميني زوما المرشحة، معتبرين أنها «دمية»، في يد زوجها السابق ويقولون إنها وعدته بمنحه حصانة قضائية في الفضائح التي تورط فيها. وتقدم رامابوزا بفارق ضئيل على منافسته خلال اختيار الفروع لمرشحيهم. لكن الحرية التي يتمتع بها المندوبون في التصويت في المؤتمر يمكن أن تؤثر على النتيجة إلى حد كبير.
بدورها، قالت المحللة أوبري ماتشيكي لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «من المستحيل إطلاق توقعات لأن الفارق ضئيل جداً». وأضافت أن «أي نتيجة بفارق ضئيل يمكن أن تؤدي إلى عرقلة المؤتمر، والأسوأ من ذلك إلى توقفه»، مشيرة إلى أن ذلك «سيكون كارثة على المؤتمر الوطني الأفريقي، لأنه بدلاً من الاستعداد لانتخابات 2019، سيضطر لإدارة تأثير انهيار كهذا».



نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»
TT

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، عُقد في قطر، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم خلال الأشهر الخمسة الماضية.

استنفار أمني في نيجيريا (متداولة)

وأضاف موسى في مؤتمر «مراقبة الأمن الأفريقي»، في الدوحة، أنه بين 10 يوليو (تموز) و9 ديسمبر (كانون الأول)، استسلم 30426 مقاتلاً من «بوكو حرام»، إلى جانب 36774 امرأة و62265 طفلاً.

وأكد موسى أن العدد الكبير من عمليات نزع السلاح تعزى إلى مجموعة من العمليات العسكرية والحوار وإجراءات إعادة التأهيل.

يشار إلى أن الجيش كثيراً ما يتحدث عن استسلام مقاتلي «بوكو حرام» وعائلاتهم بأعداد كبيرة.

ويزعم العديد من أعضاء الجماعة الإرهابية السابقين أنهم ألقوا أسلحتهم بسبب الجوع والظروف المعيشية السيئة.

ولكن العدد الدقيق لأعضاء «بوكو حرام» غير معروف، وهو يقدر بعشرات الآلاف. وتقاتل الجماعة التي تأسست في دولة نيجيريا الواقعة في غرب أفريقيا من أجل إقامة «دولة إسلامية».

ونفذت لسنوات هجمات في البلدين المجاورين في أفريقيا الوسطى تشاد والكاميرون.

وتسبب التمرد «الجهادي»، على مدار أكثر من عقد من الزمان، في مقتل عشرات الآلاف.

مسلحون يختطفون ما لا يقل عن 50 شخصاً

في غضون ذلك، في أبوجا، اختطف مسلحون العشرات من الأشخاص في شمال غربى نيجيريا، حسبما أفاد السكان والشرطة لوكالة «أسوشيتد برس»، الثلاثاء، في أحدث حالة اختطاف جماعي في المنطقة. وقال السكان إن المسلحين اختطفوا ما لا يقل عن 50 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، في منطقة مارادون بولاية زامفارا الأحد.

وأكد يزيد أبو بكر، المتحدث باسم شرطة زامفارا، وقوع عملية الاختطاف لكنه لم يقدم تفاصيل إضافية. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الاختطاف، لكن السكان ألقوا باللوم على جماعات قطاع الطرق المعروفة بعمليات القتل الجماعي والاختطاف من أجل الفدية في المنطقة الشمالية التي تعاني من الصراع، ومعظمهم من الرعاة السابقين الذين هم في صراع مع المجتمعات المستقرة.

وأصبحت عمليات الاختطاف أمراً شائعاً في أجزاء من شمال غربى نيجيريا، إذ تستغل العشرات من الجماعات المسلحة قلة الوجود الأمني لتنفيذ هجمات على القرى وعلى الطرق الرئيسية. وغالباً ما يجري إطلاق سراح معظم الضحايا بعد دفع فدية تصل أحياناً إلى آلاف الدولارات.