المعارضة السودانية المسلحة تطالب أوروبا بربط تعاونها مع الخرطوم برحيل البشير

TT

المعارضة السودانية المسلحة تطالب أوروبا بربط تعاونها مع الخرطوم برحيل البشير

طالبت المعارضة السودانية المسلحة الاتحاد الأوروبي بربط تحسين علاقته مع السودان بتحقيق السلام والتحول الديمقراطي، وعدم السماح للرئيس عمر البشير بالترشح مجدداً في انتخابات 2020، كما دعت المجتمع الدولي للعمل بجد لأجل تفكيك قوات الدعم السريع التابعة للجيش الحكومي.
وقالت الحركة الشعبية المتمردة في السودان، بقيادة مالك عقار، إنها تجري لقاءات مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، بينهم المبعوث الأوروبي إلى السودان وجنوب السودان، في بروكسل، تناولت الأوضاع في السودان، إضافة إلى قضايا المهاجرين الأفارقة والسودانيين. وقال نائب رئيس الحركة، ياسر عرمان، في بيان صحافي، إنه طالب الاتحاد الأوروبي بربط تعامله مع الخرطوم وقضايا الهجرة بتحقيق السلام والديمقراطية، وعدم السماح بتعديل الدستور، حتى لا يجد الرئيس عمر البشير فرصة للترشح مرة أخرى في انتخابات 2020، مشيراً إلى أن الحياة المعيشية للفقراء والمهمشين، ومكافحة الفساد، ووقف الحرب، مرتبطة بأحداث التغيير وإنهاء حكومة المؤتمر الوطني، وتابع: «على الاتحاد الأوروبي أن يدعم مطالب السودانيين بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتوفير الحريات الأساسية لخلق بيئة جيدة للعملية الانتخابية وآلياتها، وقبول عملية التغيير».
وأوضح عرمان أن الانتخابات تعد طريقاً للانتفاضة، كما حدث في عدد من البلدان في أفريقيا وآسيا وشرق أوروبا وأميركا اللاتينية، وقال إن مقاطعة حركته في انتخابات 2010 كانت لأسباب وتقديرات، وأضاف: «كانت هناك تقديرات في ذلك الوقت بأن حزب المؤتمر الوطني الحاكم سيعطل إجراء الاستفتاء في جنوب السودان. أيضاً، اتضح لنا أثناء زيارتنا إلى ولايات دارفور أن كثيراً من مؤيدينا لم يسجلوا للانتخابات، لأن الحزب الحاكم كان يسيطر على المفوضية»، وتابع: «سنكتب وثيقة مفصلة حول انتخابات 2010، والاستفادة من دروسها».
وشدد نائب رئيس الحركة الشعبية على أن حركته لا تسعى إلى أي اتفاق، أو المشاركة في السلطة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وقال: «لدينا رؤية جديدة بعيدة عن قسمة السلطة والثروة، بأن يتم إجراء إصلاحات هيكلية وبنيوية لمصلحة السودانيين وجماهير الهامش، لا لمصلحة النخب».
وتقول الحكومة السودانية إن الرئيس البشير لا يريد الترشح للانتخابات، لكن جهات في الحزب الحاكم تسعى لتأمين ترشحه. وعبر وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، عن وجود رغبة شعبية عارمة لإعادة ترشيح البشير.
كان مالك عقار، رئيس الحركة الشعبية، قد اقترح على قوى المعارضة مناقشة إمكانية خوض الانتخابات العامة في عام 2020، لكن نائبه ياسر عرمان قال: «لا أحد سيقبل بانتخابات المؤتمر الوطني، أو مشاركته في السلطة»، وأضاف: «علينا مصادمة الحكومة في جبهة موحدة، عبر آلية الانتخابات، وتعبئة الشعب السوداني لانتزاع حقوقه في الحياة الكريمة، وإنهاء الحروب، وتحقيق السلام»، مشيراً إلى أن الحزب الحاكم منقسم حول الانتخابات. وانشقت الحركة الشعبية - شمال، إلى فصيلين: أحدهما يقوده مالك عقار، والآخر نائبه السابق عبد العزيز آدم الحلو، الذي تسيطر قواته على مناطق في جبال النوبة، فيما تسيطر قوات عقار على مواقع في النيل الأزرق.
من جهة أخرى، دعا رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، في مظاهرة تضامنية نظمها الناشطون من اليسار في إيطاليا، الاتحاد الأوروبي إلى العمل على تفكيك قوات الدعم السريع التابعة للجيش الحكومي السوداني، وقال إن الضحايا في دارفور يتوقعون من الاتحاد الأوروبي المساعدة في وقف عدم الإفلات من العقاب، من خلال تقديم مرتكبي الجرائم إلى المحاكم، مشدداً على ضرورة أن يوقف المجتمع الدولي دعمه إلى الحكومة السودانية، وأن يعمل على تفكيك قوات الدعم السريع التي وصفها بالميليشيا «سيئة السمعة»، وتقديم قادتها إلى العدالة، بدلاً عن مكافآتهم.
وقال مناوي إن الحكومة تستخدم الميليشيات القبلية التي يطلق عليها اسم «الجنجويد»، والتي باتت تعرف الآن بقوات الدعم السريع، وأوضح: «هذه القوات ارتكبت جرائم ضد الإنسان، وتقوم بحرق منازل السكان، ونهبهم وطردهم، إلى جانب اغتصاب النساء»، داعياً إلى معالجة الأوضاع في المنطقة بشكل شامل في دارفور ومالي وليبيا والنيجر، محملاً الحكومة السودانية مسؤولية زعزعة الاستقرار في المنطقة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.