مصر تفتح معبر رفح استثنائياً للحالات الإنسانية

TT

مصر تفتح معبر رفح استثنائياً للحالات الإنسانية

بعد إغلاق دام أكثر من شهر ونصف الشهر، فتحت السلطات المصرية أمس معبر رفح البري الوحيد مع قطاع غزة أمام حركة المسافرين في كلا الاتجاهين، وذلك بشكل استثنائي للحالات الإنسانية العالقة في القطاع، والتي كانت تنتظر فتح المعبر لتمكينها من مغادرة غزة.
ومن المقرر أن يستمر فتح المعبر حتى مساء يوم الثلاثاء المقبل، بهدف تمكين المرضى والطلاب وأصحاب الحالات الإنسانية من مغادرة القطاع، والسماح للعالقين في الجانب المصري بالعودة إلى قطاع غزة.
وهذه هي المرة الثانية التي يفتح فيها المعبر تحت إدارة حكومة التوافق الوطني، حيث تم التنسيق بين إدارة المعبر التابعة للسلطة، ووزارة الداخلية المحسوبة على حركة حماس سابقا لتجهيز كشوفات المسافرين لتسهيل عملية تنقلهم.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك توافقا بين السلطة الفلسطينية والجانب المصري على أن يتم وقف مغادرة أي من دفعات «التنسيقات»، من أجل إتاحة الفرصة أمام أصحاب الحالات الإنسانية بالسفر.
وكانت دفعات «التنسيقات» تسبب الكثير من الخلافات بسبب السماح لهم بالسفر على حساب الحالات الإنسانية، حيث كان أصحابها المسافرون من غزة يدفعون أموالاً لعدة جهات من أجل تمرير أسمائهم في الكشوفات على حساب مسافرين ليس لديهم القدرة على دفع أموال تصل أحيانا إلى ثلاثة آلاف دولار على الأقل.
وقالت إدارة معبر رفح، التابعة للسلطة الفلسطينية، إنه تمت مغادرة أكثر من 12 حافلة في اليوم الأول من فتحه، بينما غادر عدد كبير من الطلاب العالقين في القطاع باتجاه مصر لتمكينهم من اللحاق بجامعتهم في القاهرة وجامعات في دول عربية أخرى، دون الإشارة إلى خروج أي حافلات من دفعات «التنسيقات».
ومن المتوقع أن يسمح باستكمال سفر الطلبة والمرضى وأصحاب الحالات الإنسانية، خاصة الزوجات العالقات بعد أن تعرض بعضهن للتهديد من قبل أزواجهن بالطلاق في حال لم يتمكن من السفر إلى الدول المتواجدين فيها.
وفتح المعبر بعد ثمانية أيام، اعتصم خلالها المئات من المرضى والطلاب وأصحاب الحالات الإنسانية على معبر رفح عدة أيام للضغط باتجاه فتح المعبر وتمكينهم من السفر، ونصبوا خيمة للمبيت فيها خلال أيام الاحتجاجات، مطالبين بفتح المعبر وتمكينهم من السفر قبل أن يتلقوا وعودا بفتحه ويتقرر فعليا ذلك.
لكن بعض المراقبين يرون أن معاناة المسافرين من أصحاب الحالات الإنسانية المستعصية والعاجلة لن تنتهي بفتح المعبر لعدة أيام، على اعتبار أن هناك الآلاف الذين ينتظرون دورهم للسفر، وهو ما يستدعي، حسب رأيهم، فتح المعبر بشكل كامل ودائم حتى يتمكن العالقون في غزة من السفر بحرية. كما أشاروا إلى وجود مئات الطلاب الذين سيفقدون فرصتهم في الدراسة، وستنتهي الفترة المسموح لهم بها بالسفر، ما سيحرمهم من حقهم في التعليم كباقي طلاب العالم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.