الحوثيون «ينقبون» عن طارق صالح ويضغطون لتجنيد تلاميذ

انفجار مخزن أسلحة للجماعة داخل حديقة عامة يروع سكان صنعاء

الحوثيون «ينقبون» عن طارق صالح ويضغطون لتجنيد تلاميذ
TT

الحوثيون «ينقبون» عن طارق صالح ويضغطون لتجنيد تلاميذ

الحوثيون «ينقبون» عن طارق صالح ويضغطون لتجنيد تلاميذ

انفجر، أمس، في صنعاء مخزن أسلحة وذخيرة لميليشيات الحوثيين مسبباً حالة من الذعر في أوساط المدنيين، في وقت كثفت فيه الجماعة تحركاتها لإجبار أهالي المناطق التي تسيطر عليها لإرسال أبنائهم إلى جبهات القتال بالتزامن مع الانهيارات المتسارعة في صفوفها على أكثر من جبهة.
كما استمرت الميليشيات في تنفيذ عمليات دهم المنازل في صنعاء واعتقال أقارب الرئيس السابق علي صالح وأنصار حزبه (المؤتمر الشعبي) استكمالاً لمسلسل القمع الذي كانت بدأته الجماعة بعد تصفية صالح في الرابع من الشهر الحالي، مع عدد من معاونيه العسكريين، وسط تنقيب وبحث شديد للقبض على العسكري الأبرز في انتفاضة الثاني من ديسمبر (كانون الأول) العميد طارق صالح.
ووزعت الجماعة في صنعاء صوراً للعميد طارق صالح باعتباره مطلوباً أمنياً وطلبت من السكان الإبلاغ عن مكان اختبائه، وهي المرة الأولى التي تكشف فيها الجماعة عن تمكن نجل شقيق صالح وقائد حراسته من الفرار من قبضتها دون أن يلقى مصير عمِّه عقب إعلان انتفاضته الأخيرة ضد الحوثيين.
وكانت مصادر في حزب «المؤتمر» ومقربون من عائلة صالح نفوا نبأ مقتل طارق، وأكدوا أنه استطاع الخروج من صنعاء إلى مكان آمن، وهي الأنباء التي أكدها أخيراً الناطق باسم «مقاومة صنعاء» عبد الكريم ثعيل، دون الخوض في التفاصيل.
واتهم ثعيل في تصريحات رسمية، أول من أمس، الميليشيا الحوثية بارتكاب جملة من جرائم الإرهاب والإخفاء عقب أحداث صنعاء الأخيرة. وقال: «هناك عدد من النساء والأطفال من عائلة وأقارب صالح في صنعاء تحت الإقامة الجبرية من قبل الحوثيين والاتصال مقطوع عنهم وممنوعون من الزيارات».
وأفادت مصادر في حزب «المؤتمر الشعبي» بأن عشرات من مسلحي الجماعة يقودهم القيادي محمد زيد المنصور اقتحموا منزل صهر الرئيس السابق، خالد الرحبي (زوج إحدى بناته) الواقع جنوب صنعاء وقاموا بنهبه.
كما ترددت أنباء عن قيام الميليشيا في صنعاء باعتقال الفنان الشعبي حمود السمة واقتياده إلى مكان مجهول على خلفية قيامه بأداء أغنية تمجد الرئيس السابق.
ودوى انفجار مخزن الأسلحة والذخيرة من داخل حديقة «الثورة» كبرى الحدائق العامة في صنعاء والواقعة في حي الحصبة في المساحة الكائنة بين وزارتي الداخلية والاتصالات، واستمرت الانفجارات تتوالى أكثر من ساعة في حين غطت سحب الدخان الأحياء المجاورة بالتزامن مع تطاير المقذوفات والشظايا في أنحاء المنطقة المكتظة بالسكان.
وأفادت مصادر أمنية مناهضة للجماعة في صنعاء بأن معاينة شظايا الانفجار كشفت أن المخزن كان يحوي ذخائر متنوعة وقذائف صاروخية مضادة للدروع من نوع «لو» إضافة إلى كميات من الألغام الخاصة بالأفراد والدبابات.
وأدان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسكان المنطقة استهتار الميليشيات الحوثية بأرواح الأبرياء وإقدامها على جريمة تخزين الذخيرة والمتفجرات في حديقة عامة يرتادها الأهالي في العادة مع أطفالهم فضلاً عن قربها من أحياء مكتظة بالسكان.
وعمدت الميليشيات إلى نهب معسكرات الجيش ومخازن الأسلحة كافة منذ اقتحامها صنعاء في 2014 وانقلابها على الحكومة الشرعية وقامت بنقلها شمالاً إلى كهوف في صعدة وعمران في حين أعادت تخزين كميات كبيرة في منازل خاصة لأتباعها في صنعاء وسط منازل المدنيين، وفي مؤسسات ومبانٍ حكومية مدنية.
وعلى صعيد آخر، أفادت مصادر محلية في صنعاء ومحافظات إب والحديدة وحجة بأن قادة الميليشيا بدأوا في إجبار الأهالي على إرسال أبنائهم إلى جبهات القتال.
في حين أكدت مصادر طبية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن عشرات الجثث التي وصلت أخيراً لقتلى الحوثيين في الجبهات تعود في كثير منها لأطفال تحت السن القانونية أو لشبان في أوائل العشرينات.
وقال أولياء أمور لتلاميذ في مدارس صنعاء إن نشاط عناصر ميليشيا الحوثي في أوساط التلاميذ أخذ منحى تصاعدياً في الفترة الأخيرة من خلال إلقاء دروس تمجد زعيم الجماعة وتحض على القتال وسط أنباء عن قيامهم بعمليات تجنيد دون علم الأهالي.
وفي مديرية فرع العدين غرب محافظة إب، قالت مصادر محلية إن الميليشيا تمارس ضغوطاً على الأهالي لإرسال أقاربهم إلى القتال في جبهات الساحل الغربي إلى جانب الجماعة التي باتت تعاني من انهيار قواتها بشكل متسارع على مختلف الجبهات.
وكان رئيس مجلس حكم الميليشيا الانقلابية صالح الصماد ومعه كبار قادة الحوثي في صنعاء كثفوا لقاءاتهم برجال القبائل في طوق صنعاء، ومع قادة التيارات والكتل السياسية الموالية للجماعة، وطلبوا منهم «رفد الجبهات بالرجال والمال».



تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.