الكشف عن مطبعة يديرها متطرفون أوزبك في موسكو

البرلمان الروسي يقر السجن المؤبد لمن يجنّد إرهابيين

TT

الكشف عن مطبعة يديرها متطرفون أوزبك في موسكو

قالت السلطات الأمنية الروسية إنها كشفت عن مطبعة سرية يقوم فيها متطرفون من أوزبكستان بإعداد الوثائق المزورة. وقال مصدر أمني لوكالة «ريا نوفوستي»: «خلال دوريات مشتركة اليوم لعناصر من هيئة الأمن الفيدرالي وعناصر وزارة الداخلية الروسية، تم العثور في منطقة موسكو على مطبعة سرية، أسسها متطرفون، وقامت بإغلاقها»، وأشار إلى أن مواطنين من أوزبكستان كانوا يعدون في تلك المطبعة وثائق مزورة، مثل بطاقات الهجرة وتصاريح العمل والشهادات الجامعية وتقارير الإجازات الصحية وبطاقات الطلاب وغيرها، وأضاف أن الأمن يدرس حالياً قرار فتح ملف قضية جنائية في القضية، بتهمة «إعداد وبيع علامات تجارية مزورة».
وفي غضون ذلك، تواصل السلطات التشريعية الروسية تشديد القوانين في مجال مكافحة الإرهاب. وتبنى مجلس الدوما من البرلمان الروسي، في جلسته يوم أمس، قانوناً يحدد أشكال العقوبة على تهمة «ممارسة نشاط التجنيد لصالح التنظيمات الإرهابية»، التي قد تصل - وفق القانون الجديد - للحكم بالحبس المؤبد.
وحسب نص ملاحظات توضيحية مرفقة بنص القانون، فإن تنظيم أي جريمة - ولو لمرة واحدة - من تلك التي تشملها فقرات قانون «الإرهاب»، سيتم تصنيفه ضمن الفقرة الرابعة من المادة 205 من قانون الجنايات الروسية، حول «المشاركة في نشاط إرهابي»، وهي الفقرة التي تنص على الحكم بالسجن من 15 حتى 20 عاماً، أو السجن المؤبد عن تنفيذ جريمة إرهابية؛ أي أن القانون الجديد يدرج نشاط التجنيد ضمن هذا النوع من الجرائم.
ويأتي هذا الإجراء التشريعي، وتدابير أمنية تنفذها بشكل دائم أجهزة البوليس والأمن الفيدرالي، في وقت حساس للغاية بالنسبة لروسيا، حيث تستعد لحدثين غاية في الأهمية، هما: الانتخابات الرئاسية في مارس (آذار) المقبل، واستضافة بطولة العالم لكرة القدم في صيف 2018. هذا بينما يتزايد القلق من احتمال تسلل إرهابيين فارين من سوريا، ومن بينهم مواطنين روس وآخرين من الجمهوريات السوفياتية السابقة، وعودتهم إلى بلدانهم لتنفيذ أعمال إرهابية هناك.
وكان ألكسندر بورتنيكوف، مدير هيئة الأمن الفيدرالي رئيس اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب، قد أعلن بوضوح عن تلك المخاوف، خلال اجتماع أمني سنوي عقد أخيراً، أشار فيه إلى أن قادة وعناصر تنظيم داعش، بعد هزيمتهم في سوريا «أصبحوا مضطرين للبحث عن وسيلة أخرى لمواصلة النشاط الإرهابي في دول أخرى، ومنها روسيا»، وقال إن عودة العناصر السابقين في تلك الجماعات إلى روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة يشكل تهديداً حقيقياً، وحذر من أن هؤلاء قد يلتحقون بالعصابات والخلايا السرية، وقد يساهمون في تشكيل قواعد لمساعدة وتجنيد الإرهابيين.
ومع إشارته إلى هذا الخطر الحقيقي، أكد بورتنيكوف أن «أجهزة الأمن تسيطر بشكل تام على الوضع في البلاد، وفي حال أي تدهور، فإنها تتخذ التدابير الضرورية»، وشدد على أولوية ضمان أمن المنشآت التي ستستضيف فعاليات المونديال، وقال: «بالدرجة الأولى، من ناحية ضمان الأمن ضد الإرهاب، يجب ضمان أمن أماكن وجود حشود كبيرة من الناس خلال بطولة كأس العالم، وأمن مجمعات الطاقة والتدفئة، والبنى التحتية للنقل، بما في ذلك العبور إلى مقاطعة كراسنودار وشبه جزيرة القرم، وكذلك أمن المنشآت الرياضية المشاركة في البطولة، وأماكن إقامة المنتخبات والضيوف».
وكشف بورتنيكوف عن إحباط الأمن 18 عملية إرهابية ضخمة في روسيا خلال عام 2017، بما في ذلك إحباط عمليات إرهابية كانت مجموعة مواطنين منحدرين من جمهوريات آسيا الوسطى يخططون لتنفيذها خلال الانتخابات الرئاسية في روسيا، وقال إن قوات الأمن نفذت يوم 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي عملية خاصة في منطقة موسكو، أحبطت خلالها نشاط مجموعة من مواطني آسيا الوسطى، كانوا يخططون لعمليات إرهابية، بما في ذلك عمليات إرهابية انتحارية، خلال الاحتفالات بعيد رأس السنة، وفي فترة الحملات الانتخابية والانتخابات. وأكد العثور على عبوات ناسفة وأسلحة وذخائر بحوزة المجموعة.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.