نايجل بيرسون: قيادة فريق بلجيكي مغمور لا يمنع متعتي بكرة القدم

مدرب ليستر سيتي السابق يخوض تحدياً مع فريق «آود هيفرلي لوفين» من أجل الصعود للدرجة الأولى

نايجل بيرسون يخوض تحدياً مع فريق «آود هيفرلي لوفين» البلجيكي
نايجل بيرسون يخوض تحدياً مع فريق «آود هيفرلي لوفين» البلجيكي
TT

نايجل بيرسون: قيادة فريق بلجيكي مغمور لا يمنع متعتي بكرة القدم

نايجل بيرسون يخوض تحدياً مع فريق «آود هيفرلي لوفين» البلجيكي
نايجل بيرسون يخوض تحدياً مع فريق «آود هيفرلي لوفين» البلجيكي

كان صباح يوم خريفي جميل داخل ملعب تدريب نادي «آود هيفرلي لوفين» البلجيكي، واخترقت أشعة الشمس الدافئة عبر أوراق الشجر المحيطة بالملعب بينما وقف ثمانية رجال وسيدة وكلب من فصيلة «لابرادور» يتابعون تدريبات مجموعة من اللاعبين تحت قيادة المدرب نايجل بيرسون. المؤكد أنه في غضون أسابيع قليلة، سيصبح المدرب قادراً على التعرف عل كل واحد من المشاهدين بالاسم. وعن ذلك، قال بيرسون مبتسماً: «في العادة أقضي قرابة خمس دقائق في تجاذب أطراف الحديث معهم. هذا الصباح، كانوا يشعرون ببعض الإحباط».
كان بيرسون قد عاد إلى العمل نهاية سبتمبر (أيلول) بعد قضائه الجزء الأكبر من العام في حالة من التجوال والتنقل المستمر، واللافت أن هذه الفترة الطويلة لم تفلح في إطفاء مشاعر التفاؤل التي طالما يتحلى بها. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتولى بيرسون التدريب خارج بريطانيا، وخلال مقابلتنا معه تناول قضايا متنوعة.
وقد يكون الأمر الأكثر إثارة بالنسبة لبيرسون (54 عاماً)، أنه يبدو ويتحدث بنبرة رجل أعاد اكتشاف ما تعنيه كرة القدم بالنسبة له من خلال تجربته في تدريب نادي بلجيكي يشارك بدوري الدرجة الثانية. وقال عن تجربته الحالية: «ربما هذا أكبر إنجاز حققته لنفسي، فلو أنني كنت أتساءل فيما بيني وبين نفسي ما إذا كنت قد فقدت عشقي لكرة القدم، فإن هذه التجربة قدمت لي الإجابة، وهي تجربة تحمل مسحة من الواقعية والتواضع».
الواضح أن تجربة تدريب «آود هيفرلي لوفين» الذي يبلغ متوسط حضور الجماهير فيه 4.500 ويحرص اللاعبون على تناول مشروب مع الجماهير في أعقاب المباريات، أضفت شعوراً بالحرية على بيرسون. وعن ذلك، قال المدرب: «عندما شاهدت هذا الأمر للمرة الأولى، لم أستطع أن أمنع نفسي من الابتسام. إنه مشهد رائع! في الحقيقة الأسلوب الذي تطورت به كرة القدم داخل بعض بطولات الدوري الكبرى على مستوى العالم خلق مسافة أكبر بين الجميع. إنه أمر رائع أن يعايش المرء تجربة بهذه البساطة حيث يجري الاحتفال بالفوز من جانب اللاعبين والجماهير معاً جنباً إلى جنب».
الحقيقة، لطالما تمنى بيرسون نيل فرصة العمل خارج بريطانيا، لكن لم يطرأ على مخيلته أن تأتي الفرصة على هذا النحو. كان الحديث قد انقطع بين رئيس نادي «ليستر سيتي»، فيشاي سريفادانابرابها، وبيرسون منذ طرده له عام 2015 بعدما تردت علاقتهما في أعقاب وقوع حادث مؤسف خلال الجولة التي جرى تنظيمها في تايلاند نهاية الموسم، عندما كان نجل المدرب، جيمس، واحداً من ثلاثة لاعبين تعرضوا للطرد بسبب تورطهم في مشاهد مخلة مع نساء محليات وجرى تصويرهم.
ومع هذا، فإنه بعد أقل عن عامين، وقبل أن ينجز صفقة استحواذه بالكامل على «آود هيفرلي لوفين»، أجرى فيشاي اتصالاً هاتفياً ببيرسون. وعن هذا الاتصال، أكد بيرسون أنه: «كان الأمر مفاجئا تماماً بالنسبة لي. كنت قد أجريت بعض الاتصالات بالمالكين وسألوني ما إذا كنت أود عقد لقاء ومناقشة إمكانية المشاركة هنا، وأجبتهم: «لم لا؟» في الواقع، جرى الأمر برمته في هدوء لأنني أعتقد أنني وفيشاي رأينا من المهم أن يقتصر إنجاز ذلك علينا نحن الاثنان، خاصة في ظل ما حدث داخل «ليستر سيتي». ربما شعر البعض في الخارج بالدهشة بعض الشيء من مسألة أننا عدنا للعمل مع بعضنا بعضا من جديد، وإن كان ذلك في ظل ظروف مختلفة. إلا أنني أعتقد أن هذا الجانب زاد الأمر جاذبية بالنسبة لي».
فيما بين العمل مع «ليستر سيتي» و«آود هيفرلي لوفين»، مر بيرسون بفترة تعيسة استمرت خمسة شهور داخل نادي «ديربي كاونتي» انتهت برحيله برضا من الطرفين في أعقاب اندلاع خلاف حاد بينه وبين ميل موريس، مالك النادي. في هذا الصدد، قال بيرسون: «كل ما يمكنني قوله في هذا الصدد أن هذا كان نتيجة سوء اختيار من جانبي. وجميعنا معرضون لاتخاذ قرارات يتضح لاحقاً أنها ليست بالضرورة صائبة، ومع هذا أشعر بأن اختياري الجديد هو ما أبحث عنه حقاً. ويخالجني هذه المرة شعور مختلف، فثمة إمكانات يحملها هذا المكان، وأعتقد أنه يشكل الحافز الذي كنت أحتاج إليه».
الواضح أن كرة القدم لا تشكل نهاية العالم بالنسبة لبيرسون، الذي يبدو وكأنه يختفي تماماً في أي فترة يكون فيها بلا عمل. وكثيراً ما يثير الانطباع بأنه يفضل التسكع عبر أرجاء الريف عن الجلوس داخل استوديو تلفزيوني لتحليل مباراة ما. وعن هذا الأمر قال بيرسون: «لا أشعر أن هذا الإطار ملائم لي».
ورغم أن علاقته الشخصية لا تزال طيبة مع ستيف والش وكريغ شيكسبير (مدربَي ليستر السابقين)، فإنه قدم شرحاً مثيراً لسبب وراء أن الآخرين يلتقيان بعضهما البعض بمعدل أكبر، وقال: «أحب دوماً أن تكون لي مساحة خاصة بي، بينما يتميز والش وشيكسبير بشخصية أكثر اجتماعية - أعتقد أن هذا هو التحليل المناسب للوضع».
ويبدو بيرسون شديد الصدق مع نفسه ولا يجد حرجاً من الاعتراف بأخطائه السابقة، مؤكداً أن التدريب بمجال كرة القدم: «يخرج أفضل ما في وأسوأ ما في أيضاً».
وقال: «لقد سقطت في بعض العثرات خلال مسيرتي وكان الكثير منها من صنع يدي، وذلك لأنني أشعر دوماً أنني بحاجة لحماية من أعمل معهم - تحديداً اللاعبين. وأحيانا تدفعني هذه الحاجة للإقدام على خطوات تبدو غريبة... إلا أنه يتعين علي قبول المشكلات التي أقع فيها، ذلك أن الكثير منها كان إما نتيجة قرارات اتخذتها أو خطوات لم أفكر في تبعاتها بالقدر الكافي».
وتذكر بيرسون كيف أنه وصف ذات مرة أحد الصحافيين بأنه نعامة، ومنذ ذلك الحين ارتبط اسمه أينما يذكر بالنعامة. وعن هذا، قال المدرب: «ليس بمقدوري فعل أي شيء حيال هذا الأمر»، وأضاف ضاحكاً: «وإذا كان هذا ما تبقى في أذهان الناس عني، فهذا يعني أنني لم أحقق الكثير بمجال كرة القدم، أليس كذلك؟»
في الواقع، يشير تاريخ بيرسون إلى عكس ذلك، فإلي جانب تميزه بمسيرة كروية ناجحة، فاز بيرسون ببطولتي الدوري الإنجليزي الدرجة الأولى ودوري الدرجة الثانية عندما كان مدرباً لليستر سيتي على امتداد فترتي عمل منفصلتين، بجانب قيادته الفريق خلال رحلة هروب مذهلة من شباك الهبوط عام 2015 عندما فاز في سبع مباريات من آخر سبع مباريات في البطولة، الأمر الذي ضمن لليستر سيتي البقاء داخل الدوري الممتاز. ومع هذا، يبقى إنجازه الأكبر مع «ليستر سيتي» هو بناؤه فريقاً جديداً بعد «تفكيك الفريق الذي أصبح عاطلاً فعلياً عن العمل» عندما حل محل سفين غوران إريكسون عام 2011.
وحول قراره بقبول العمل في بلجيكا في وقت صوت فيه البريطانيون للخروج من الاتحاد الأوروبي قال بيرسون: «كنت ضد قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، الاسكوتلنديون والويلزيون رفضوا الخروج وأنا إنجليزي وأرفض أيضا، كان هذا التصويت بمثابة هزيمة شخصية، كنت منزعج وسأواصل عملي هنا كمواطن أوروبي».
ويبدو الخروج من دوري الدرجة الثانية البلجيكية أكثر وضوحا عن بيرسون من الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو تحد يعمل من أجل تحقيقه مع أود هيفرلي لوفين. ويوجد ثمانية أندية في القسم الثاني البلجيكي يخوضون منافسات الدوري على مراحل متعددة كبطولتين منفصلتين ويخوض الفائزون جولة فاصلة لتحديد الصاعد للدرجة الأولى.
ويقول بيرسون، الذي كان فريقه على وشك أن يبدأ البطولة الثانية المكونة من 14 مباراة بعد الانتهاء البطولة الأولى في الوصيف: «لضمان الترقية التلقائية تحتاج إلى الفوز في نصفين من الموسم، إنها منافسات معقدة ولكن طموحنا كبير».
وعن الحياة في بلجيكا قال بيرسون: «سألني أحدهم بعد رؤيتي للفريق هل ما زلت طموحا؟ فأجابت: نعم، كرة القدم بالنسبة لي أكثرة من مجرد لعبة، المشاركة في ثقافة مختلفة. لقد كانت تجربة منعشة جدا وأعتقد أنني كنت بحاجة لها».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».