ليبرمان: النواب العرب مجرمو حرب

TT

ليبرمان: النواب العرب مجرمو حرب

رفض وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الاستجابة لمطالب زملائه الوزراء بالتراجع عن دعوته لمقاطعة المواطنين العرب (فلسطينيي 48) باعتبارها «دعوة عنصرية يعاقب عليها القانون وتخلق المتاعب لإسرائيل في المجتمع الدولي»، بل زاد من حملة التشهير والتصعيد، حيث هاجم النواب العرب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، وقال إن «كل نواب القائمة المشتركة مجرمو حرب... وأعضاء القائمة يستغلون امتيازات الدولة الديمقراطية من أجل تدميرها من الداخل».
وتوجه ليبرمان خلال خطاب ألقاه في الكنيست إليهم مباشرة، وخاطبهم قائلاً: «أنتم توجَدون هنا نتيجة خطأ، وسيصل الوقت الذي لن يبقى لكم فيه وجود هنا».
وجاء هجوم ليبرمان على النواب العرب، رداً على اقتراح بحجب الثقة قدمته القائمة المشتركة بادعاء أن «الحكومة تدفع سياسة تقوم على جرائم الحرب». وغادر بعض أعضاء القائمة القاعة بعد اتهامات ليبرمان لهم.
ودعا ليبرمان إلى مقاطعة سكان وادي عارة، بحجة أنهم لا يحتفلون بيوم استقلال دولة إسرائيل، وقال عنهم: «لقد شاهدتهم مع أعلام السلطة الفلسطينية و(حزب الله) وصور نصر الله. في وادي عارة لن تشاهدوا أعلام إسرائيل. فقط أعلاما أخرى. بالنسبة لي هم ليسوا مواطنين شرعيين».
ومن جهتها قدمت النائبة حنين زعبي باسم «القائمة المشتركة» مشروع حجب الثقة عن الحكومة، قبل تصريحات ليبرمان، وقالت إن «هذه حكومة مجرمة، ويجب محاكمة رئيسها بنيامين نتنياهو، ليس بسبب الفساد فحسب، بل يجب تقديمه إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بسبب جرائم الحرب التي يرتكبها ضد الفلسطينيين، مع كل ائتلافه الذي يقتل الأطفال، ويسرق الأرض ويقمع تنظيمات حقوق الإنسان. الاحتلال دائماً عدواني، عنيف، وغير شرعي وقاعدة لجرائم الحرب».
وإزاء هذا التصعيد من ليبرمان، أرسلت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل رسالة إلى رئيس الحكومة، وطالبته فيها بإدانة تصريحات ليبرمان التحريضية، وبتذكير الوزير بأن التصريحات العنصرية التي تفوَّه بها هي وصم لشريحة كبيرة لإسرائيل، مؤكدة أنها تُضاف إلى مجموعة خطوات ومحاولات لنزع الشرعية عن المواطنين العرب في السنوات الأخيرة.
وقالت شارون أفراهام فايس، المديرة العامة لجمعية حقوق المواطن، في رسالتها لرئيس الحكومة: «المواطنة حق أساسي... ومواطنة العرب ليست شاذة عن هذه القاعدة، وليست موضوعاً للتفاوض، وليست خاضعة للشروط أو السحب بالقوة. لقد قمنا بنشر تقرير حول صورة وضع حقوق الإنسان، أوضحنا من خلاله أن التحريض المُمأسس يقوض أسس الديمقراطية، وأن أي قبول لمخطط (الترانسفير) بشكل مباشر أو غير مباشر، هو انزلاق سريع وخطير نحو واقع مظلم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.